مئات العالقين في سيناء متخوفون من أن ينعكس موقف حماس تجاه المصالحة على فتح رفح

ينتظرون بفارغ الصبر الموعد الشهري.. وسط إجراءات بسيناء لمنع التهريب للقطاع

TT

يتخوف مئات الفلسطينيين العالقين في سيناء المصرية من تأثير موقف حركة حماس المتأرجح من توقيع اتفاق المصالحة التي ترعاها القاهرة، على الموعد الشهري لفتح معبر رفح، أمام عودتهم إلى ذويهم في قطاع غزة. ويعتقد بعض العالقين أن إغلاق المعبر قد يطول، بسبب رفض حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة وإصرارها على إجراء تعديلات. وقال سامر الدهان، 35 عاما، وهو من خان يونس، قادم من عمله في إحدى الدول العربية لقضاء إجازته مع ذويه بالقطاع: «وصلت إلى مدينة العريش منذ بداية الشهر الجاري ولكنني وجدته مغلقا.. جميع العالقين هنا يخشون أن تعاقب مصر حماس بالاستمرار في إغلاق المعبر».

وهذه المخاوف نفسها تعتري الحاجة أم محمود القادمة من إحدى الدول العربية بعد زيارة لابنتها التي لم ترها منذ نحو 4 سنوات، وقالت: «أذهب يوميا إلى المعبر منذ نحو أسبوع.. وفي كل مرة يبلغني رجال الأمن أن المعبر لم يفتح بعد.. تركت أبنائي في غزة.. يبدو أن حظي سيئ لأن المعبر كان يفتح بشكل منتظم مرة كل شهر منذ أشهر طويلة.

واعتادت مصر فتح المعبر مرة شهريا. كما تسمح بعبور الفلسطينيين العالقين على جانبي الحدود من الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات بمصر والدول العربية إضافة للحالات الإنسانية. ويقدر عدد الفلسطينيين العالقين بمدن شمال سيناء بنحو ألف فلسطيني يقيمون بمدن العريش والشيخ زويد ورفح في انتظار فتح المعبر.

ويقيم معظم العالقين الفلسطينيين في فنادق شعبية وفي الشاليهات وقليل منهم يقيم لدى أقارب لهم في شمال سيناء.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان بمدينة رفح إن المدينة تشهد حاليا حملات مداهمات غير مسبوقة تستهدف مخازن البضائع التي تكون معدة ومجهزة للتهريب، وأوضح مسؤول أمني أنه ليست هناك أي علاقة بين الحملات الأمنية برفح واستمرار إغلاق المعبر والخلاف بين مصر والحركة بسبب ورقة المصالحة.

وأضاف أن من حق مصر ملاحقة أي عمل غير مشروع يتم على حدودها و..«التهريب من ضمن هذه الأعمال غير المشروعة، أما بالنسبة لفتح المعبر فإنه يخضع عادة لترتيبات تتم بين الجانبين المصري والفلسطيني لتحديد عدد الأيام التي سيتم تشغيله فيها والفئات التي سيسمح لها بالعبور، وأنه يجري اتخاذ هذه الترتيبات الآن».

وتابع المصدر الأمني قائلا إن الإجراءات خلال الأسبوعين الأخيرين أسفرت عن ضبط اثنين من أكبر مخازن البضائع، صودر فيها أثاث منزلي وأجهزة كهربائية وقطع غيار سيارات ودراجات نارية وملابس وأحذية وأغذية، تم نقلها جميعا على متن أكثر من 80 شاحنة من مختلف الأحجام.

وقالت مصادر أمنية في محافظة بورسعيد، إن المادة الكيماوية التي تم ضبطها في وقت سابق من هذا الشهر أثناء محاولة تهريبها إلى داخل مصر عبر ميناء بورسعيد يرجح أنها كانت في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، وأن التحقيقات الأمنية مع صاحب الشركة التي قامت باستيراد 10 أطنان من مادة بيركلورات الأمونيوم التي تدخل في صناعة المفرقعات اعترف بأنها كانت مستوردة لحساب تاجر من مدينة العريش وأنه يرجح وبشكل كبير أنها كانت في طريقها إلى غزة.

وأغلقت مصر منذ 19 سبتمبر (أيلول) الماضي معبر رفح بعد فتحه ثلاثة أيام سمح خلالها بعبور 5005 فلسطينيين بينهم 3338 في اتجاه الأراضي المصرية و1667 في اتجاه غزة، كما تم إدخال نحو 135 طنا من المعونات الطبية.