استنفار محدود للجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية على الحدود بين البلدين

فضل الله يحذّر من «تغطية دولية» لعدوان واسع على لبنان

TT

سجل بعد ظهر أمس استنفار متبادل بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية عند «بوابة فاطمة» الحدودية حين تقدمت ملالتان إسرائيليتان ترافقهما سيارة جيب، وتمركزتا في الجانب الإسرائيلي المطل على البوابة لجهة بلدة عديسة، مما استدعى قيام الجيش اللبناني و«اليونيفيل» بتسيير دوريات مؤللة على البوابة في الجانب اللبناني. واستمر هذا الاستنفار نصف الساعة إلى أن غادرت الدورية الإسرائيلية إلى مستعمرة المطلة، فيما بقي الجيش والطوارئ في حالة ترقب لما يجري خلف الحدود اللبنانية. وكان الجيش الإسرائيلي قد واصل أمس بناء تحصيناته في محيط مواقعه العسكرية القريبة من الحدود مع لبنان، كما كثف دورياته المؤللة في حركة دائمة على مقربة من هذه الحدود على محاور مستعمرة المطلة ـ موقع الحماري قرية الغجر السورية المحتلة، موقع الطهرة، ومزرعة النخيلة اللبنانية المحتلة وصولا إلى مرتفعات الجولان المحتلة التي شهدت خلال الساعات الماضية تدريبات عسكرية سمعت أصداؤها في معظم مناطق الجنوب.

إلى ذلك، حذر المرجع الديني الشيعي السيد محمد حسين فضل الله من «تغطية دولية لعدوان إسرائيلي على لبنان تنخرط فيه قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب»، مستغربا لامبالاة «الرسميين اللبنانيين حيال العدوان الإسرائيلي التجسسي». وقال في خطبة الجمعة أمس «إن لبنان الذي يتأرجح بين أجواء التشاؤم والتفاؤل بولادة حكومة جديدة، بعد أربعة أشهر من الانتظار، هو في كثير من مواقعه يعيش الغفلة عن كل هذا العبث الأمني الذي يمارسه العدو الصهيوني في الجنوب، ولا يحرك الكثير من الرسميين وغير الرسميين ساكنا أمام الاعتداء الإسرائيلي التجسسي والجوي على أرضه».

وأضاف «إننا نحذر من وجود تغطية دولية واسعة النطاق للعدوان الإسرائيلي، ومن انخراط اليونيفيل في هذه اللعبة التي لا تشكل عدوانا موضعيا فحسب، بل تمثل تحضيرا لعدوان واسع النطاق قد يستغل فيه العدو انشغال الداخل بملفاته الذاتية والشخصانية، أو بحصصه الوزارية، ليعمل على اجتذاب البلد كله إلى نطاقه الاحتلالي ودائرته العدوانية». من جهته، أكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب هاني قبيسي «أن التهديدات الإسرائيلية للبنان وجنوبه بشكل مباشر مستمرة في كل يوم عبر خرقها الدائم للقرار 1701، ما هي إلا دليل على أن الأطماع الإسرائيلية لم تتوقف في يوم من الأيام». وإذ أشاد بالدور الكبير الذي قام به الجيش اللبناني في مواجهة هذا الاعتداء والتصدي للطائرات الإسرائيلية التي لا تتوقف يوميا عن انتهاك السيادة اللبنانية، رأى أن «المناورات التي تجريها إسرائيل بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية أمر يشجع الدولة العبرية على الاستمرار باعتداءاتها على لبنان وفلسطين».