هولبروك: الدورة المقبلة للانتخابات الأفغانية ستشهد خروقات أقل.. وعلى الجميع احترامها

المبعوث الخاص لأفغانستان وباكستان يؤكد أن علاقته جيدة مع كرزاي.. وكلينتون تتجه لإسلام آباد قريبا

TT

شدد المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، على أن الدورة المقبلة للانتخابات الأفغانية المقبلة ستشهد خروقات أقل من الدورة الأولى في أغسطس (آب) الماضي. وصرح في مؤتمر صحافي، أمس، قائلا: «سنشهد خروقات أقل في الدورة المقبلة لأسباب كثيرة»، منها «الخبرة» من الدورة الأخيرة، ووصول الـ21 ألف جندي أميركي (إضافي) خلال الأشهر الماضية. وعلى الرغم من الخروقات التي أعلنت منها لجنة الانتخابات، فإن هولبروك قال إنه من الضروري الاعتراف بأن العملية الانتخابية «قد نجحت، على الرغم من أنها كانت صعبة وطولت في إظهار النتيجة»، مشيرا إلى أنه من الأساس كان الاتفاق على إجراء دورة ثانية في حال لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المائة من الأصوات. وعبر هولبروك عن احترامه للناخبين الأفغان الذين قال إنهم «خاطروا بحياتهم» في الدورة السابقة، وإنه يجب الاعتراف بأصواتهم، مشددا على أنه يجب أن «نشجع جميع الأطراف في أفغانستان على قبول النتيجة» التي تخرج بها العملية الانتخابية.

ونفى هولبروك التقارير التي تشير إلى توتر علاقاته مع الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، وهو التفسير الذي أعطته بعض الأوساط السياسية والإعلامية لاختيار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون كيري، لإقناع كرزاي بإجراء دورة ثانية في الانتخابات الأسبوع الماضي بدلا من هولبروك. ووصف هولبروك علاقاته بكرزاي بأنها «جيدة». وأضاف: «أنها علاقات صحيحة ومناسبة.. إنني أتحدث معه نيابة عن حكومتي، وهو يتحدث كرئيس للبلاد. إنني أحترمه.. وإذا تمت إعادة انتخابه يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) نحن نتطلع جميعنا للعمل معه مباشرة». ويذكر أن يوم 7 نوفمبر هو موعد الدورة الثانية من الانتخابات بين كرزاي ومنافسه الرئيس الدكتور عبد الله عبد الله. وحول علاقته بكيري والكونغرس الأميركي، قال هولبروك: «لم أر تنسيقا أفضل بين الكونغرس والإدارة حول أي موضوع مثلما حدث في هذا الموضوع».

ورد المبعوث الأميركي بكلمة واحدة على سؤال حول إذا ما كانت مراجعة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للسياسة في أفغانستان، التي استغرقت أسابيع، قد أثرت على المستجدات السياسية في كابل، وهي «لا». وامتنع هولبروك عن الحديث عن المراجعة الأميركية لاستراتيجيتها في أفغانستان، قائلا: «كلنا ـ المشاركين في العملية ـ لن نتحدث عنها»، موضحا: «نحن وسط عملية مراجعة شديدة جدا، ولكن لم نغير من أهدافنا الاستراتيجية». وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل أن بعد الإعلان عن الانتخابات في أفغانستان سيكون من الممكن تطبيق المزيد من المشاريع الخاصة بالجانب المدني من الدعم الأميركي لكابل.

وأعلن في المؤتمر الصحافي أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ستزور العاصمة الباكستانية قريبا، ولكن لم تعلن المواعيد المحددة للزيارة لأسباب أمنية. وقال هولبروك إنه سيزور باكستان وأفغانستان خلال أيام ضمن زيارة الوزيرة كلينتون، مما أثار شكوكا بأن الزيارة ستتم خلال أيام قليلة. ولكن أكد هولبروك أن الوزيرة ستلتقي في زيارتها بـ«القيادة والمجتمع الدولي، وقيادة المعارضة، ورجال الأعمال، وأكبر عدد من الناس الذين تستطيع أن تلتقيهم».

وتتوجه كلينتون إلى باكستان في وقت تشهد باكستان انتقادات واسعة للولايات المتحدة على أثر قانون الكونغرس لمنح 1.5 مليار دولار من المعونة السنوية للبلاد، ولكن اعتبرته بعض الأوساط الباكستانية أنه يمس سيادة البلاد. وشدد هولبروك، أمس، على أن القانون هو في صالح الشعب الباكستاني، وأنه مثل قانون المعونة العسكرية التي أقرها الكونغرس الأميركي لباكستان، أول من أمس، «لا يحمل أي شروط مسبقة». ورفض هولبروك اعتبار أن الاحتجاجات على القرار، الذي حمل اسم «قرار كيري ـ لوغر ـ برمان»، أسماء أعضاء الكونغرس الثلاثة الذين خطّوه، قد أدى إلى نشوب كراهية للولايات المتحدة في باكستان، قائلا: «لا يوجد مثل هذه الشيء، بل استخدمت الحادث من أطراف معينة» لإثارة المشكلات.