استعداد أفغاني ودولي للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة

نواب أفغان يدعون لتغيير تركيبة لجنة الانتخابات لتجنب وقوع التزوير

TT

انطلقت في أفغانستان التحضيرات للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد نحو أسبوعين ويتنافس فيها الرئيس الحالي حميد كرزاي، ووزير خارجيته السابق عبد الله عبد الله، في حين صرح رمضان بشاردوست، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى بأنه قد يحث الناخبين على مقاطعة الانتخابات رغم جهود الأمم المتحدة لتجنب تكرار عمليات التزوير التي شابت الجولة الأولى. وكان وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، قال إن جولة الإعادة التي ستجرى في السابع من الشهر المقبل ستُراقب عن كثب لمنع التزوير، مؤكدا أن القوات الأجنبية ستعمل من أجل حماية الناخبين من هجمات طالبان، على حد قوله، لكن النائب بشاردوست، الذي حل ثالثا بحصوله على نحو 10% من الأصوات وصف جولة الإعادة المزمعة بأنها «فشل»، وقال «في مكان آخر من العالم فإن الأشخاص المتورطين في التزوير يرسلون إلى السجن، لكن هنا في بلدنا تتم الإشادة بهم». وأضاف المرشح الخاسر في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس، أنه سيعلن في مطلع الشهر المقبل ما إذا كان سيطلب من أنصاره دعم كرزاي أو عبد الله أو مقاطعة التصويت الجديد، مشيرا إلى أن المرشحين المتنافسين بدآ فعلاً بمحاولة استمالته. إلى ذلك حذرت مجموعة من البرلمانيين الأفغان أول من أمس من احتمالات تكرار التزوير الذي شاب الانتخابات التي أجريت في 20 أغسطس (آب) الماضي في جولة الإعادة إذا لم يتم استبدال أعضاء بارزين في لجنة الانتخابات. وجرى إلغاء حوالي مليون بطاقة تصويت مزورة في الجولة الأولى من الأصوات، التي حصل عليها الرئيس حميد كرزاي مما دفع حصته من الأصوات إلى دون نسبة 50% المطلوبة لتحقيق فوز حاسم مما يضطر معه إلى خوض جولة إعادة مع أبرز منافسيه عبد الله عبد الله. وحددت لجنة الانتخابات المستقلة، الهيئة التي أشرفت على الانتخابات وتتهم على نطاق واسع بالعمل لصالح لرئيس الحالي، جولة الإعادة بين كرزاي وعبد الله في السابع من الشهر المقبل. وحذرت مجموعة مكونة من حوالي اثني عشر نائبا يمثلون الحزب السياسي «الطريق الجديد» أول من أمس، من أن نفس مستوى التزوير سيحدث أثناء الإعادة إذا لم يتم تغيير قيادة لجنة الانتخابات المستقلة التي عين الرئيس كرزاي أعضاءها الستة. وقال أحمد بيزاد، أحد النواب في مؤتمر صحافي في كابل: «الجميع يعلم أنهم موالون (أعضاء لجنة الانتخابات المستقلة) لـ كرزاي وتورطوا في التزوير». وأضاف «في ظل تركيبة القيادة الحالية للجنة الانتخابات المستقلة لن نشهد انتخابات عادلة وسيحدث التزوير مجددا». وقال رئيس لجنة الانتخابات المستقلة داود علي نجفي أمس، أن مسؤولي الانتخابات يخشون ألا يكون لدى قوات الأمن وقتا كافيا لتأمين جميع مراكز الاقتراع التي يصل عددها إلى الآلاف من أجل إجراء جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية المتنازع عليها. وكان مسؤولو الانتخابات الأفغان قد أمروا في الأسبوع الحالي بإجراء جولة ثانية للانتخابات في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الوقت الذي ينتظر فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اتضاح الوضع السياسي في أفغانستان قبل أن يتخذ قرارا بشأن إرسال آلاف الجنود الإضافيين لقتال حركة طالبان. وجاء ذلك بعد أن ألغت لجنة مراقبة الانتخابات التابعة للأمم المتحدة عشرات الآلاف من الأصوات التي كانت لصالح الرئيس حميد كرزاي في الجولة الأولى التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي، مما جعل ما حصل عليه من الأصوات أقل من 50 في المائة، وهي النسبة المطلوبة لتجنب خوضه جولة إعادة أمام منافسه الرئيسي، عبد الله عبد الله. وتعرضت لجنة الانتخابات المستقلة التي عينتها الحكومة لانتقادات شديدة لطريقة إدارتها للجولة الأولى التي شابها التزوير على نطاق واسع. وقال نجفي إنه غير مقتنع بأن الفترة التي تزيد قليلا عن أسبوعين كافية لتأمين جميع مراكز الاقتراع. وقال لـ(رويترز) في مقابلة في كابل:«لا اعتقد أنهم قادرون على تأمين مراكز الاقتراع في الوقت المناسب لإجراء الجولة الثانية. كما يمثل الأمن مصدر قلق كبير لنا. ويواجه مسؤولو الانتخابات مشكلة كبيرة تتعلق بالإمدادات للإعداد لجولة ثانية من الانتخابات مع اقتراب الشتاء القارس في أفغانستان. وفتحت 25 ألف مركز اقتراع أبوابها في الجولة الأولى. وقالت الأمم المتحدة إنها تتوقع أن تفتح 16 ألف مركز اقتراع أبوابها في جولة الإعادة. ويوجد في أفغانستان حوالي 17 مليون ناخب مسجل، لكن العدد الذي أدلى بصوته في انتخابات أغسطس (آب) كان أقل من ذلك بكثير. وأجريت الانتخابات في أغسطس رغم توعد «طالبان» بتعطيل الاقتراع. ووقعت هجمات متفرقة، لكنها لم تكن كافية لإخراج العملية عن مسارها.

وقال نجفي إنه التقى بممثلين لحلف شمال الأطلسي ووزارتي الدفاع والداخلية الأفغانيتين أمس وقدم قائمة بمراكز الاقتراع المطلوب تأمينها. وقال إن العمل سيبدأ يوم الأحد لتأمين هذه المراكز، لكن الوقت غير كاف.