الخيارات المتاحة أمام أوباما في حرب أفغانستان

زيادة استخدام الطائرات من دون طيار والقوات الخاصة في الشريط القبلي واقتراح بإرسال قوات إضافية

TT

يجري الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مراجعة مسهبة لإستراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان، التي عقدتها انتخابات أغسطس (آب)، التي شهدت تلاعبا وتقرر أن تجري لها جولة إعادة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني). وفي مواجهة اتهامات بالتردد ثار حديث عن أن أوباما تفصله بضعة أسابيع عن اتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كان سيرسل قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان. وربما يعتقد هو وزملاؤه في الحزب الديمقراطي أن من الصواب التريث حتى تحسم مسألة الانتخابات بعد قرار الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، هذا الأسبوع بأن يقبل خوض جولة إعادة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد الجمهوريون أنه يجب أن يتخذ قرارا. فمن ناحية هناك اقتراحات بإرسال قوات إضافية قوامها 40 ألفا على الأقل من الجنود والمدربين في إطار إستراتيجية مكافحة التمرد المعززة، التي دافع عنها الجنرال ستانلي مكريستال، قائد القوات الأميركية، وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. ومن ناحية أخرى هناك خطط لتثبيت مستويات القوات في أفغانستان والتركيز على مهاجمة أهداف «القاعدة» على امتداد الحدود بين أفغانستان وباكستان وداخل باكستان نفسها مع زيادة استخدام الطائرات من دون طيار، والقوات الخاصة، وهو اقتراح يدعمه جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي.

ولواشنطن قوات قوامها 65 ألف فرد في أفغانستان ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 68 ألفا هذا العام. وهناك قوات قوامها 39 ألف فرد في البلاد لدول أخرى أغلبها من أعضاء حلف شمال الأطلسي. فيما يلي بعض الخيارات المطروحة التي قد يلجأ إليها أوباما..

ويعتقد أعضاء جمهوريون بارزون في الكونغرس وبعض المحللين، أن أعداد القوات المشاركة في حرب أفغانستان غير كافية على الرغم من زيادة أعدادها هذا العام، وأن هناك حاجة إلى رفع أعداد القوات العسكرية. وقد وجهوا دعمهم لمكريستال، الذي حذر واضعي السياسات في تقييم سري من أن الحرب ستنتهي بالفشل من دون إرسال قوات إضافية وإجراء تغييرات في الإستراتيجية تهدف إلى اكتساب ثقة الشعب الأفغاني، لكن الموافقة على زيادة للقوات بنحو 40 ألف فرد ستكون صعبة بالنسبة لأوباما على الصعيد السياسي بسبب الشعور بعدم الارتياح داخل حزبه وملل الجماهير الأميركية بعد ثماني سنوات من الحرب في أفغانستان وست سنوات بالعراق. وسيثير هذا مخاوف أيضا بين المسؤولين الأميركيين من أن المواطنين الأفغان سيعتبرون قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية قوات محتلة معادية إذا كان وجودها كبيرا للغاية. وكان وزير الدفاع روبرت غيتس قد عبر في ما سبق عن قلقه، غير أنه منذ ذلك الحين يقبل حجة مكريستال بأن رؤية الأفغان للموقف ستتأثر بسلوك القوات أكثر مما ستتأثر بأعدادها.

ومن الممكن أن يقرر أوباما إرسال قوات إضافية تتراوح من عشرة إلى 15 ألف جندي لتوفير مزيد من القوة القتالية وزيادة التدريب للقوات الأفغانية. وكان الجنرال ديفيد مكيرنان، سلف مكريستال قد أشار بالفعل إلى احتياجه لقوات إضافية من عشرة آلاف فرد عام 2010. وفي ظل استمرار التمرد على قوته بالجنوب واسترداد السيطرة على مناطق بالشرق وتحقيق نجاحات جديدة في أجزاء أخرى من البلاد، قد يرى مسؤولو الجيش الآن أن طلب زيادة معتدلة في القوات هو الحد الأدنى. سياسيا قد يثير هذا الخيار بعض المعارضة داخل حزب أوباما، لكنها لن تكون كافية على الأرجح لتغير الإدارة اتجاهها. وكان مستشار الأمن القومي، جيمس جونز، قد أوضح أنه يجري بحث العديد من الخيارات.

ويقول مسؤولون إن بايدن دعا إلى الإبقاء على أعداد القوات الأميركية عند نفس مستوياتها تقريبا مع توسيع نطاق القتال ضد القاعدة في باكستان إلى جانب تعزيز التدريب الأميركي للقوات الأفغانية.

وقد يقرر أوباما الحفاظ على مستوى القوات الأميركية عند نحو 68 ألف فرد. ويمثل هذا الرقم زيادة بنحو 36 ألف فرد منذ بداية العام.