مصدر في القوة البحرية العراقية لـ«الشرق الأوسط»: لا حاجة لعودة القوات البريطانية

معارضة في البصرة لنصب جدارية ترمز لقتلى الجيش البريطاني

TT

وصف مصدر في القوة البحرية العراقية قرار عودة القوات البحرية البريطانية إلى المياه الإقليمية العراقية مجددا بالقرار السياسي أكثر منه لحاجة تعبوية من الناحية العسكرية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن القوة البحرية البريطانية المكونة من مائة جندي والتي انسحبت إلى الكويت نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي لعدم وجود غطاء قانوني لبقائها «تحزم أمتعتها الآن للعودة مجددا بعد موافقة البرلمان والحكومة العراقية على اتفاقية وجودها بادعاء حماية منصات تصدير النفط العراقي عبر ميناءي البصرة والعمية، وتدريب القوات البحرية». وأوضح أن «وجود هذه القوات لا مبرر له لوجود القوات المتعددة الجنسيات إضافة إلى القوة البحرية العراقية التي تفرض سيطرتها على المنطقة الخالية من أي تهديد أجنبي محتمل، إضافة إلى كونها قوة صغيرة لا تستحق إبرام معاهدة على وجودها».

وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت أول من أمس أن الـ150 جندي سيعودون إلى العراق قريبا. وقال بيل رامل، وكيل الوزارة، للبرلمان إن جنود البحرية البريطانية سيقومون بتدريب قوات أمن عراقية. وأكد المسؤول أن البريطانيين سيتولون مهمة التدريب «بأقصى سرعة»، وأن الجنود سيعودون للعراق الشهر المقبل.

إلى ذلك، هدد شبان غاضبون في محافظة البصرة بعدم السماح بإقامة جداريه ترمز لقتلى الجنود البريطانيين وسط المدينة، مؤكدين أنها ستنسف خلال الساعات الأولى من نصبها. واعتبر ساجد عبد الحسين (23 عاما) الجدارية «دالة عار على أهل البصرة». وأكد ثجيل محسن (19 عاما) ـ ساخرا ـ أن البريطانيين «لا يحتاجون إلى تخليد جنودهم القتلى في الاحتلال الأخير للمدينة، فمقبرة الإنجليز في منطقة الحكيمية ما زالت شاهدة على احتلالهم الأول». وتوقع سلام مهدي (33 عاما) أن يكون يوم نصب الجدارية في البصرة يوما غير عادي، وقال «من المتوقع أن يخرج كل أهل البصرة في تظاهرة واحتجاج صاخب تغلق خلالها الدوائر والكليات والأسواق، ولن يعود الأهالي إلى بيوتهم إلا بتحطيم تلك الجدارية».

وذكرت مصادر حكومية عزم القنصلية البريطانية في محافظة البصرة نقل جدارية تخلد ضحايا الجنود البريطانيين خلال مشاركتهم في احتلال العراق عام 2003 من مقر إحدى الوحدات العسكرية السابقة للقوات البريطانية التي كانت قرب مبنى القنصلية في منطقة المطار إلى إحدى الساحات العامة وسط المدينة. وكانت القوات الأميركية منعت الصحافيين والإعلاميين من تصوير الجدارية والمكان المقترح نقلها إليه.