الأزمة الإسرائيلية ـ التركية في طريقها إلى الحل

بعد تدخّل مقص الرقيب في المسلسل حول العدوان على غزة

TT

في أعقاب اجتماع، وصف بأنه ناجح جدا، بين نائب رئيس الحكومة التركية، بولانت أرتيج، وبين السفير الإسرائيلي في أنقرة، غابي ليفي، ذكرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الأزمة التي انفجرت من جديد في الأسابيع الأخيرة بين البلدين، باتت في الطريق إلى الحل.

وقالت هذه المصادر إن أرتيج قال للسفير الإسرائيلي، إن حكومته معنية بأن تنهي هذه الأزمة وتعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، كعلاقات ودية مبنية على التعاون في شتى المجالات وعلى خدمة مصالح البلدين. وأكد أن الحكومة التركية لا تتنازل أبدا عن هذه العلاقات.

وأوضحت هذه المصادر أن أرتيج وليفي تداولا في القضايا التي تسببت في هذه الأزمة، وعرض كل طرف منهما موقفه بصراحة تجاه موقف الآخر، ولكنهما حرصا على تركيز النظر إلى الأمام، واتفقا على أن الخلافات بينهما، أيا كانت، ينبغي أن تظل في إطار خلاف بين الأصدقاء.

وعلى سبيل المثال ناقش المسؤولان المسلسل التلفزيوني التركي «ايروليك» (انفصال)، الذي يبثه التلفزيون الرسمي، الذي تدور أحداثه حول الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. فأبلغ أرتيج أن هذا المسلسل تعرض إلى مقص الرقيب مؤخرا، وتم إلغاء المشاهد التي تظهر جنود الجيش الإسرائيلي قتلة أطفال بشكل متعمد أو قتلة مواطنين فلسطينيين أبرياء بدم بارد. وأكد السفير ليفي أنه لاحظ هذا الأمر، وقال إن الصحافة الإسرائيلية أشادت بهذه الخطوة، وإن الوزير أفيغدور ليبرمان أعرب عن تقديره.

يذكر أن الأزمة بين إسرائيل وتركيا تعود إلى أيام تلك الحرب العدوانية، وذلك عندما خرج رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بتصريحات قاسية ضد إسرائيل اتهمها فيها بارتكاب جرائم حرب. وقد فوجئت إسرائيل يومها بهذا الهجوم، وخصوصا أن العلاقات بين البلدين استراتيجية، والطائرات الإسرائيلية التي قصفت في غزة كانت قد تدربت في الأجواء التركية، حيث إن سلاح الجو الإسرائيلي يجري معظم تدريباته في تركيا، خلال السنوات الست الأخيرة. وتفاقمت هذه الأزمة أكثر مع تصعيد التوتر بين البلدين. وهدأت لبضعة شهور، ثم استؤنفت مؤخرا، عندما ألغت تركيا مشاركة إسرائيل في تدريبات عسكرية مشتركة مع عدة دول غربية.

وتدهورت العلاقات أكثر مع تصاعد الاتهامات التركية لإسرائيل وموقفها الحازم من تقرير غولدستون. واختلف الإسرائيليون، سواء كانوا عسكريين أو سياسيين أو إعلاميين، حول سبل معالجة هذه الأزمة، ولكن الغالبية قررت السعي إلى تسويتها بالطرق الودية. ومع ذلك، فقد وقع نقاش سلبي بين أردوغان نفسه وعضو الكنيست الإسرائيلي من حزب «كديما» المعارض، مجلي وهبي. فقد شارك وهبي ضمن وفد إسرائيلي في مؤتمر البرلمانيين في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، الملتئم في إسطنبول. وبعد خطاب أردوغان، تقدم منه وهبي، وهو ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، وقال له إن موقفه الأحادي الجانب والمتحيز ضد إسرائيل لا يفيد أحدا. ولا يعطي دفعة لعملية السلام. ورد عليه أردوغان قائلا: «المشكلة في سياستكم أنها هي التي تسببت في الأزمة، وهي التي تعيق عملية السلام».