ركود في تأليف الحكومة اللبنانية.. والحريري يلتقي عون ويؤكد أن الأجواء إيجابية

تجديد الدعوات لسليمان والحريري لاستخدام صلاحياتهما.. وسامي الجميل يرفض بيانا وزاريا يشرّع سلاح «حزب الله»

TT

يبدو أن عملية تأليف الحكومة اللبنانية تركد في مستنقع، فالحديث عن تفاؤل لا يتخطّى الكلام الإنشائي وإطلاق الدعوات لتبادل التنازلات والتضحيات بالحقائب لـ«ضمان مصلحة البلاد»، على الرغم من زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري للنائب ميشال عون، الحليف المسيحي لحزب الله، في منزله في الرابية. إلا أن شيئا لم يرشح من اللقاء، إذ غادر الحريري بعد زيارة استمرت ساعة من الوقت. وقال الحريري وهو يغادر الرابية، أن الأجواء كانت ايجابية «وانشا الله خير». ورفض الادلاء بمعلومات اضافية حول الحكومة، وغادر من دون الرد على أسئلة الصحافيين. وتجدّدت دعوات بعض الأطراف كرئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب، لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري إلى استخدام صلاحياتهما الدستورية وتأليف الحكومة. وقيّم الرئيس سليمان مع زواره، أمس، حركة الاتصالات الخارجية والداخلية والمشاورات السياسية الجارية لتأليف الحكومة. وحض الأفرقاء على «تكثيف المشاورات والاتصالات وتبادل التضحيات»، لافتا إلى «ضرورة أن تكون هناك حكومة في أقرب وقت لملاقاة التطورات المقبلة على المنطقة وذلك للإفادة من إيجابياتها من جهة، ومنعا لأي انعكاسات سلبية لها على الداخل اللبناني من جهة أخرى، فضلا عن الحاجة التي باتت ماسة إلى تسيير عجلة الدولة وشؤون المواطنين وقضاياهم من خلال مجلس الوزراء».

وقال نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ عبد الأمير قبلان، إن «الطبقة السياسية تعيش التردد والانقسام والبعد عن الواقع، فيما المطلوب أن يعقلوا ويعدلوا ويتحرروا من عقد النقص ويتجاوزوا الصعاب والخلافات لحل المشكلات». وأشار إلى أن «الأوضاع السياسية تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم فيما المطلوب التوافق وحل المشكلات وإصلاح الواقع السياسي وتجاوز الخلافات والتفرغ بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية إلى حاجات الناس». وعقب لقائه عون، تحدّث وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال النائب السابق إيلي سكاف عن المعوقات التي تعترض التأليف، فقال إن «من يملك اليوم الوزارات الأساسية الثلاث أي المالية والعدلية والداخلية، يمسك البلاد. أعتقد أن هذه المسألة يجب أن تحل، لأنه لا نستطيع أن نسلم البلد لفريق واحد مع 3 وزارات أساسية». وأضاف: «ما زلنا مكاننا، يبدو أنه ليس هناك ضوء أخضر. هناك خلاف على الديمقراطية». وجدد جعجع دعوته إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لتأليف الحكومة وإلا نكون دخلنا في الفراغ». من جهته، أكد النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل، خلال العشاء السنوي الذي أقامته مصلحة الطلاب في الحزب، أنه «إذا كان البعض يعتبر أنه يستطيع تقديم الإغراءات للكتائب أو تهديدها لنيل مآربه فلن يسمع منا إلا الكلام الذي تعودنا عليه، وموقفنا هذا سينسحب على البيان الوزاري»، مؤكدا رفض «توقيع أي بيان وزاري يتضمن تشريعا أو قبولا بسلاح حزب الله غير الشرعي». وشدد على أن «المرحلة المقبلة هي مرحلة ديمقراطية، وسنقنع الآخر بطروحاتنا وسنقول الحقيقة بحضارة وديمقراطية واحترام». وفيما قال عضو «14 آذار» النائب بطرس حرب، إن «الأكثرية ترغب في تأليف حكومة وحدة وطنية»، اعتبر أن «جمع الناس ضمن حكومة لا انسجام فيها ولا تفاهم ليس وحدة وطنية وإنما تفجير وطني لأنها تجمع التناقضات».