أميركا تبدأ بنشر طائرات بدون طيار.. لمراقبة السواحل الصومالية ومكافحة القرصنة

تنطلق من قاعدة في جزر سيشل وتستخدم أيضا لمطاردة المتشددين الإسلاميين وعناصر «القاعدة»

TT

للمرة الأولى بدأت الولايات المتحدة بنشر طائرات استطلاع بدون طيار قادرة على حمل صواريخ، تنطلق من قاعدة في جزر سيشل، بهدف مكافحة القراصنة الصوماليين الذين يخطفون السفن في مياه المحيط الهندي وخليج عدن. وتعتبر هذه العملية خطوة جديدة لمكافحة القرصنة، حيث كانت البحرية الأميركية، وكذلك قوات حلف الشمال الأطلسي، تستخدم في الفترة الماضية سفنا تحمل طائرات مروحية حربية في عمليات مكافحة القرصنة، إلا أنها لم تقدر حتى الآن على وقف هجمات القراصنة في المنطقة، وذلك لاتساع المساحة المستهدفة في المياه الصومالية وخليج عدن، وعدم وجود دوريات بحرية واسعة النطاق تراقب المنطقة كلها من خليج عدن شمالا حتى جزر سيشل جنوبا، وتأمل الولايات المتحدة أن تساهم هذه الخطوة في وقف هجمات القرصنة المتصاعدة في المنطقة.

ولم يستبعد روبرت موللر، نائب قائد القيادة العسكرية للولايات المتحدة في أفريقيا، المعروفة بـ«أفريكوم»، استخدام هذه الطائرات لأغراض أخرى مثل مطاردة المتشددين الإسلاميين في الصومال وعناصر تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، وقال في تصريح لوكالة «أسوشييتد برس»: «إن هذه الطائرات ستستخدم في المقام الأول ضد القراصنة، ويمكن أن تستخدم لأهداف أخرى». ونشرت الولايات المتحدة في سيشل عدة طائرات من طراز «إم كيو 9 ريبرز»، التي بإمكانها البقاء في الجو لساعات طويلة (نحو 16 ساعة متتالية)، كما تتمتع بقدرات عالية في المراقبة من ارتفاعات شاهقة، وكذلك الطيران بسرعة أكثر من 440 كيلومترا في الساعة، إضافة إلى أنها قادرة على حمل عشرات القنابل والصواريخ، كما أنها مجهزة أيضا برادار وبأشعة الليزر تحت الحمراء.

وقال روبرت موللر: «إن الهدف الرئيسي من نشر هذه الطائرات بدون طيار في سيشل هو محاولة وقف هجمات القرصنة المتزايدة في المنطقة، ورصد المعلومات الاستخباراتية، والقيام بعمليات استطلاع والمراقبة في جميع أنحاء منطقة المحيط الهندي». وأضاف موللر: «إن القراصنة الصوماليين لا يزالون يشكلون تحديا كبيرا، وإن الحل الطويل الأمد لمسألة القرصنة مرتبط أساسا لوضع حد للفوضى في الصومال التي تحتاج إلى معالجة».

وذكر موللر أن الحكم الرشيد، وسيادة القانون، والتنمية الاقتصادية.. كلها أمور تحتاجها الصومال، ولازمة من أجل أن يتسنى للقراصنة التحول إلى نمط حياة بديلة، وأضاف: «لسوء الحظ اليوم هذه الأمور لا توجد في الصومال»، وصرح موللر أنه على الرغم من أن واشنطن نشرت طائرات الاستطلاع بدون طيار في ظل وجود الأساطيل البحرية الدولية لا يتوقع ردع القراصنة بسهولة، ذلك لأن بإمكانهم تحقيق مكاسب مالية كبيرة وهامة من خلال خطف السفن التجارية».

لكنه أشار في الوقت نفسه أنه يتوقع أن نشر هذه الطائرات بدون طيار سوف تساهم في كبح هجمات القرصنة الصوماليين عن طريق تقديم الإنذار المبكر لناقلات النفط وغيرها من السفن التجارية التي تعبر المياه قبالة سواحل الصومال، ورصد تحركات القرصنة وتزويد تلك المعلومات إلى السفن الحربية التي تعمل في إطار مكافحة القرصنة، لتتمكن من استهداف القراصنة وإلقاء القبض عليهم بسهولة. وكانت حركة الشباب المجاهدين الصومالية قد أعلنت قبل أيام عن إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار كانت تتجسس للحصول على معلومات فوق مدينة كيسمايو (500 كم جنوب مقديشو)، لكن قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين نفت عن إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار في الصومال، وقالت إن جميع الطائرات بدون طيار رجعت إلى قواعدها سالمة.

ويأتي نشر طائرات بدون طيار في سيشل لمكافحة القرصنة، في الوقت الذي ترتفع فيه هجمات القرصنة الصوماليين في المنطقة، حيث تزايدت هجمات القرصنة خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ففي هذا العام فقط هاجم القراصنة الصوماليون نحو 178 سفينة، تمكنوا من خطف قرابة 50 منها، بينما هاجموا في عام 2008 نحو 111 سفينة فقط، وهناك مخاوف من ارتفاع هذا الرقم بسبب هدوء الرياح الموسمية، الأمر الذي يتيح للقراصنة اصطياد السفن في مناطق بعيدة عن السواحل الصومالية وتم اختطاف ثلاث سفن خلال هذا الشهر في المياه القريبة من جزر سيشل.

وكانت حكومة سيشل قد طلبت مساعدة من الولايات المتحدة في وقت سابق، بعد أن امتد نشاط القراصنة الصوماليين إلى المياه القريبة من جزر سيشل، الخالية من المراقبة الدولية، الأمر الذي استغله القراصنة لتوسيع نطاق هجماتهم، حيث قاموا باختطاف عدة سفن من مياه جزر سيشل، بعضها كانت تحمل علم جزر سيشل نفسها. وفي الفترة الأخيرة أصبح المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشل مرتعا خصبا لهجمات القراصنة الصوماليين.