وزير خارجية جيبوتي لـ الشرق الاوسط : لا بد من استراتيجية عربية موحدة لمواجهة «جن البحر»

قال إنه لا يمكن ترك مياه المحيط الهندي والبحر الأحمر مرتعا لأنشطة القراصنة الصوماليين

صورة وزعها الجيش التركي أمس يبدو فيها ضباط أتراك بعد القاء القبض على 5 قراصنة في خليج عدن (أ.ب)
TT

دعا وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، الدول العربية المطلة على البحر الأحمر لوضع حد لما وصفه بالأنشطة الإجرامية والمزعجة لآلاف القراصنة المسلحين المعروفين إعلاميا باسم «جن البحر» في مياه المحيط الهندي وخليج عدن وقبالة السواحل الصومالية.

وأضاف يوسف لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة، التي وصلها بشكل مفاجئ أمس في زيارة تستغرق يومين، واجتمع مساء أمس مع نظيره المصري، أحمد أبو الغيط، قبل أن يلتقي صباح اليوم عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية: «لا بد أن يكون للعالم العربي دور محوري في مكافحة هذه الأعمال»، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت سلسلة من التحركات الإيجابية في هذا الإطار.

وأعلن يوسف أن السعودية ستستضيف مجددا مؤتمرا للقيادات البحرية العربية لتقييم الوضع الراهن في المنطقة والاتفاق على استراتيجية موحدة لمكافحة هذه الظاهرة الإجرامية.

وقال يوسف: «لا يمكن السماح بتحول المنطقة إلى مرتع للقراصنة من دون أي رادع للحفاظ على المصالح والتجارة وحركة انسياب السفن العربية والأجنبية منها وإليها». وأثارت عصابات القراصنة الصوماليين الفوضى في الطرق الملاحية الاستراتيجية التي تربط أوروبا بآسيا على الرغم من الدوريات الأجنبية التي تجوب المنطقة، وكسبت ملايين الدولارات من الفدى.

ونشرت قوات بحرية أجنبية خارج خليج عدن منذ بداية العام، ونظمت قوافل بالإضافة إلى إنشاء ممرات عبور للسفن في المناطق المعرضة للخطر ومراقبتها، لكن قوات تلك البحريات تعمل في مساحات شاسعة بما فيها المحيط الهندي مما يترك سفنا معرضة للخطر.

إلى ذلك أعرب وزير الخارجية الجيبوتي عن قلق بلاده من الوضع السياسي والعسكري الراهن في الصومال، وقال إن موضوع الصومال والتطورات الأخيرة هناك باتت تقلق الجميع خصوصا في ظل عدم قدرة السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد على ضبط الأمور والسيطرة على العاصمة مقديشو مقابل تصاعد الهجمات شبه اليومية لحركة الشباب المجاهدين المتطرفة والمناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال.

كما أعرب عن قلق بلاده لما يجري في اليمن، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نعتبر أنفسنا في جيبوتي دولة جارة لليمن، رغم أنه يفصلنا عنها خليج باب المندب، لكن نحن معنيون بعودة الاستقرار ووقف القتال الدائر هناك». وأضاف: «هذه الأوضاع تثير بلا شك لدينا الكثير من القلق وتؤثر على أمن المنطقة» مؤكدا على قوة ومتانة العلاقات اليمنية ـ الجيبوتية.

وأشار يوسف إلى أنه سيتطرق في محادثاته مع المسؤولين في مصر والجامعة العربية إلى ملف الأزمة الحدودية بين بلاده وإريتريا، موضحا أنه يرغب في عقد اجتماع للجنة العليا الجيبوتية المصرية المشتركة، التي لم تعقد أي اجتماع لها منذ 11 عاما.