باكستان: الجيش يسيطر على معقل زعيم طالبان في وزيرستان

مقتل 14 بضربة صاروخية أميركية في باجور

TT

سيطرت القوات الباكستانية على بلدة كوتكاي، معقل زعيم طالبان، حكيم الله محسود، في اليوم السابع من هجومها على وزيرستان الجنوبية، على ما أفادت مصادر عسكرية أمس.

وقال مصدر عسكري ـ طالبا عدم كشف اسمه ـ «إن قوات الأمن سيطرت على كوتكاي خلال الليل، وتقوم حاليا بتطهير البلدة». وتابع «إنه اختراق مهم، لان كوتكاي كانت معقل طالبان ومسقط رأس حكيم الله محسود وقاري حسين». وتبادلت القوات الحكومية وطالبان السيطرة على بلدة كوتكاي الواقعة في وزيرستان الجنوبية ثلاث مرات منذ بدأ الجيش هجوما كبيرا على معاقل الحركة قبل أسبوع، الأمر الذي يبرز صعوبة انتزاع السيطرة على الأراضي في الجبال والوديان الوعرة في أفغانستان. والهجوم هو اختبار لعزم الحكومة على التصدي للأصوليين. وتتابع الولايات المتحدة وقوى أخرى مشاركة في الصراع المتنامي في أفغانستان عن كثب، الحملة التي يشنها الجيش الباكستاني على معاقل المتشددين. ورد المتشددون بتصعيد حملة من الهجمات الانتحارية وبغارات للكوماندوس أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا وإصابة أكثر من ذلك العدد في الأسابيع الثلاثة الماضية. وحكيم الله محسود هو قائد حركة طالبان باكستان، وقاري حسين أحد معاونيه، ويعتبر الرأس المدبر للعديد من العمليات الانتحارية التي وقعت في باكستان.

وقال المصدر «قتل معظم المتمردين أو هربوا»، مشيرا إلى مقتل أربعة مسلحين وثلاثة جنود.

وأفاد مصدر عسكري آخر «أن قوات الأمن دخلت ليل الجمعة السبت كوتكاي بعدما سيطرت على مرتفعات مطلة على البلدة». وكان الجيش أعلن الاثنين أنه يحاصر كوتكاي.

وقتل حوالي 146 متمردا و22 جنديا باكستانيا منذ بدء الهجوم البري قبل أسبوع، وفق حصيلة أعلنها الجيش، ولا يمكن التحقق منها من مصدر مستقل بسبب تعذر الوصول إلى مناطق المعارك. وتشهد باكستان منذ أكثر من سنتين موجة غير مسبوقة من الاعتداءات أوقعت حتى الآن نحو 2300 قتيل ونفذ معظمها انتحاريون تابعون لحركة طالبان باكستان الموالية لـ«القاعدة». وتوعدت السلطات الباكستانية بالقضاء على المقاتلين الإسلاميين، وشنت السبت 17 أكتوبر (تشرين الأول) هجوما بريا على معقلهم وزيرستان الجنوبية وسط المناطق القبلية قرب الحدود الأفغانية في شمال غربي البلاد، بعد حملة قصف جوي استمرت عدة أشهر.

ويشارك حوالي 30 ألف جندي في الهجوم بمساندة طائرات حربية ومروحيات هجومية فضلا عن المدفعية الثقيلة، بحسب ضباط، وهم يواجهون نحو عشرة آلاف مقاتل من طالبان باكستان يساندهم عدد غير معروف من المقاتلين الأجانب وفق عدد من الخبراء.

وأدت طبيعة المنطقة الوعرة والألغام المزروعة فيها والمقاومة التي يبديها طالبان إلى تأخير تقدم القوات وحذرت مصادر عسكرية من أن العملية قد تستغرق أكثر مما كان متوقعا. وفر أكثر من 120 ألف مدني من منطقة المعارك بحسب السلطات الباكستانية ومنظمات إنسانية. وقتل أكثر من ألفي جندي منذ عام 2002 في معارك مع المقاتلين الإسلاميين في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، وفي شمال غربي البلاد، من دون تحقيق أي نتيجة على الأرض. إلى ذلك قال مسؤول حكومي أن طائرة أميركية بلا طيار قتلت 14 شخصا أمس بعد أن قصفت منزلا لأحد قادة حركة طالبان في منطقة باجور القبلية بباكستان. وأضاف عبد الملك المسؤول بالمنطقة لـ«رويترز» في حديث هاتفي سقط صاروخ على منزل مولوي فقير ولدينا تقارير بسقوط عشرة قتلى. وفر عشرات الآلاف من السكان من منازلهم في وزيرستان الجنوبية، لكن مسؤولين لا يتوقعون أن يصبح ذلك النزوح أزمة إنسانية، كما حدث في هجوم مماثل في وادي سوات في وقت سابق من العام الحالي، لكن زيادة الهجمات على المراكز الحضرية لها تأثير سلبي، حيث انخفضت البورصة الباكستانية ستة في المائة في أسبوع بعد أن كان أداؤها جيدا هذا العام عقب تراجعها وسط انخفاض الأسواق العالمية. وحذر محللون من إمكانية حدوث مزيد من الهجمات في ظل تعرض طالبان للضغط في وزيرستان الجنوبية. وتأمل طالبان أن تؤدي إراقة الدماء والفوضى إلى أن تفقد الحكومة والمواطنون الدافع للحملة العسكرية.