انطلاق حملات الدعاية للدورة الثانية.. وطالبان تهدد بتعطيل انتخابات أفغانستان

عبد الله عبد الله يستبعد مشاركته في حكومة برئاسة كرزاي

أفغانيات يستمعن إلى النشيد الوطني في مؤتمر عقد بالعاصمة كابل أمس تحت رعاية منظمات ألمانية غير حكومية لبحث أفاق تحقيق السلم في أفغانستان (أ. ف. ب)
TT

انطلقت حملة الدعاية لجولة الانتخابات الرئاسية في أفغانستان التي يتواجه فيها الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي ومنافسه وزير الخارجية الأسبق عبد الله عبد الله. ويتوجه الناخبون الأفغان الى صناديق الاقتراع في السابع من شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل بعد إعلان لجنة شكاوى الانتخابات أن الجولة السابقة التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي شابتها عمليات تزوير واسعة لصالح كلا المرشحين. لكن حركة طالبان الأفغانية دعت الأفغان الى مقاطعة الانتخابات، وهددت كل من يشارك فيها بالعقاب، وتوعدت بتعطيل التصويت في تكرار لتهديدهم بعرقلة الجولة الأولى للانتخابات المتنازع على نتائجها. وقالت طالبان في بيان أرسل بالبريد الالكتروني إلى رويترز: «إمارة أفغانستان الإسلامية تدعو مرة أخرى أبناءها المحترمين الى عدم المشاركة.

مضيفة أن العملية الانتخابية تنسقها واشنطن. ودعا البيان أيضا مسلحي طالبان إلى شن هجمات على القواعد العسكرية الأفغانية والغربية قبل الانتخابات وإغلاق كافة الطرق السريعة قبل يوم من بدء التصويت. وتعد التهديدات واحدة من العوائق العديدة التي يمكن أن تقوض من جولة الإعادة. ويتعين على لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان إرسال الأدوات الخاصة بالاقتراع إلى 380 دائرة انتخابية بالبلاد، وقد يتعذر الوصول إلى بعض منها بسبب موسم سقوط الثلوج في فصل الشتاء في بداية نوفمبر تشرين ثان المقبل. وجاء في البيان من اجل إفشال هذه العملية، سينفذ جميع المجاهدين عمليات ضد مراكز العدو، في إشارة إلى الآلاف من مراكز الاقتراع التي ستقام لتصويت السابع من نوفمبر تشرين الثاني بين الرئيس حميد كرزاي ومنافسه عبد الله عبد الله. واشتد تمرد طالبان التي حكمت أفغانستان من عام 1996 حتى أطيح بها عام 2001، وكان عام 2009 هو أدمى سنوات الحرب الثماني. وتريد الحركة المتشددة ان تنسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان. وبات الأمن مبعث قلق كبير مرة أخرى، مما دفع مسؤولي الانتخابات الى التحذير من أن قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية لم يعطوا أنفسهم وقتا كافيا لتأمين مراكز الاقتراع في جولة الإعادة. وحذر بيان لطالبان الأفغان من مبارحة منازلهم يوم الانتخابات. وقال البيان مؤكدا تهديده في الجولة الأولى على الناس ألا يشاركوا في الانتخابات.. جميع الطرق الرئيسية ستسد أو ستغلق أمام المركبات الحكومية والخاصة في اليوم الذي يسبق الاقتراع. إلى ذلك استبعد عبد الله عبد الله الذي سيواجه الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مشاركته في حكومة يشكلها خصمه في حال فوزه في الانتخابات، وذلك في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «سي ان ان».

وقال وزير الخارجية الأسبق في هذه المقابلة التي وزعت المحطة مقتطفات منها أول من أمس الى الصحافيين وعلى ان تبثها كاملة اليوم «تركت حكومة كرزاي قبل حوالي ثلاث سنوات ونصف، ومنذ ذلك الحين لم أحاول العودة الى الحكومة والمشاركة في نفس الوضع الذي يتدهور». وأوضح «ليس لي أي مصلحة في مثل هذا السيناريو لكن من اجل مصلحة بلدي وفي حال فاز كرزاي في إطار عملية شفافة ونزيهة، فسأكون أول من يهنئه». وحظي قرار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بقبول نتيجة الانتخابات التي شابتها عيوب بالإشادة من زعماء العالم بمن في ذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وصف الإعلان بأنه «سابقة مهمة» سوف تساعد على إضفاء المصداقية على العملية الانتخابية.

ويتردد أن كلا من كرزاي ومنافسه عبد الله عبد الله تعرضا لضغط شديد من جانب الزعماء الغربيين الذين نشروا أكثر من 100 ألف جندي يقاتلون حركة طالبان التي عادت للظهور بعد مرور ثماني سنوات على سقوط نظامهم في أفغانستان.