ارتفاع شعبية الحزب الوطني البريطاني اليميني المتشدد.. بعد ظهور زعيمه على الـ«بي بي سي»

استطلاع للرأي: 1 من كل 5 بريطانيين قد يصوت للحزب في الانتخابات العامة

TT

يبدو أن ما حذر منه المعارضون لاستضافة زعيم اليمين المتشدد في بريطانيا نيك غريفن، في برنامج «ساعة استجواب» على شاشة الـ«بي بي سي»، من أن إعطاء منصة له سيؤدي إلى رفع شعبيته بسرعة، قد أصبح واقعا. وبعد أن أعلن الحزب الوطني البريطاني على موقعه غداة ظهور غريفن في البرنامج ان الحزب تلقى 3 آلاف طلب جديد للانتساب، أظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن واحدا من كل خمسة ناخبين قد يصوت للحزب الوطني البريطاني المعادي للهجرة الذي لا يقبل إلا بانتساب البيض إليه.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يو غوف» بعد ساعات من عرض البرنامج على الهواء ليل الخميس الماضي، أن 22 بالمائة من البريطانيين قد «يفكرون بجدية» أن يصوتوا للحزب اليميني المتطرف في الانتخابات العامة المقبلة المفترض إجراؤها قبل يونيو (حزيران) من العام المقبل. وكان عدد من السياسيين والناشطين قد حذروا من أن استضافة غريفن في برنامج على الصعيد الوطني، قد يمنح الرجل الُمدان بتهم التحريض على الكراهية العنصرية، دفعة شعبية كبيرة. وذكر البعض بما حصل مع زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، جان ماري لو بان، وهو أيضا يميني متشدد، بعد استضافته في برنامج شبيه في عام 1984. وارتفعت شعبيته بسرعة قياسية بعد ظهوره في برنامج «ساعة الحقيقة» على قناة «آنتان 2»، وحتى أن لو بان نفسه وصف ظهوره في البرنامج بأنها «الساعة التي غيرت كل شيء». وقد دفع أيضا قرار الـ«بي بي سي» استضافة غريفن بمئات المتظاهرين المعادين للفاشية الى التجمع أمام مقرات الـ«بي بي سي» في بريطانيا اعتراضا على استضافة الزعيم اليميني. وفي الاستطلاع الذي نشر أمس، تبين أن شعبية الحزب الوطني البريطاني ارتفعت من 2 بالمائة الشهر الماضي الى 3 بالمائة من نوايا الناخبين. وقال أكثر من نصف المستطلعين الذين بلغ عددهم 1314 شخصا، انهم يوافقون، أو يعتقدون، ان الحزب الوطني البريطاني لديه منطق عندما يدافع عن حقوق البريطانيين «الأصليين» أي «البريطانيين البيض». وأظهر الاستطلاع أيضا ان ثلثي المستطلعين لديهم شعور قوي ضد الحزب الوطني البريطاني، وقالوا إنهم لن يفكروا في التصويت للحزب تحت أي ظرف. وعلق بيتر هاين، وزير بريطاني من أشد المعارضين لغريفن وناشط قديم ضد التمييز العنصري، على نتائج الاستطلاع، وقال: «هذا بالضبط ما كنت أخاف منه وما حذرت منه». واعترض هاين لدى الـ«بي بي سي» لاستقبالها غريفن، وحتى أنه هدد برفع دعوى قضائية ضدها. وقال قبل عرض البرنامج، ان «التاريخ علمنا ان إعطاء منصة لفاشيين يرفع من شعبيتهم». وكانت الـ«بي بي سي» قد بررت سبب استضافة غريفن، بأنه فاز بمقعد في البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأوروبية التي جرت قبل بضعة أشهر، بأصوات نحو مليون ناخب بريطاني، وأنها لا يمكن أن تتجاهل أصوات هؤلاء البريطانيين كونها محطة ممولة من الشعب. وأعلن الحزب الوطني البريطاني على موقعه الرسمي أمس، أن أعداد الأشخاص الذين تسجلوا كأعضاء محتملين للحزب بلغ منذ بث البرنامج 9 آلاف شخص، وأن الحزب اضطر لفتح موقع خاص للتسجيل بسبب الضغط على المواقع الرسمية. وقال سايمون بينيت، مدير الموقع، في بيان: «في الانتخابات الأوروبية، ربحنا نحو 40 ألف طلب، لكننا صرفنا نصف مليون جنيه استرليني تقريبا. في «ساعة استجواب» لم نصرف بنسا واحدا، لكننا ربحنا 25 بالمائة من مجموع ما ربحناه في الانتخابات الأوروبية، وهذا فقط في خلال 8 ساعات!». ويعتقد البعض أن النبرة العدائية، من قبل المشاركين في البرنامج والمقدم والحضور، ضد غريفن، لم تكن ذكية لأنها جعلت غريفن يبدو وكأنه الضحية وقد تكون السبب في تعاطف الكثيرين معه. وكانت الـ«بي بي سي» قد تلقت 340 شكوى بعد عرض البرنامج، 240 منها اعتراضا على الانحياز ضد الزعيم اليميني المتشدد.