وفد سوري يبحث في أنقرة تطوير التعاون الثنائي الأمني والعسكري

الوكالة الفرنسية للتنمية تفتتح مكتبا لها في دمشق

TT

أجرى وفد سوري ضم العماد حسن توركماني، معاون نائب رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية سعيد سمور، ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة، محادثات مع وزير الداخلية التركي بشير اتالاي، ومن ثم مع الجنرال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش التركي الكر باشبوغ، في مقر قيادة الأركان التركية بأنقرة بحضور كبار ضباط الجيش التركي. وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» التي أوردت الخبر، إنه جرى خلال اللقاءين الموسعين بحث «سبل تطوير آفاق التعاون الأمني والعسكري والارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، التي شهدت خلال الآونة الأخيرة قفزات كبيرة ونوعية».

وجرى ذلك يوم أول من أمس، كما اجتمع العماد تركماني مع الرئيس التركي عبد الله غل في أنقرة. وقالت سانا إن اللقاء «بحث الأوضاع في المنطقة والتطور الكبير الذي تم تحقيقه في العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق توسيعها في مختلف المجالات ووضع الآليات الكفيلة بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين، خلال الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي على المستوى السوري ـ التركي المشترك الذي عقد في حلب وغازي عنتاب، وأعلن عن تأسيسه خلال زيارة الرئيس الأسد إلى اسطنبول في الشهر الماضي». وكانت كل من سورية وتركيا أعلنتا عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة، وذلك بعد يومين من إلغاء أنقرة مناورات «نسر الأناضول» الجوية التي كانت ستشارك فيها إسرائيل إلى جانب قوات من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو). ويشار إلى أن أول مناورات عسكرية برية مشتركة سورية ـ تركية جرت في الربيع الماضي، وخلال الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي اتفق الجانبان على إجراء مناورات أكثر شمولا وأكبر. ونقلت «سانا» عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إعرابه خلال لقائه العماد تركماني، في اسطنبول يوم الجمعة عن «سعادته للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية مع سورية، مؤكدا ضرورة توسيعها في شتى الميادين». وأنه جرى خلال اللقاء بحث الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين البلدين والإعداد للاتفاقيات الجديدة المتوقع إبرامها أثناء الاجتماع الأول القادم لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى المقرر عقده بدمشق خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم برئاسة رئيسي وزراء البلدين. وكانت سورية وتركيا اتفقتا خلال زيارة الأسد إلى تركيا في 16 الشهر الماضي على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى ليكون بمثابة آلية حوار منتظمة ومؤسسة التعاون بين البلدين. وجرى عقد الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى في حلب وغازي عنتاب في 13 من الشهر الحالي تم خلاله توقيع اتفاقية الإلغاء المتبادل لسمات الدخول بين سورية وتركيا. من جهة أخرى، افتتحت الوكالة الفرنسية للتنمية مكتبا لها في دمشق، وقال السفير الفرنسي في دمشق ايريك شوفالييه، إن الوكالة «تمتلك وسائل تنفيذية مهمة في كافة المجالات بدءا من تقديم هبات وصولا إلى تقديم قروض وخبرات»، وأنها «تعتبر أداة مهمة في تنفيذ التعاون الاقتصادي بين سورية وفرنسا». وأشار شوفالييه، إلى أن «مكتب الوكالة سيعمل على دعم ممثلي الاقتصاد السوري سواء في القطاع العام أو الخاص، وفي قطاعات تم تحديدها مسبقا بالاتفاق مع هيئة تخطيط الدولة سواء في مجال النقل الذي يعتبر مرفقا هاما في سورية والدول المجاورة».

كما قال إن «مكتب الوكالة سيتدخل في دعم مجال الطاقة وخصوصا فيما يتعلق بالطاقات المتجددة وفي مجال المياه» وإنه «سيكون هناك أيضا تعاون في دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، وخصوصا في المجال الزراعي والأغذية الزراعية، وفي مجال منح القروض الفردية والقروض الصغيرة».

من جانبه، عبر رئيس هيئة تخطيط الدولة في سورية تيسير الرداوي، عن أمله في أن «يسهم افتتاح مكتب الوكالة في دعم المشاريع الاقتصادية في سورية، وخاصة في قطاع النقل والطاقة المتجددة ونقل التكنولوجيا وغيرها».

والوكالة الفرنسية للتنمية هي هيئة حكومية تنموية مسؤولة عن تقديم خدمات عامة في ثمان دول، وتركز على مشاريع أو دراسات تندرج ضمن أولويات البرامج التنموية للبلد المضيف الذي تعمل فيه. وتم تصديق اتفاقية عمل الوكالة في سورية في سبتمبر (أيلول) الماضي.