مفتشو الوكالة الذرية بدأوا عملهم بمنشأة قم.. وأوباما يحصل على دعم روسي فرنسي بشأن إيران

طهران: نريد توصيل رسالة ثقة للغرب > المفتشون سيدرسون التصميمات الهندسية وإجراء مقابلات وأخذ عينات

مفتشو الامم المتحدة لدى وصولهم الى مطار الامام الخميني جنوب طهران أمس (رويترز)
TT

باشر فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس، مهمة تفتيش منشأة تخصيب اليورانيوم الثانية التي أعلنت عنها إيران مؤخرا بالقرب من مدينة قم، وأثارت جدلا دوليا واسعا، في مهمة تستمر 3 أيام، وصفت بالصعبة وتترقب نتائجها الدول العظمى في العالم باهتمام بالغ. وتهدف عمليات التفتيش للتحقق من وجود برنامج سري إيراني لتصنيع قنابل ذرية، وهو اتهام ترفضه إيران. وذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء، أن فريقا من مفتشي الوكالة فتش موقع قم، صباحا، وينوي العودة ثانية لاحقا. ونقلت عن مسؤول لم تكشف اسمه في فيينا، أن المفتشين سيزورون فقط منشأة قم. وقال المسؤول، إن «مفتشي الوكالة سيقارنون بين المعلومات التي قدمتها إيران (حول المصنع) والمنشأة خلال زيارة تستغرق ثلاثة أيام».

وأعلن المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، أن المفتشين «يقومون الآن بعملهم». ووصل الفريق المؤلف من أربعة مفتشين في وقت مبكر صباح أمس إلى طهران لتفتيش المنشأة الواقعة قرب قاعدة عسكرية جنوب العاصمة. ورفض أفراد الفريق الإدلاء بتصريحات للصحافيين في مطار فيينا قبل الصعود لطائرتهم، ومن المرجح أن يمكثوا في إيران لعدة أيام. ويعتزم المفتشون مقارنة التصميمات الهندسية التي تقدمها إيران للموقع بالواقع الفعلي للمنشأة، ويجرون مقابلات مع العاملين وأخذ عينات من البيئة للتحقق من أنه لا يوجد للموقع أي بعد عسكري غير مشروع.

وكان ديفيد دونوهو، المسؤول في مجمع الوكالة في منطقة سيبرسدورف بفيينا، الذي يقوم بالتحقيقات النووية مع فريقه قد قال أول من أمس، لـ«رويترز» إن «المفتشين يبحثون عن عينات من غبار الهواء أو شقوق الأرض لمعرفة الأنشطة التي تتم في المنشأة». وتابع دونوهو «الغبار في كل مكان. في شقوق بالأرضيات لا يمكن تنظيفها. وأيا كان المجهود الذي يبذل في التنظيف لا يمكن إزالة الآثار نهائيا». ونقلت «وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية» عن نائب بارز في البرلمان قوله، إن إيران تبعث من خلال عمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة برسالة «لبناء الثقة والتفاعل الجيد والشفافية.. وأنه سيكون من الجيد أن يستقبل الغربيون هذه الرسالة بشكل صحيح». وأضاف النائب حسن سبحانيان «يستطيع المفتشون أن يروا بأنفسهم.. المنشآت الجديدة وأن يدركوا الطبيعة السلمية للأنشطة النووية الإيرانية مثلما حدث من قبل دائما».

وأخفت إيران الموقع لمدة ثلاث سنوات حتى الشهر الماضي مما أجج شكوك الغرب، أنها تقوم بتصنيع سلاح نووي. ويمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود لمفاعلات الطاقة النووية، كما يمكن أن يوفر المادة اللازمة لتصنيع قنابل إذا جرى تخصيبها بدرجة أعلى. ووافقت إيران التي تقول إنها تريد فقط توليد الكهرباء على فتح منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة أمام المفتشين خلال محادثات مع القوى العالمية الست جرت في جنيف في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) لإبطاء الانزلاق صوب مواجهة بسبب أنشطتها النووية. ولكن تفاهما ثانيا جرى التوصل إليه في جنيف تعثر يوم الجمعة، عندما ألقت إيران بشكوك حول خطة بإرسال جزء كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب للخارج لمعالجته، من أجل توفير الوقود اللازم لمفاعل في إيران ينتج نظائر مشعة للأغراض الطبية. وتعتبر القوى العالمية الخطوتين اختبارا لنية إيران استخدام اليورانيوم المخصب فقط لأغراض مدنية، وأساسا لمحادثات المتابعة بشأن كبح عملية التخصيب ذاتها، الأمر الذي سيعود على إيران بحوافز تجارية وتكنولوجية.

وانتقد مشرعون إيرانيون مشروع الاتفاق الذي صاغته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في تصريحات كررها دبلوماسي إيراني أمس الأحد. وقال أبو الفضل زهروند السفير الإيراني السابق لدى إيطاليا، إن الخطة بمثابة نوع من التعليق لأنشطة التخصيب الإيرانية، وهو طلب رفضته إيران مرارا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن زهروند قوله، «إذا أردنا تخصيب هذه الكمية ثانية سيستغرق الأمر 18 شهرا على الأقل. خلال هذه الشهور الثمانية عشر سيكون أمامهم الوقت اللازم للضغط على إيران ثانية، ودفعنا صوب الاتجاه الذي يريدونه.. هذه المؤشرات من الغرب تسبب انعدام ثقة. وأوضح عضو في لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي في البرلمان معارضته لمشروع الاتفاق. ونقلت «وكالة أنباء الطلبة الإيرانية» عن النائب محمد كرميراد قوله، «أنا ضد قبول الصفقة، إنها ليست في مصلحة إيران».

وتقول إيران، إن محطة الطرد المركزي المقامة في مجمع عسكري داخل جبل قرب مدينة قم ستخصب اليورانيوم فقط لأغراض مدنية. ويقول دبلوماسيون ومحللون غربيون، إن طاقة الموقع أصغر على ما يبدو من تزويد محطة للطاقة النووية بالوقود، ولكنها كافية لإنتاج مواد انشطارية لرأس أو رأسين حربيين نوويين سنويا.

إلى ذلك قال متحدث أميركي، إن الرئيس باراك أوباما قد حصل على دعم نظيره الفرنسي والروسي فيما يتعلق بالموقف من برنامج إيران النووي. وقال المتحدث إن أوباما أجرى مكالمات هاتفية مع نيكولا ساركوزي، وديميتري ميدفيديف، أول من أمس، وأنهما أكدا على دعمهما لصفقة مقترحة على إيران تحظى بدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلن البيت الأبيض أنه خلال هذه المحادثات أكد الزعماء الثلاثة «دعمهم الكامل» لمسودة الاتفاق التي عرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، الذي سيخصص لأغراض مدنية.

وناقش الزعماء الثلاثة أهمية قبول جميع الأطراف للعرض المذكور من أجل البدء بالتنفيذ في أقرب فرصة ممكنة. ووفقا للعرض ستقوم روسيا وفرنسا بتأمين احتياجات إيران من اليورانيوم المخصب، مقابل تعهد الأخيرة بعدم السعي لإنتاج أسلحة نووية. وتقول إيران إنها سترد على مقترحات الوكالة خلال الأسبوع الحالي. وقال علي أصغر سلطانيه، مندوب إيران إلى وكالة الطاقة الذرية، إن طهران تفحص الأبعاد المختلفة للاقتراح المقدم.