أفغانستان: مقتل جندي أميركي.. والناتو يحقق في حادثة مقتل مدنيين

أفغان يحرقون مجسما لأوباما احتجاجا على «إساءة إلى القرآن»

أفغاني غاضب يردد شعارات معادية للأميركيين في كابل أمس احتجاجاً على مزاعم بإساءة إلى القرآن (أ. ب. أ)
TT

لاقى جندي أميركي حتفه إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة بجانب الطريق في جنوب أفغانستان أمس في حين بدأت قيادة جيش حلف شمال الأطلسي التحقيق في واقعة مقتل أربعة مدنيين على يد قوات الحلف في نفس المنطقة.

وقد قتل الجندي الأميركي إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق أول من أمس بعد يوم من مقتل جنديين أميركيين في هجوم مماثل بنفس المنطقة. ويعد هذا العام الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان منذ عزل نظام طالبان في أواخر عام 2001. ويتمركز حاليا أكثر من 100 ألف من القوات الدولية بما فيهم أكثر من 60 ألفا من القوات الأميركية في أفغانستان. من ناحية أخرى تقوم قوات المساعدة الأمنية الدولية بقيادة الناتو بالتحقيق في مقتل أربعة مدنيين أفغان من بينهم طفلان وامرأة توفوا عقب أن أطلقت قوات الناتو الأعيرة النارية تجاه سيارتهم في مدينة قندهار في جنوب أفغانستان.

وقال الحلف في بيان له «وفقا للتقارير الأولية فان قوات إيساف حاولت مرارا تحذير السيارة التي كانت تقترب بسرعة بالطرق العادية ولكنهم شعروا بالخوف على سلامتهم فأطلقوا النيران تجاه السيارة». وأضاف البيان أن مدنيين آخرين أصيبا في الحادث. وأمر الرئيس الافغانى حميد كرزاى الذي اعترف في الماضي بتوتر علاقاته بسبب انتقاداته الشديدة للقوات الأجنبية بفتح تحقيق في واقعة السبت الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن مسألة وفاة المدنيين على أيدي القوات الدولية أصبحت حساسة للغاية في أفغانستان. وحذر كرزاى ومسؤولون أفغان آخرون من فشل مهمة الناتو إذا استمر قتل المدنيين. ونقل عن الكولونيل وين شانكس المتحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي قوله في بيان للحلف، نأسف بشدة لفقد أي أرواح خاصة المدنيين. وقال مسؤول في شرطة قندهار إن قافلة عسكرية أميركية فتحت النار على سيارة مدنية فقتلت طفلا وامرأتين ورجلا. ولم يتمكن المتحدث باسم حلف الأطلسي من تأكيد أعمار ونوع القتلى. وقال المسؤول في شرطة قندهار شاه أغا لـ«رويترز» إن القافلة الضالعة في الهجوم تابعة على الأرجح للقوات الأميركية الخاصة. وقال بيان حلف الأطلسي إن إحدى قوافله أطلقت النار على سيارة مدنية بعدما تجاهلت إشارات بالتوقف فقتلت أربعة كانوا بداخلها وربما أصابت اثنين آخرين.

ولم يكشف عن جنسية الجنود الذين أطلقوا النار. وقال بيان الحلف، حاولت قوات ايساف قوة المساعدة الأمنية الدولية مرارا إعطاء إشارات ومن منطلق الخوف على سلامتهم أطلقت النار على السيارة التي كانت تقترب بسرعة.

ويأتي الحادث في وقت تتخذ فيه الاستعدادات لإجراء جولة إعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية التي تعهدت طالبان من قبل بإفسادها وحثت الأفغان على مقاطعتها. إلى ذلك عمد أفغان غاضبون أمس إلى إحراق مجسم للرئيس الأميركي باراك اوباما خلال تظاهرة احتجاجية في كابل، وذلك بعد اتهام جنود أجانب بأنهم احرقوا نسخة من القرآن. لكن الحلف الأطلسي نفى هذه المزاعم. وسار نحو ألف شخص معظمهم طلاب في شوارع العاصمة الأفغانية قبل أن يتجمعوا أمام مبنى البرلمان، حيث أطلقت الشرطة عيارات نارية في الهواء لتهدئة الحشد. وهتف المتظاهرون، ومعظمهم رجال، «الموت لأميركا، الموت لليهود وللمسيحيين». وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان بأنهم احرقوا أيضا علما أميركيا. ونظمت هذه التظاهرة بعد اتهام جنود أجانب ينتشرون في أفغانستان للتصدي لمتمردي طالبان بإحراق نسخة من القرآن خلال عملية ضد المتمردين في ولاية ورداك جنوب كابل في أكتوبر منتصف (تشرين الأول). وقال احد المتظاهرين إحسان الله حميكيم «تجمعنا تعبيرا عن اشمئزازنا من الجنود الأميركيين وقيامهم بإحراق القرآن والإساءة إليه». ونظمت تظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي في مدينتي جلال آباد (شرق) وقندهار (جنوب). وأفاد متحدث باسم القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي لوكالة «فرانس برس» بأن تحقيقا اجري في شان هذه الاتهامات وتبين أن لا أساس لها.