ضحايا كراديتش يحضرون محاكمته اليوم

خطابه باللغة الصربية لا يتضمن اعتذارا عن عدم حضور الجلسة والخطأ في النسخة الإنجليزية

TT

توجه ممثلون عن 21 منظمة بوسنية غير حكومية، من مختلف أنحاء البوسنة أمس إلى لاهاي لحضور عملية انطلاق محاكمة زعيم صرب البوسنة سابقا، رادوفان كراديتش (64 سنة)، المتهم بارتكاب جرائم حرب. وتأتي في مقدمة تلك المنظمات «أمهات سريبرينتسا» و«نساء ضحايا الحرب» و«ضحايا المعتقلات الجماعية»، وقد بلغ عدد الذين سيحضرون المحاكمة من المنظمات البوسنية غير الحكومية 160 شخصية توجهوا أمس برا إلى لاهاي في 3 حافلات، وكان في وداعهم محافظ مدينة سراييفو بسيم مهميديتش. وقد أعلنت منظمات غير حكومية في كل من كرواتيا وأوروبا دعمها للجمعيات البوسنية غير الحكومية، وأرسلت ممثلين لها لحضور المحاكمة. وقالت رئيسة منظمة «أمهات سريبرينتسا» منيرة سوباشيتش لـ«الشرق الأوسط»، قبل التوجه إلى لاهاي «نحن نذهب إلى هناك لنقول لأوروبا والعالم بأننا ما زلنا هنا، وما زلنا ننتظر الحقيقة ونريد العدالة». وتابعت «محاكمة أكبر مجرم حرب، يجب أن تكون حقيقية ومنصفة للضحايا، ولا نريد أن تنتهي كما انتهت محاكمة ميلوشيفيتش، الذي ماتت الكثير من الحقائق بموته المفاجئ». وقد دعت المنظمات البوسنية غير الحكومية البوشناق المقيمين في لاهاي، وأصحاب الضمائر الحية لحضور وقفة أمام محكمة لاهاي للتعبير عن دعمهم لحقوق الضحايا وأهاليهم، وكذلك للبوسنة، التي لم تمت فيها مشاريع صربيا الكبرى وكرواتيا الكبرى بعد 14 عاما من توقيع اتفاقية دايتون. وقالت المنظمات البوسنية غير الحكومية في دعوتها «إنه يجب التجمع أمام محكمة لاهاي، لتذكيرها بالمهمة الملقاة على عاتقها في خدمة العدالة وإنصاف الضحايا الذين عاشوا الإبادة». ولم يبلغ زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش، المحكمة الدولية في لاهاي، أنه سيغيب عن الجلسة الأولى للمحاكمة التي ستنطلق اليوم في لاهاي بهولندا، لمواجهة اتهامات تتعلق بجرائم حرب وقعت في أثناء الحرب التي عرفتها يوغسلافيا السابقة في فترة التسعينات. وفي الرسالة الأصلية التي بعث بها كراديتش إلى رئيس المحكمة ومكتوبة باللغة الصربية، لم يشر الزعيم الصربي السابق إلى تخلفه عن حضور الجلسة، وإنما الخطأ وقع في النسخة الانجليزية من الرسالة، وربما يكون الخطأ في الترجمة. وقالت وسائل إعلام هولندية أمس، إن وكالة «إس.أي.إن.إس. اي» الصحافية هي التي اكتشفت الخطأ، وهي وكالة للصحافيين الذين ينتمون لدول يوغسلافيا السابقة، وتتولى إعداد تقارير حول عمل المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، التي تتخذ من لاهاي مقرا لها.

وذكرت الوكالة الصحافية أن خطاب كراديتش باللغة الصربية، يقول فقط «إنه في تاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول)، موعد انطلاق الجلسات لن يكون مستعدا، حيث إنه لم ينته بعد من إعداد دفاعه عن نفسه، والمستندات والأدلة التي تعزز موقفه، لكن وكالات الأنباء العالمية تناقلت قبل أيام خبرا يفيد بامتناع كراديتش عن الحضور، وهذا الأمر لم يرد في النسخة الأصلية، وإنما جاء فقط في النسخة الانجليزية التي استندت إليها وكالات الأنباء. من جهة ثانية، جرى إبلاغ الزعيم الصربي السابق، كراديتش، رسميا أنه فقد حصانته، وأن أولى جلسات محاكمته ستبدأ في السادس والعشرين من الشهر الجاري، خاصة أنه منذ أن ألقي القبض عليه في يوليو (تموز) من العام الماضي، ظل يردد أمام محكمة لاهاي أنه يتمتع بالحصانة، بناء على اتفاق وقعه مع الموفد الأميركي السابق، ريتشارد هولبروك، وهو ما نفاه هولبورك جملة وتفصيلا. يذكر أن كراديتش قد تورط في تصريحات قبل وأثناء الحرب في البوسنة، تعتبر تهديدا، وإقرارا بارتكاب جرائم حرب، حيث أعلن في أبريل (نيسان) 1992 أنه «إذا قامت الحرب فإن الشعب البوشناقي سينتهي من البوسنة»، وهو ما حاول تنفيذه، كما يقول المراقبون من خلال المجازر الجماعية والتظهير العرقي وتدمير الآثار الثقافية. وبعد توقيع اتفاقية دايتون في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، اختفى كراديتش عن الأنظار لتحاشي اعتقاله، وظل متواريا لأكثر من 13 سنة. وقد تم اعتقاله في يوليو (تموز) من العام الماضي بالعاصمة الصربية بلغراد. وعثر لديه على بطاقة هوية مزورة باسم دراغن دابيتش، وكان يخفي ملامحه بلحية بيضاء، ووضعه الاجتماعي بزوجة بديلة، غير أنه لم يغير مهنته كطبيب نفسي، وهو ما ساهم في كشفه. ويبلغ عدد ضحايا كراديتش في البوسنة ما يربو عن 200 ألف قتيل بينهم 12 ألف في سراييفو لوحدها وأكثر من 10 آلاف في سريبرينتسا و30 ألف امرأة تم اغتصابها ودمر 90 في المائة من البنية التحتية في البوسنة.