الناطق باسم الحكومة العراقية: هناك خيوط نأمل أن توصلنا إلى منفذي تفجيرات الأحد

مسؤولون: المتفجرات مصدرها دولة مجاورة.. وإحدى السيارتين المفخختين تعود لدائرة مياه الفلوجة

امرأة تبكي أمس في جنازة أقارب لها قتلوا في تفجيري أول من أمس في بغداد (أ.ب)
TT

فيما أعلنت الشرطة العراقية أمس، أن عدد قتلى التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في بغداد أول من أمس، ارتفع إلى 155 بالإضافة لأكثر من 500 جريح، وضعت قوات الأمن العراقية في حالة تأهب، فيما حمل مسؤولون حكوميون تنظيم القاعدة، وأنصار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحزب البعث المحظور المسؤولية.

وترأس رئيس الوزراء نوري المالكي، اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي في وقت متأخر أول من أمس، لمناقشة الهجمات مع القادة العسكريين وضباط الشرطة، بحسب الناطق باسم الحكومة علي الدباغ. وتفقد المالكي مكان وقوع الانفجارين، وأكد أن هذه الهجمات لن تؤثر على العملية السياسية التي تتجلى في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل، وقال المالكي إن «جرائم البعث و«القاعدة» لن تنجح في تعطيل العملية السياسية وإجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 16 يناير (كانون الثاني) المقبل».

وتوعد رئيس الوزراء بمعاقبة أعداء الشعب العراقي «الذين يريدون إشاعة الفوضى في البلاد وتعطيل العملية السياسية ومنع إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد».

وأكد، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الاعتداءات الإرهابية الجبانة هي الأيدي السوداء نفسها التي تلطخت بدماء أبناء الشعب العراقي».

وسجل أمس انتشار أمني كثيف في طرق عدة في وسط بغداد، ما اضطر الكثير من السكان إلى السير للوصول إلى أماكن عملهم. وانتشرت الكثير من آليات الجيش فيما أنشئت نقاط تفتيش جديدة. ومنعت حركة المرور في محيط موقع التفجيرين اللذين استهدفا مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل ووزارة البلديات والأشغال المقابلة لها في وسط العاصمة، فيما سمح لعدد قليل من السيارات بالمرور، في وقت عملت عشرات الآليات التابعة للبلدية على محاولة إصلاح ما دمر في المنطقة. وأحدث الانفجار الذي وقع قرب جدار الوزارتين، حفرة عميقة امتلأت بالمياه بسبب تحطم قسطل لمياه الشرب يصل طوله إلى عشرة أمتار.

وقال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، إن الشاحنة التي انفجرت بالقرب من وزارتي العدل والبلديات المقابلة لها كانت محملة بطن من المتفجرات، فيما كانت السيارة الأخرى التي انفجرت قرب محافظة بغداد محملة بـ700 كلغ من المتفجرات.

إلى ذلك، أكد علي الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، بأن التحقيقات ما زالت في بدايتها، الأمر الذي لا يمكن معه إطلاق الاتهامات لأي طرف كان، لكنه أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك خيوطا للعملية نأمل أن توصلنا إلى الفاعلين الحقيقيين وللجهات التي دعمتهم في تنفيذ هذا العمل الإرهابي».

وكان وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم قد قال للقسم الصحافي في المركز الوطني للإعلام، إنه بحث مع القيادات الأمنية في وزارتي الداخلية والدفاع الخرق الأمني وما توصلت إليه اللجنة التي تحقق في التفجيرين، لا سيما فيما يتعلق بالسيارات التي استخدمت في الهجوم ونوعية المواد المستخدمة فيه. أما علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، فقد قال إن الجهة التي قامت بتفجيرات يوم الأحد هي ذاتها التي نفذت تفجيرات «الأربعاء الدامي» في إشارة إلى التفجيرين اللذين استهدفا في 19 أغسطس (آب) الماضي وزارتي الخارجية والمالية وأوقعا مئات القتلى والجرحى، موضحا لـ«الشرق الأوسط» «أن الجهة التي قامت بالعملية الإرهابية اتبعت الطريقة والأسلوب ذاته، فضلا عن اختيارهم المنطقة ذاتها واستخدامهم المواد نفسها، ما يعني أن الجهة التي تقف وراء عملية يوم الأحد هي نفسها التي وقفت وراء تفجيرات الأربعاء الدامي». إلى ذلك، قال كمال الساعدي، النائب عن الائتلاف، والقيادي في حزب الدعوة بزعامة المالكي «ليس لدينا أي شك بأن تنظيم القاعدة أو حزب البعث من قام بالعمليات الإرهابية الأحد»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» «أن أجندة كلا الجهتين معروفة في العراق، فـ«القاعدة» معروفة بحقدها الطائفي، والبعث لما يمتلكه من نزعة الانتقام لذهاب السلطة منه». وفيما إذا تقدم العراق بطلب رسمي إلى مجلس الأمن بإضافة تفجيرات الأحد إلى مطلب العراق تشكيل لجنة تحقيق دولية أوضح الساعدي «لا أعتقد بأن العراق تقدم بشكل رسمي بطلب كهذا، لكن الأحداث الأخيرة ستعزز من رغبة الأمم المتحدة في الإسراع بإرسال مبعوث أممي يحقق بالعمليات الإرهابية التي تنفذ في البلاد». من جهته أكد محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق، أمس، أن إحدى السيارتين اللتين استخدمتا لتنفيذ التفجيرين تعود إلى مديرية مياه الفلوجة، وقد تم رصدها بكاميرات المراقبة. وقال عبد الرزاق لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الشاحنة التي انفجرت قرب وزارة العدل كانت من طراز رينو ومحملة بطنين من المتفجرات وتعود لمديرية مياه الفلوجة» التي تبعد 50 كلم غرب بغداد. وتساءل «كيف وصلت من الفلوجة إلى هنا؟ إما أن يكون إهمالا أو تواطؤا». وأضاف أن «ما نراه من خلال كاميرات المراقبة خطأ بشري واضح» في إشارة إلى سوء أداء القوات الأمنية. وفي تطور لاحق أمس، أعلن اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع، التوصل إلى كشف هوية المتورطين بالهجوم المزدوج، مؤكدا أنهم من عناصر تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحلّ، وقد استخدموا متفجرات وصلت من إحدى دول الجوار.

وقال العسكري: «استطعنا التوصل إلى معلومات مؤكدة تثبت تورط عناصر تنظيم القاعدة وبقايا فلول البعث بهجوم أمس» الأحد. وأضاف: «تمكنّا من ضبط دارين إحداهما في حي أور (شمال) والأخرى في جانب الكرخ (غرب) تم فيهما جمع المواد الكيميائية المتفجرة التي وصلت إلى العراق من إحدى دول الجوار».

وأكد المتحدث أن «قوات الأمن العراقية تعمل لاعتقال المتورطين الذين تم تعرُّفهم». وأشار العسكري إلى أن «المواد المتفجرة التي استُخدمت هي خليط من متفجرات ومواد كيميائية زراعية»، مؤكدا أنها «مشابهة تماما للمواد التي استُخدمت يوم الأربعاء الدامي».

من ناحية ثانية أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة خمسة آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة لاصقة في حافلة مدنية الاثنين عند مدخل مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد). وأوضحت المصادر أن «عبوة ناسفة لاصقة موضوعة داخل حافلة صغيرة من طراز (كيا) انفجرت عند حاجز التفتيش الرئيسي لمدخل كربلاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح». وأضافت أن «قوات الأمن أوقفت الحافلة عند نقطة التفتيش بعد صدور إشارة تنبيه من جهاز كشف المتفجرات بوجود مادة متفجرة، وأثناء تفتيشها انفجرت العبوة».