لبنان: أول وفاة بإنفلونزا الخنازير لامرأة حامل

إحدى أهم مدارس بيروت أقفلت بعد تسجيل نحو 32 إصابة في صفوفها

TT

أكدت أمس وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أول وفاة بإنفلونزا الخنازير في لبنان، فيما أعلنت إحدى مدارس العاصمة (إنترناشونال سكول) إقفال القسم المتوسط ابتداء من اليوم وحتى مطلع الأسبوع المقبل بعدما سجّلت 32 إصابة في صفوف تلاميذها وتماثل 12 إصابة أخرى للشفاء. وأشارت الوزارة إلى «البدء بتحقيق لتحديد ما إذا كان هناك تقصير في تشخيص حالة السيدة (التي توفيت من جراء الإصابة) أو في المعالجة من الجهات المعنية».

وفيما جزم وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة، من السراي الحكومي في بيروت، بأن الفحوص والعينات التي أخذت بعد وفاة السيدة زينب الدنا السرغاني الحامل في شهرها التاسع «أثبتت إصابتها بمرض إنفلونزا الخنازير»، مشيرا إلى أنه «لم يكن لديها أي إصابات سابقة»، قال زوج المتوفاة، علي الدنا، إن «مندوبة منظمة الصحة العالمية التي حضرت إلى حي الفيكاني (في زحلة) وكشفت على المتوفاة، نفت وجود أعراض لهذا المرض عليها»، وطالب بـ«تحقيق جاد» في أسباب وفاة زوجته «بعيدا عن أي لفلفة أو تسييس». وروى أن زينب «كانت حاملا في شهرها التاسع وتشكو من أوجاع في بطنها بسبب صعوبة الحمل ومن ضيق في التنفس. وتوجهت في الآونة الأخيرة إلى طبيبها النسائي في رياق (في البقاع) وعالجها لأسبوع في عيادته، إلى أن طلبت منه إدخالها أحد مستشفيات البقاع حيث عولجت مع سائر المرضى، إلا أنه في اليوم الخامس عزلت بعدما شك بعض الأطباء بإصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير. وفي اليوم نفسه أصر ذووها على نقلها إلى بيروت وإدخالها مستشفى رفيق الحريري حيث تولى طبيب في علم الأوبئة معالجتها بدواء تاميفلو». وأضاف «عندما حاولت طبيبة التوليد إنقاذ الجنين، بعدما تسارعت دقات قلبه، توفي في فترة التحضير للعملية، إلى أن أعلنت الطبيبة بعد ثلث ساعة وفاة الأم». وسأل «كيف تسلَّم زوجتي من دون أي إجراءات وقائية تطاول ذويها الذين كانوا قربها طوال الوقت، إذا صح أنها مصابة بإنفلونزا الخنازير؟ ولماذا سلمت الجثة بعد ربع ساعة فقط من الوفاة؟ وكيف لم يُفحَص أحد من أقاربها للوقاية؟». وفي هذا الإطار، ذكرت وزارة الصحة أنها تبلغت السبت وصول المرأة المذكورة «في حالة موت سريري إلى طوارئ مستشفى بيروت الحكومي الجامعي الذي أحيلت عليه من أحد مستشفيات البقاع».

وقال وزير الصحة إنه «من الطبيعي أن يثير موت السيدة خوف اللبنانيين وقلقهم، لكن يجب أن يستغل هذا القلق ليس للفوضى بل لمزيد من تحمل المسؤولية وزيادة اتخاذ الحذر والاحتياطات».

وطمأن إلى أن «ما يحصل حاليا كان يحصل منذ شهر، وليس هناك تغيرات مهمة في عدد الإصابات أو سرعة انتشار المرض أو زيادة حدته». وأضاف «لدينا حرص منذ البداية على أن تضع الدولة تسهيلات لتشخيص المرض، ذلك أن هناك حالات يمكن أن تكون أخطر من غيرها. يجب حسم التشخيص في اليوم الأول أو الثاني».

وتحدّث عن خطة أعدتها الوزارة وبحث في إمكان تطبيقها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وفي الإجراءات المختلفة المفترض اتخاذها خلال الشهر الجاري والشهر المقبل لتتلاءم مع «عودة العام الدراسي وتغير المناخ الذي ترافقه زيادة في الإنفلونزا الموسمية التي تتشابه أعراضها إلى حد كبير مع أعراض إنفلونزا الخنازير بما يثير لغطا». ودعا اللبنانيين «ابتداء من الأسبوع المقبل وبناء على أوامر الأطباء» إلى «إجراء الفحوص في المستشفيات الحكومية الموزعة في المناطق والتي سنحددها الأسبوع المقبل».

وفيما اكتفت المدرسة التي أقفلت القسم المتوسط من صفوفها، ببيان وزّعته عبر موقعها الإلكتروني وسط تحفّظ من إدارتها التي اتصلت بها «الشرق الأوسط» عن إعطاء تفاصيل إضافية، أفاد خليفة أن ذلك حصل نتيجة «تسجيل 50 حالة غياب فيها. وعمليا حين يكون هناك قسم غاب منه 50 طالبا يعتبر نصف مقفل. وقد تبين أن هناك حوالي 30 حالة غياب تبين أن لها علاقة بالمرض، وقد أجريت فحوص سريعة لهؤلاء وتبين أن هناك 16 أو 17 تلميذا يعانون إنفلونزا والوزارة تجري الفحوص النهائية في المختبر، وقد يكون جميعهم مرضى بإنفلونزا الخنازير وقد يكون بعضهم مصابا، لكن هذا الإجراء كان مبررا في نظري».