بعد مؤلفاته الأدبية المثيرة، ومن أبرزها مجموعته القصصية «القرية القرية، الأرض الأرض، وانتحار رائد الفضاء»، دخل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، على خط الدراما العربية، بإنجاز مسلسل درامي تلفزيوني ترتبط أحداثه بالمستقبل من خلال رؤية تحليلية للواقع الحالي.
وتدور أحداث المسلسل في حوض البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من الوطن العربي وصولا إلى أوروبا، وينتقل إلى أطراف آسيا مرورا بإيران، وتم اختيار شخصياته من الواقع المعاش.
وأشار الموقع الإخباري «الأردن اليوم»، الذي بث الخبر أمس، إلى أن المسلسل يقوم بإعداده دراميا الكاتب السوري فضل عفاش، كما سيقوم بإخراجه المخرج السوري، زياد الريس، على أساس عرضه في رمضان المقبل.
ويتطرق المسلسل أيضا للقضايا العربية الملتحمة بالشارع، ويرد على الهجوم الإعلامي المعادي للعالم العربي والإسلامي، كما يتحدث عن الطغيان الجماعي والديكتاتوريات وعلاقة المواطن بالأنظمة الحاكمة، ويتناول كذلك العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي.
وتعتبر تجربة العقيد القذافي في كتابة المسلسلات التلفزيونية هي الأولى من نوعها في تاريخ الدراما العربية، ولم يقدم عليها أي زعيم عربي سابقا، بيد أنها ليست المبادرة الأولى للقذافي نفسه، فقد سبق أن كتب رواية «الظلم: سنوات العذاب» كمشروع سيناريو فيلم، وهي تتحدث عن معاناة الشعب الليبي خلال مرحلة الاستعمار الإيطالي لليبيا، وباشر المخرج السوري نجدة انزور أعمال تصوير الفيلم قبل نحو سنتين، لكن العمل توقف لأسباب غير معروفة.
وعلى الصعيد الأدبي، شغل القذافي الحياة الأدبية العربية بمؤلفاته، ورأى بعض الأدباء أنها تتسم بالجرأة والمغامرة، وتخترق الحدود والتصنيفات النمطية للأجناس الأدبية.
وشهدت القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي احتفالية ثقافية كبرى بمناسبة توزيع مؤلفات وإبداعات العقيد القذافي بمصر، تنفيذا لاتفاق تم بين المؤسسة العامة للثقافة في ليبيا ومكتبة مدبولي، وتمثلت هذه المؤلفات في: (الكتاب الأخضر، والمجموعة القصصية القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض.. وانتحار رائد الفضاء، والكتاب الأبيض إسراطين، ودراسات وأبحاث في أدب معمر القذافي لكتاب عرب). وحضر الاحتفالية عدد من الكتاب والشعراء والمسؤولين الثقافيين في كلا البلدين، كان في مقدمتهم نوري ضو الحميدي، أمين لجنة إدارة المؤسسة العامة للثقافة بليبيا، ومحمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وحسام نصار، مستشار وزير الثقافة المصري.