تأجيل محاكمة زعيم صرب البوسنة «كراديتش»

تظاهر عدد كبير من ضحاياه أمام محكمة لاهاي

بوسنيات يتظاهرن أمام المحكمة الدولية في لاهاي احتجاجا على عرقلة كراديتش لسير العدالة بعدم حضوره إلى المحكمة أمس (ا.ب.ا)
TT

قاطع زعيم صرب البوسنة السابق، رادوفان كراديتش الجلسة الافتتاحية لمحاكمته، التي بدأت أمس في لاهاي. وقد أجلت المحاكمة إلى اليوم ليتسنى للقضاة أن يقرروا خطوتهم القادمة. ويواجه كراديتش11 تهمة، من بينها تهمتا ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة في تسعينات القرن الماضي. وينفي كراديتش التهم الموجهة له، وكان قد أعلن انه سيقاطع الجلسة لأنه بحاجة إلى وقت اكبر لإعداد دفاعه. وقال القاضي الكوري الجنوبي او غون كوون «في ضوء غياب المتهم ومحام لتمثيله، سترجئ المحكمة الإجراءات». وتابع القاضي نفسه «نطلب من رادوفان كراديتش الحضور حتى لا تعرقل محاكمته». وكان كراديتش، الذي يدافع عن نفسه بنفسه، أعلن انه «ليس جاهزا» للمحاكمة، وانه سيقاطع بدء المحاكمة التي يتوقع أن تستمر سنتين. وقد طالب من دون جدوى في سبتمبر (أيلول) بإمهاله عشرة أشهر إضافية للإعداد للدفاع عن نفسه. وأوضح القاضي أمس أن المحكمة طلبت في رسالة إلى كراديتش أن يأتي إلى محكمة الجزاء الدولية لحضور جلسة الافتتاح، وحذرته من انه إذا أظهر متهم يتولى الدفاع عن نفسه بنفسه «سلوكا يعرقل المحاكمة باستمرار» يمكن أن يفرض عليه القضاة محاميا. من جهتها، قالت المدعية العامة هيلديغارد اورتس ريتسلاف انه «ليس هناك أي سبب يمنع بدء المحاكمة»، وذلك ردا على طلب القضاة معرفة رأي جهة الاتهام. وكان كراديتش، الذي يدافع عن نفسه بنفسه، أعلن الأربعاء انه «ليس جاهزا» للمحاكمة، وانه سيقاطع بدء المحاكمة التي يتوقع أن تستمر سنتين. ويدفع كراديتش ببراءته من التهم الموجهة إليه. وقد طالب بلا جدوى في (أيلول) سبتمبر بإمهاله عشرة أشهر إضافية لإعداد دفاعه عن نفسه. ويتعين على كراديتش الرد على لوائح الاتهام المتعلقة بجرائم الحرب ضد البوشناق والكروات في البوسنة، في الفترة ما بين 1992 و1995. التي تم تأكيدها في 25 يوليو 1995، من قبل محكمة جرائم الحرب في لاهاي. وقالت المدعية العامة هيلديغارد اورتس إن «كراديتش عرقل سير المحاكمة بعدم حضوره إلى المحكمة» وكان الادعاء قد طلب مواصلة المحاكمة، إلا أن المحكمة أكدت على أنه لا يمكن الشروع في المحاكمة من دون كراديتش. وحاول الادعاء إقناع المحكمة بوجهة نظره، إلا أن رئيس المحكمة غون كفون رفع الجلسة إلى اليوم. وقال إنه سيطلب من كراديتش الحضور إلى قاعة المحكمة. وقد تظاهر أمس عدد كبير من ضحايا العدوان على البوسنة أمام محكمة لاهاي، يساندهم عدد من البوشناق المقيمين في لاهاي، وممثلون عن منظمات إنسانية في أوروبا. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها «عار على أوروبا أن يقتل فيها أكثر من 8 آلاف ضحية في يوم واحد» و«نريد الحقيقة والعدالة» و«اكشفوا عن مصير أبنائنا»، ويعنون المفقودين، الذين لا يعرف حتى الآن أمكنة المقابر الجماعية التي دفنوا فيها. واعتقل كراديتش في يوليو (تموز) 2008 في بلغراد بعد فرار استمر 13 عاما. وهو أعلى مسؤول في النزاع البوسني تحاكمه محكمة الجزاء الدولية. وكان حليفه السابق سلوبودان ميلوسيفيتش توفي في لاهاي قبل انتهاء محاكمته في آذار مارس 2006. وفور إعلان إرجاء المحاكمة عبر حوالي ثلاثين من والدات ضحايا في حرب البوسنة عن غضبهن في قاعة المحكمة. وقالت منيرة سوباسيتش (62 عاما) التي فقدت أقرباء لها في سريبرينتسا في 1995 «كأنهم يقتلوننا مرة ثانية». وأضافت «لا نريد أن يسيطر كراديتش على حياتنا وجئت اليوم لأبرهن على وجودنا». وكان كراديتش، الذي شغل أثناء الحرب منصب رئيس صرب البوسنة، ورئيس الحزب الديمقراطي الصربي، والقائد الأعلى لقوات صرب البوسنة، (وواحد من كبار المسؤولين عما جرى في يوغسلافيا السابقة من مجازر إلى جانب الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وممشيلو كرايشنيك، وبليانا بلافاشيتش، والجنرال راتكو ملاديتش، والجنرال نيكولا كولييفيتش، وميشو ستانيشيتش، وممشيلو مانديتش، ويوفيتسا ستانيشيتش، وفرانكو سيماتوفيتش، وجليكو راجناتوفيتش، الملقب بأراكان، وفويسلاف شيشيلي) قد أعلن في وقت سابق أنه ليس مستعدا لبدء محاكمته، وأنه يريد الدفاع عن نفسه بنفسه. كما يحتاج، على حد قوله، لمدة سنتين على الأقل ليكون مستعدا للمثول أمام المحكمة. وقال رئيس قضاة المحكمة، غون كون إن كراديتش قدم مذكرة في 21 من شهر أكتوبر الجاري، يشير فيها إلى عدم استعداده لبدء المحاكمة، وقد طلبت منه المحكمة مراجعة موقفه لكنه لم يفعل. وفي 23 أكتوبر جدد كراديتش موقفه الرافض للمثول أمام محكمة لاهاي، في رسالة مكتوبة. وتابع «المحكمة ليس لديها أي اعتراض على قيام كراديتش بالدفاع عن نفسه من دون محام».