بريطانيا تعرض على الجزائر فرقاطات مضادة للغواصات وطائرات عمودية

تحسبا لعقد صفقة بقيمة 3 مليارات يورو

TT

عرض بوب إنسوورث، وزير الدولة البريطاني للدفاع، على مسؤولي وزارة الدفاع الجزائرية، بيع فرقاطات مضادة للسفن والغواصات وطائرات عمودية من نوع «ميرلان» و«لانكس»، تملك القوات العسكرية الجزائرية ستة نماذج منها. وقدرت مصادر عليمة قيمة الصفقة المرتقبة بين الطرفين بأكثر من 3 مليارات يورو.

ووصل الوزير البريطاني أمس إلى الجزائر، على رأس وفد مهم يضم مسؤولين بمديرية التصنيع الحربي بوزارة الدفاع، ومسؤولا بمصلحة الاستعلامات ومحاربة الإرهاب.

وقالت مصادر مطلعة على الزيارة التي تدوم يومين، لـ«الشرق الأوسط» إن إنسوورث عقد جلسة عمل مع الوزير الجزائري المنتدب للدفاع، اللواء عبد المالك قنايزية، بمقر وزارة الدفاع بأعالي العاصمة، مباشرة بعد وصوله إلى مطار العاصمة الدولي. وحضر الجلسة ضباط سامون وكوادر بارزة تمثل مختلف فروع وتخصصات الجيش الجزائري.

وأفادت المصادر أن البعثة البريطانية عرضت على المسؤولين العسكريين الجزائريين، بيع فرقاطات من صنف «22» تنتجها الشركة البريطانية المختصة «بي أي إي سيستام»، وهي فرقاطات مضادة للغواصات والبواخر الحربية. واقترح الطرف البريطاني أيضا بيع طائرات عمودية من نوع «ميرلان» و«لانكس». وتملك الجزائر 6 طائرات من هذا النوع، اشترتها من بريطانيا العام الماضي. وأوضحت المصادر نفسها، أن الوفدين بحثا بناء قاعدة لوجستية بالجزائر لتركيب الفرقاطات المنتظر شراؤها. وأبدى مسؤولو وزارة الدفاع الجزائرية حرصا على أن تتم عملية التركيب محليا، على أساس أن ذلك سيكون فرصة لدعم قدرات الفنيين الجزائريين المختصين في الميدان الحربي.

وكان العرض البريطاني محل مفاوضات بين الطرفين منذ عام 2007. وجرى الاتفاق، عند انطلاقتها، بأن يتم إنضاجها في زيارات عالية المستوى تنظم في البلدين قبل التوصل إلى عقد صفقة.

وتناولت المفاوضات جوانب أخرى تتصل بتكوين ضباط جزائريين في الكليات والمعاهد الحربية ببريطانيا، وتبادل المعلومات الأمنية في إطار محاربة الإرهاب. وحرصت المصادر على التأكيد أن الجزائر تستبعد حاليا إبرام أية صفقة بشأن العتاد الحربي البريطاني محل المفاوضات.

وتأتي هذه المحادثات مع مسؤولي الدفاع والاستعلامات البريطانية، بعد شهر من زيارة قادت وفدا عسكريا جزائريا إلى إيطاليا، لبحث شراء بوارج حربية حديثة من نوع «فرام»، مجهزة بأنظمة صواريخ أميركية مضادة للغواصات. وقدرت قيمة الصفقة بـ 4 مليارات يورو، حيث عوضت اتفاقا سابقا مشابها مع فرنسا قررت الجزائر إلغاءه بسبب مفاوضات جرت بين باريس والرباط لبيع فرقاطات عسكرية من الطراز نفسه. وأبرمت الجزائر صفقة أخرى مع إيطاليا تتعلق بمائة طائرة مروحية.

وقال إنسوورث في مقابلتين نشرتهما جريدتا «الوطن» (الناطقة بالفرنسية) و«الخبر»، أمس، إن البلدين بصدد التحضير لتعاون في مجال الدفاع على مدى أربع سنوات. وأضاف «نريد أن نجعل من المملكة المتحدة شريكا للجزائر في ميدان الدفاع على المدى الطويل، من خلال وضع عتاد وتجهيزات ذات مستوى عال تحت تصرف الجزائريين، زيادة على برنامج متكامل يتضمن تكوين الموارد البشرية العسكرية الجزائرية وفقا لأفضل المعايير في هذا المجال». وقال أيضا إن اختطاف رعايا غربيين على أيدي عناصر «القاعدة» في الساحل الأفريقي «يوضح حجم التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، لذلك نسعى مع الجزائر ومع حكومات أخرى بالمنطقة إلى العمل على تحسين الوضع الأمني بصفة عامة».