أكد الدكتور شلتاغ عبود، محافظ البصرة، أمس أنه عرض خلال مؤتمر الاستثمار الذي عقد في واشنطن مؤخرا 120 موقعا استثماريا في المحافظة، من بينها إنشاء 3 ملايين وحدة سكنية، أمام الشركات والمستثمرين الأميركيين، كما تم الاتفاق على إنشاء معمل جديد للحديد والصلب.
وقال عبود، في مؤتمر صحافي عقدة أمس عقب عودته من واشنطن، إن أكثر من 800 من رجال الأعمال وشخصيات سياسية واقتصادية ومالية يمثلون كبريات الشركات العالمية في مختلف الجوانب الاقتصادية والمالية حضروا مؤتمر واشنطن الاستثماري وأعربوا عن رغبتهم في المشاركة في تنفيذ 12 قطاعا استثماريا عرضها الوفد العراقي المشارك بالمؤتمر.
وأضاف عبود أن «رجال أعمال وأعضاء بالكونغرس الأميركي أكدوا حرصهم على استمرار الشراكة العراقية ـ الأميركية في العمل والبناء بما يخدم مصلحة البلدين وحتى بعد انسحاب القوات الأميركية العام القادم».
وأشار عبود إلى أن «التعديلات الجوهرية التي أجرتها الحكومة العراقية مؤخرا على قانون الاستثمار الصادر عام 2006 أحدثت تغيرا كبيرا لدى المستثمرين، خاصة الجانب المتعلق بتخصيص الأراضي للشركات داخل المدن العراقية والإعفاءات الجمركية والسماحات بتحويل الأموال إلى الخارج واستخدام نسب معقولة من العمالة الأجنبية، بعد ما كان المستثمرون يدورون في حلقات فارغة لتشتت الصلاحيات بين الوزارات والدوائر في التعامل مع الشركات والأشخاص المستثمرين»، مضيفا أن «المؤتمر يعد الحلقة الأولى في الاتجاه الصحيح لجذب المستثمرين وإطلاعهم على أبرز القطاعات التي يسعى العراق إلى عرضها على الشركات». وتوقع أن تبدأ الزيارات وتقديم العروض بعد الانتخابات القادمة المزمع إجراؤها في 16 يناير (كانون الثاني) القادم. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول العروض التي قدمها وفد محافظة البصرة أمام المؤتمر، قال عبود إن «للمستثمرين حاسة شم قوية، خاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز والصناعات البتروكيماوية، ومع ذلك قدمنا لهم خرائط مفصلة تضمنت البيئة الاستثمارية للمحافظة وشرحا مفصلا ودليلا وافيا عن 120 موقعا استثماريا من بينها إنشاء ثلاثة ملايين وحدة سكنية، ضمنا شراؤها من قبل موظفي الدولة بموجب أقساط مريحة، واستثمار في المشروعات الصناعية التي تعمل حاليا بربع طاقتها ومنها معامل الأسمدة والبتروكيماويات والورق والحديد والصلب والأسمنت والمنتجات النفطية، إضافة إلى مشروعات في قطاعات السياحة والفندقة»، مضيفا: «تم الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية لإنشاء معمل جديد للحديد والصلب يهدف إلى إنتاج ما تحتاجه المدينة الرياضية الجاري تشييدها لاحتضان دورة (خليجي 21) لكرة القدم». وقال عبود إن «المؤتمر نجح في مد جسور حقيقية بينه وبين الشركات العالمية التي أعربت عن التحسن الواضح في الجوانب الأمنية، وأن الانفجارات بين الحين والآخر لا تكسر عزم العراقيين على تجاوز السنوات المظلمة، والتي تهدف إلى إثارة مخاوف الشركات وحرمان العراقيين من إعادة بناء بلدهم وإزالة غبار الحروب والتخلف».
إلى ذلك، أشار عبود إلى رغبة الشركات التركية في الاستثمار في البصرة، إذ يبدأ تشغيل خطوط النقل الجوي بين مطاري البصرة وإسطنبول خلال الأيام القليلة القادمة. وحول دور رجال الأعمال العراقيين المغتربين بالإسهام في الاستثمارات المعروضة أمام الشركات، أوضح أن «الكثير من رجال الأعمال العراقيين ممن لديهم شركات أو يعملون بصفة خبراء بالشركات العالمية أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في إعادة بناء بلدهم والعودة إلى العراق».
وقال عبود إن «العمل يتواصل في المدينة من خلال دعم الحكومة المركزية وستشهد خلال الأشهر الباقية من العام الحالي عقد عدد من المؤتمرات خاصة بالسياحة والاستثمار المحلي»، معربا عن الأهمية التي توليها المحافظة لتطوير القطاع الفندقي.
واختتم عبود قائلا إن «الأعمال تتواصل لإعادة بناء فندق (البصرة شيراتون) كما ستقوم وزارة النقل بإعمار فندق (شط العرب) المشغول حاليا من قبل قيادة عمليات البصرة التي تعتزم إخلاءه والانتقال إلى معسكر خارج المدينة إضافة إلى إمكانية إحالة فندق (المربد) إلى مستثمرين محليين قريبا».