في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، قال برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي «لدي تفاؤل منذ ثلاث سنوات، وتخلل ذلك فترات تشاؤم، ولكن حاليا أستطيع أن أقول لك، إن الشيء الوحيد الذي يدعو للتفاؤل هو زيارة الملك السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق، وهي نقطة التفاؤل الوحيدة، وغير ذلك لا يوجد عناصر أخرى تدعو للتفاؤل، لأن زيارة العاهل السعودي إلى سورية، والمحادثات التي أجراها هناك، كانت مهمة جدا، وبالنسبة لمستقبل العملية السلمية، أظن أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفعل أكثر مما يفعله حاليا، ويكون له مشاركة بشكل أكثر فعالية».
وجاءت تصريحات كوشنير على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد، التي انعقدت على مدى يومين، واختتمت أمس في لوكسمبورغ، وأضاف كوشنير أن الرئيس الفلسطيني تعرض لمشكلة كبيرة داخليا، بسبب تقرير غولدستون وعليه أن يفعل الآن الكثير من أجل ترسيخ قيادته للأمور. من جانبه قال خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» حول الملف نفسه، «أنا دائما متفائل، وأظن أن هناك إمكانية ويجب استغلالها لدعم المسار السلمي، وأعترف أن هذا الأمر صعب ولكن ليس بمستحيل»، وقال وزير الخارجية في لوكسمبورغ جان اسيلبورن، إن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء انتخابات، أمر مهم للغاية، واعتبرها وسيلة لجمع الفلسطينيين، من أجل انطلاقة جديدة للشعب الفلسطيني، وأتمنى أن يصل الحوار الداخلي الفلسطيني إلى نتائج إيجابية، وأضاف في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: «أنا وزير خارجية لوكسمبورغ منذ 5 سنوات، والوضع الحالي لا يعجبني، لا أرى حلا في الأفق، بالرغم من محاولات الرئيس الأميركي أوباما مع كل من نتنياهو وأبو مازن، ولم تحدث أي خطوة للأمام، وأقولها صراحة إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، وإذا لم تحدث خطوات ملموسة ستكون النتائج سلبية للغاية»، وأضاف أن رسالتنا في الاتحاد الأوروبي هي «نحن جاهزون إلى جانب واشنطن، لمساعدة الأطراف المعنية ذات الصلة بعملية السلام لإحيائها من جديد، ومن وجهة نظري، أن القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية لها إرادة إيجابية جدا، وتعرف معنى السلام ودولة القانون، وتعرف أيضا كيفية تسيير الأمور، وإذا لم يحدث شيء إيجابي، أخشى أن يستولي المتطرفون على الأمور، ومن هنا أقول وأتساءل: لماذا لا تمد إسرائيل يدها للسلطة الحالية لتحقيق تقدم في العملية السلمية؟» وبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعات لوكسمبورغ، ملف عملية السلام في الشرق الأوسط والذي عاد من جديد إلى صدارة أجندة رؤساء الدبلوماسية الأوروبية، بعد تراجع عرفته الاجتماعات التي جرت مؤخرا في ظل انشغال أوروبا بقضايا دولية وإقليمية أخرى وأيضا ترتيب البيت الأوروبي من الداخل، وحسب ما أعلنت الرئاسة السويدية الحالية للاتحاد الأوروبي، بحث الوزراء المستجدات الأخيرة والمتعلقة بموقف الحكومة الإسرائيلية من ملف المستوطنات، والحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني والانتخابات الفلسطينية التي دعا إليها الرئيس أبو مازن وإمكانية عودة المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية لدفع العملية السلمية إلى الأمام وفي هذا الصدد استمع الوزراء إلى تقرير من خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي حول نتائج زيارته الأخيرة إلى المنطقة.