مشروع قرار الانفاق الدفاعي الأميركي يشمل دفع أموال «للتائبين» من طالبان

أوباما يتعهد بعدم التسرع في اتخاذ قرار بشأن إرسال مزيد من القوات * مقتل 8 جنود أميركيين في تفجيرات متفرقة

TT

أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس الاميركي باراك أوباما سيلتقي الجمعة المقبل القادة العسكريين الاميركيين في وقت يوشك فيه أن ينهي مراجعته للاستراتيجية في أفغانستان. وجاء ذلك في وقت قال السيناتور كارل ليفين ان مشروع قرار الانفاق الدفاعي الأميركي يشمل دفع أموال لأعضاء طالبان الذين ينبذون العنف.

من جهة أخرى، قالت قوات التحالف في بيان إن ثمانية من أفراد القوات الأميركية العاملين مع القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي ومدنيا أفغانيا قتلوا في عدة تفجيرات في جنوب أفغانستان أمس. وقالت قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها الحلف «ايساف» إن عددا من الجنود قد أصيب في هجمات متعددة متداخلة، لكن لم تقدم مزيدا من التفاصيل بشأن الهجمات التي جاءت بعد يوم من مقتل 11 جنديا أميركيا في تحطم طائرتي هليكوبتر.

إلى ذلك تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي اتهمه البعض بالارتباك، فيما يتعلق بالاستراتيجية الجديدة لأفغانستان أمس، بأنه لن يتعجل في اتخاذ قرار بشأن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى منطقة الحرب. وتحدث اوباما لأفراد البحرية الأميركية في نفس اليوم الذي قتل فيه 14 أميركيا في حادثي تحطم طائرتين هليوكوبتر في أفغانستان، وبعد قليل من لقائه كبار مستشاريه للمرة السادسة بشأن استراتيجية جديدة لأفغانستان، قال البيت الأبيض انه لا يزال أمامها أسابيع كي تكتمل. ورفض البيت الأبيض الأسبوع الماضي اتهام ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق اوباما بأنه «مرتبك» بشأن مراجعة الاستراتيجية، وانه يتعين عليه إرسال مزيد من القوات لأفغانستان. وقال اوباما وسط تصفيق البحارة وأسرهم: «لن أتعجل في القرار بإرسالكم إلى الخطر، لن أجازف بأرواحكم إن لم يكن ذلك ضرورة حتمية. وإذا كان ذلك ضروريا فسندعمكم حتى النهاية». وأضاف اوباما لن أتعجل لأنكم تستحقون الاستراتيجية والمهمة الواضحة والأهداف المحددة، بالإضافة إلى العتاد والدعم الذي تحتاجونه لانجاز مهمتكم، متعهدا بألا يسمح بوضع تكون فيه القوات في الميدان لا تحظى بالتأييد في الداخل. وأظهرت استطلاعات الرأي ضعف التأييد الشعبي لجهود الحرب، وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه اوباما نفسه باتوا منقسمين بشأن مسألة إرسال مزيد من القوات. إلى ذلك أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن دبلوماسيا في وزارة الخارجية الأميركية قدم استقالته احتجاجا على سياسة حكومته، ليصبح أول مسؤول رسمي أميركي يتخلى عن مهامه احتجاجا على الحرب في هذا البلد. وكان ماثيو هوه (36 عاما) الكابتن السابق في المارينز، ابرز مسؤول لوزارة الخارجية في ولاية زابل في أفغانستان، التي تعتبر معقلا لناشطي طالبان في جنوب أفغانستان إلى حين استقالته الشهر الماضي، بحسب الصحيفة. وكتب هوه في رسالة استقالته التي وجهها إلى مسؤول موظفي وزارة الخارجية، وتحمل تاريخ 10 سبتمبر (أيلول) «لم أعد أفهم الأمر ولقد فقدت الثقة في الأهداف الاستراتيجية» للوجود الأميركي في أفغانستان، كما أوردت صحيفة واشنطن بوست. وأضاف «لدي شكوك وتحفظات على استراتيجيتنا الحالية والاستراتيجية المقررة للمستقبل، لكن استقالتي تستند ليس إلى واقع معرفة كيف سنواصل هذه الحرب، لكن لمعرفة أسبابها وأهدافها». وبحسب الصحيفة فان هذه الاستقالة عمت أصداؤها البيت الأبيض، وقد بذل مسؤولو الحكومة أقصى جهودهم لإقناع هوه بالبقاء في منصبه، خشية أن يصبح احد ابرز منتقدي السياسة الجديدة للحكومة الأميركية في أفغانستان. وعرض على هوه منصب مهم في سفارة الولايات المتحدة في كابل، لكنه رفضه وأوفد إلى واشنطن لعقد لقاء ثنائي مع الممثل الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك. وقال هولبروك للصحيفة «لقد أخذنا رسالته على محمل الجد؛ لأنه كان دبلوماسيا جيدا». من جهة أخرى، اعتبر تقرير للاتحاد الأوروبي أوردت مقتطفات منه أول من أمس صحيفة فايننشال تايمز، أن التقدم على صعيد الإصلاحات السياسية ونحو حكومة غير مشوبة بالفساد، غير موجودين إلى حد كبير في بعض المناطق الأفغانية، على الرغم من المساعدات الأميركية والأوروبية المستمرة منذ سنوات. وأفاد موقع الصحيفة الاقتصادية البريطانية على شبكة الانترنت، أن «الوضع في أفغانستان يتدهور»، كما أكد تقرير الاتحاد الأوروبي. وأضاف التقرير «لا نواجه فقط وضعا امنيا حرجا. فالتقدم على صعيد الإصلاحات السياسية وإدارة الحكم وإقامة دولة، بطيء جدا، وهو غير موجود إلى حد كبير في بعض أجزاء البلاد».

وقد أعد التقرير تمهيدا للقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ أول من أمس ولمدة يومين في لوكسبورغ.