رادوفان كراديتش يرفض حضور جلسة محاكمته لليوم الثاني على التوالي

رفيقة درب كراديتش بليانا بلافاشيتش تعود إلى بلغراد بعد إطلاق سراحها من سجن في استوكهولم

سهرا وحسن مالك، من مسلمي البوسنة، ينظران إلى لوحة تذكارية كتبت عليها أسماء ضحايا مجزرة سريبرينيتسيا في عام 1995 (رويترز)
TT

امتنع زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراديتش (64 عاما)، الذي يواجه 11 تهمة تتعلق بجرائم الإبادة وجرائم الحرب، عن حضور أول جلسات محاكمته لليوم الثاني على التوالي. وكان قاضي المحكمة الكوري أو غو كفون قد رفع الجلسة لعدم حضور كراديتش إلى قاعة المحكمة، فيما اعتبرها البعض «حرب أعصاب»، يخوضها كراديتش ضد محكمة لاهاي، «مستفيدا من خبرته في الطب النفسي». ووصفت الصحافية ليليانا اسماعيلوفيتش ما جرى أمس، وأول من أمس بأنه «سيرك». ويطالب الادعاء العام بتعويض كراديتش بأحد محاميه ليتولى الدفاع والإجابة على أسئلة القضاة. وكان أحد محامي كراديتش، سفيتوزار فوياتشيتش قد أكد على أن موكله لن يحضر جلسات محاكمته ما لم يمنح الوقت الكافي «ليكون جاهزا للمحاكمة». وكان كراديتش قد ذكر في وقت سابق أنه يحتاج إلى مدة تتراوح ما بين 10 أشهر وسنتين ليكون جاهزا للمحاكمة. وقال أحد محاميه غوران بيترونييفيتش: «كراديتش يريد فقط أن يمنح مهلة 10 أشهر أخرى ليكون مستعدا للدفاع، ومن دون ذلك لا يمكنه الحضور». وأضاف: «لا يمكن محاكمة كراديتش خلافا لرغبته».

ويساعد كراديتش في مرافعات الدفاع عدد من المحامين و15 شخصا مؤهلا لهذا الغرض، وهم منذ عام تقريبا منكبون على مراجعة مليون ومائة ألف صفحة، و45 ألف دليل وحجة ضد كراديتش، وأكثر من ألف ساعة تسجيل وفيديو، بحسب محاميه بيترونييفيتش، الذي أضاف «أن الأمر يحتاج إلى عامين، لكننا طلبنا 10 أشهر على الأقل». وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبيند، إن «محاكمة كراديتش مهمة في هذا الوقت من أجل الحقيقة والمصالحة في البوسنة والمنطقة كلها». وأضاف: «بداية محاكمة كراديتش يثمنها أغلب سكان العالم، لأن كراديتش متهم بجرائم حرب لا يمكن تصورها».

وقد بقي كرسي رادوفان كراديتش أمس فارغا أثناء افتتاح الجلسة. وقال رئيس المحكمة القاضي الكوري أوغو كفون: «علمنا بأن رادوفان كراديتش لم يأت إلى جلسة المحكمة». وترى جهات إعلامية صربية بأن عدم حضور كراديتش لم يكن مفاجئا، لأنه أعلن عن ذلك الأسبوع الماضي. ويواجه كراديتش حكما بالسجن مدى الحياة مع توجيه 11 تهمة إليه بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكان قد اعتقل في يوليو (تموز) العام الماضي، ونقل إلى محكمة لاهاي عبر البوسنة بعد فرار استمر 13 عاما.

من جهة أخرى، وصلت زعيمة صرب البوسنة سابقا بيليانا بلافاشيتش (80 سنة) إلى بلغراد أمس قادمة من استوكهولم، في طائرة خاصة على متنها رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك، الذي سافر خصيصا إلى استكهولم لهذا الغرض، وكان في استقبالها وزير الداخلية الصربي. وكانت بلافاشيتش التي تملك بيتا في بلغراد وتحمل الجنسية الصربية، قد سلمت نفسها لمحكمة لاهاي عام 1997 واعترفت في عام 2000 بجميع جرائم الحرب المنسوبة إليها. وشهدت ضد رئيس برلمان صرب البوسنة سابقا ممشيلو كرايشنيك، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما. وفي عام 2003 صدر عليها الحكم بالسجن لمدة 11 عاما، قضتها في سجن مرفه تحتوي مرافقه على امتيازات لا توجد في الكثير من فنادق العالم، كالساونا وأحواض السباحة وخدمة الانترنت والهاتف وحديقة واسعة. وبلافاشيتش مولودة في 7 يوليو سنة 1930 في توزلا البوسنية وعاشت شبابها في سراييفو، وحاصلة على دكتوراه في الرياضيات من جامعة زغرب، وعملت عميدة لجامعة سراييفو، قبل أن تغادرها للسياسة وتمارس جرائم الحرب. ويمكنها اليوم أن تعود للممارسة السياسة مجددا.