أعلنت أمس وزارة العدل الأميركية اعتقال شخصين في شيكاغو بتهمة التخطيط للسفر إلى الدنمارك والهجوم على جريدة «يلاندس بوستن» التي نشرت، في سنة 2005، رسوما كاريكاتيرية فيها إساءات للنبي محمد، منها رسم له يحمل قنبلة داخل عمامته. وقال متحدث باسم وزارة العدل أن الشخصين هما: ديفيد هيدلي, 49 عاما، مواطن أميركي، وتحاور حسين رانا،48 عاما, مواطن كندي من أصل باكستاني ويعيش في شيكاغو. وقال المتحدث إن الأميركي كان يغادر مطار شيكاغو في طريقه إلى باكستان عندما اعتقل في بداية الشهر. وان الباكستاني الكندي اعتقل لأنه ساعده على ترتيب سفره إلى باكستان، وناقش معه الأماكن التي تستهدفها الخطة. وقال المتحدث انه لا يوجد خطر مباشر يهدد شيكاغو. وان الاعتقالات ليست لها صلة باعتقالات أشخاص اتهموا بأعمال إرهابية في نيويورك، وبوسطن، وهيوستن. ويواجه هيدلي اتهامات بالسفر «إلى الدنمارك مرتين، لبحث إمكانية تنفيذ الهجمات، وإعطاء تقرير عن مهمته إلى شخص آخر في باكستان»، وفي حال تمت إدانته فقد يواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة. وسارعت الاستخبارات الدنماركية أمس إلى الإعلان أنها تتعاطى بـ«كثير من الجدية» مع مسألة اعتقال الشخصين في الولايات المتحدة. وقال رئيس استخبارات الشرطة الدنماركية جاكوب شارف في بيان «نتعاطى مع هذه المسألة بكثير من الجدية خصوصا أن احد الشخصين المعتقلين يقيم شبكة علاقات واسعة مع ناشطين متطرفين رفيعي المستوى في باكستان يريدون المساس بالدنمارك ولديهم القدرة على ارتكاب أعمال إرهابية من دون أي وازع».
وجاء في المعلومات التي نقلتها وزارة العدل الأميركية إن مشروع الاعتداء حمل اسم «ميكي ماوس بروجكت». وعثر المحققون لدى المشتبه به الرئيسي بعيد اعتقاله في المطار وهو يستعد للمغادرة إلى باكستان، على شرائط فيديو للمبنى الذي يضم مكاتب الصحيفة الدنماركية في كوبنهاغن التقطت في الليل والنهار، إضافة إلى شرائط فيديو أخرى لمبان عسكرية دنماركية إلى جانب محطة القطارات الرئيسية في كوبنهاغن.
وعثر المحققون في حوزة المعتقلين على شرائط فيديو للمبنى الذي يضم مكاتب الصحيفة الدنماركية في كوبنهاغن التقطت في الليل والنهار كما عثر مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي» لديه على تذكرة طائرة من اتلانتا في ولاية جورجيا جنوب شرقي الولايات المتحدة إلى كوبنهاغن بتاريخ التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول). وبحسب العناصر الأولى للتحقيق فان هيدلي كان يستخدم مؤسسة لشريكه لإخفاء نشاطاته غير المشروعة. ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي اتصالات عدة بينه وبين أعوان له في باكستان بينهم ايلياس كاشمير المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في باكستان التي تعتبرها وزارة الخارجية الأميركية إرهابية. وخلال هذه الاتصالات ناقش هيدلي بالتفصيل مع محادثيه في باكستان مشروع الاعتداء على مقر الصحيفة الدنماركية في كوبنهاغن إضافة إلى مشاريع اعتداءات أخرى في الهند بحسب ما جاء في محضر التحقيق. وقام هيدلي بزيارتين لكوبنهاغن في يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) قام خلال إحداهما بزيارة مقر الصحيفة الدنماركية بحجة السعي إلى فتح مقر لعمله في العاصمة الدنماركية. وبحسب محضر التحقيق اقترح هيدلي خلال اتصالاته مع أعوانه في باكستان استبدال فكرة التخطيط للاعتداء على مقر الصحيفة بالسعي لاغتيال المسؤول عن القسم الثقافي في الصحيفة والرسام الذي اعد الرسوم الكاريكاتورية. وكانت صحيفة «يلاندس بوستن» نشرت 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في سبتمبر (أيلول) 2005 للمرة الأولى. وأثار نشر هذه الرسوم موجة غضب في العالمين العربي والإسلامي ترجمت بتظاهرات في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2006 تخللها إحراق مقار لسفارات الدنمارك. وفي يونيو (حزيران) 2008 استهدفت سفارة الدنمارك في إسلام آباد باعتداء انتحاري أوقع ستة قتلى تبنت مسؤوليته «القاعدة» ردا على نشر الرسوم الكاريكاتورية.
وقال رئيس استخبارات الشرطة الدنماركية جاكوب شارف في بيان «نتعاطى مع هذه المسألة بكثير من الجدية». واضاف «خصوصا أن احد الشخصين المعتقلين يقيم شبكة علاقات واسعة مع ناشطين متطرفين رفيعي المستوى في باكستان يريدون المساس بالدنمارك ولديهم القدرة على ارتكاب أعمال إرهابية من دون أي وازع».