أحمدي نجاد لأردوغان: التعاون بين إيران وتركيا يمكن أن يوجد نظاما إقليميا جديدا

أشاد بدعم أنقرة للبرنامج النووي وموقفها من إسرائيل

الرئيس التركي لدى وصوله طهران أمس (رويترز)
TT

أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لموقفه المؤيد للبرنامج النووي الإيراني وموقفه المناهض لإسرائيل. وقال أحمدي نجاد لأردوغان خلال اجتماعه معه في طهران: «أي عدالة هذه أن تملك دولة غير شرعية (إسرائيل) أسلحة ذرية ودول أخرى محرومة حتى من امتلاك برامج نووية سلمية».

واستطرد أحمدي نجاد قائلا: «موقفكم الواضح ضد النظام الصهيوني (إسرائيل) كان له صدى إيجابي في العالم الإسلامي وأسعد دولا كثيرة». وقال الرئيس الإيراني إن «الحقيقة هي أن النظام الصهيوني يشكل خطرا على جميع الدول ويريد أن يضم جميع الدول إلى أراضيه». ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن أردوغان قوله إن أي بلد يدعو إلى نزع السلاح النووي يجب أن يبدأ بنفسه قبل أن يطالب غيره من الدول.

يذكر أن الغرب يخشى احتمال أن تستخدم إيران مشروعاتها النووية في مواصلة برنامج سري للأسلحة تستخدمها في نهاية المطاف ضد إسرائيل. غير أن طهران نفت باستمرار هذه الادعاءات. وقد يؤدي اتفاق تم التوصل إليه بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا ويقضي بقيام طهران بتصدير اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا مقابل حصولها منها على يورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في مفاعل أبحاث في طهران إلى تخفيف التوتر في النزاع النووي الدائر الآن.

كما أبلغ أحمدي نجاد أردوغان بأن التعاون الإقليمي، خاصة بين إيران وتركيا يمكن أن يضع حدا لتدخل الغرب في المنطقة ويوجد نظاما إقليميا جديدا. وأردف الرئيس الإيراني قائلا: «فيما يتعلق بإيران، ليس هناك أي حد لمثل هذا التعاون مع تركيا».

يشار إلى أن أردوغان يقوم حاليا بزيارة لطهران تستغرق ثلاثة أيام بهدف تعزيز العلاقات الثنائية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار مقابل 12 مليار دولار حاليا.

كما سيبحث أعضاء الوفدين، الإيراني والتركي، المشاركين في هذه المحادثات التي تعقد في مبنى رئاسة لجمهورية الإسلامية الإيرانية سبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين خاصة في المجال السياسي والاقتصادي إضافة إلى الاستثمارات المشتركة في قطاعي النفط والغاز.

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي ورئيس البرلمان علي لاريجاني لبحث سبل تنمية العلاقات الثنائية وأهم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

ووصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران على رأس وفد رفيع يضم وزراء الخارجية والتجارة والموارد الطبيعية والثقافة والصناعة إضافة إلى مجموعة من النواب وممثلي القطاع الخاص في هذا البلد.

وكان أردوغان قد صرح في حديث لصحيفة «الغارديان» البريطانية أن إيران لا يتم التعامل معها بشكل عادل في ما يتصل ببرنامجها النووي، معتبرا أن فرضية توجيه ضربة عسكرية إلى البنى التحتية النووية في إيران هو بمثابة «جنون».

وقال أردوغان للصحيفة إن «المقاربة لم تكن عادلة لأن من يتهمون إيران بالسعي إلى تطوير برنامج نووي يملكون بنى تحتية نووية كبيرة ولا ينكرون ذلك»، في إشارة خاصة إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

وإذ اعتبر رئيس الوزراء التركي أن المخاوف الغربية مجرد «ثرثرة»، كرر اقتناعه بالطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، وأعرب عن قلقه الكبير حيال التهديدات بتدمير إيران، خاصة تلك التي تطلقها إسرائيل.

وقال: «يتم أحيانا إطلاق تهديدات. إذا كان الهدف تدمير إيران أو إزالتها كليا في شكل أو في آخر، فلا أعتقد أن هذا أمر جيد». وأضاف: «من جهة، يقولون إنهم يريدون سلاما عالميا، ولكن من جهة أخرى ينتهجون مقاربة مدمرة ضد دولة يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام».