علماء الأزهر: الحج عبادة وليس مناسبة سياسية.. ومن حق السعودية الحفاظ على أمن الحرمين

بعد تصريحات خامنئي ونجاد عن السعودية.. واستغلال الحج لإعلان البراءة من المشركين

TT

حذر علماء أزهريون من استغلال موسم الحج، وتجمع المسلمين في الأراضي المقدسة، في رفع أي شعارات سياسية بهدف تحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى، وقالوا إن ذلك يعد فتنة كبرى تمزق شمل الأمة.

جاء ذلك وسط مخاوف من استغلال موسم الحج من قبل إيران في تنظيم مظاهرات أو رفع شعارات سياسية بعد حملة أطلقها المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، وبعده الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ضد السعودية، زاعمين وجود «تصرفات غير إنسانية وغير أخلاقية ضد الحجا ج الإيرانيين».

واعتبر نجاد أن موسم الحج فرصة استثنائية للدفاع عن القيم الإسلامية، مطالبا بضرورة الاستفادة من جميع طاقات هذه الشعيرة، ومنها البراءة من المشركين.

كما اعتبر أحمدي نجاد، في كلمة أمام اجتماع المجلس الأعلى للحج، «مناسك الحج فرصة استثنائية لنشر تعاليم الإسلام الأصيل والذود عنه»، وقال: «إن الحضور النشط للمسلمين، وخصوصا الإيرانيين، في مناسك الحج من شأنه أن يحبط مؤامرات الأعداء ويؤلف قلوب المسلمين»، وأضاف أن «العالم يزداد شوقا إلى سماع نداء الشعب الإيراني وتعزيز العلاقات معه».

ووجه الرئيس محمود أحمدي نجاد تحذيرا إلى السلطات السعودية المعنية بقضايا الحجاج، حيث قال: «إننا نرفض وضع القيود على حجاجنا، وإذا لم تحترم السعودية مكانة الشعب الإيراني فإن طهران ستتخذ إجراءات مناسبة». من جانبهم أكد علماء الأزهر على ضرورة الالتزام بآداب الإسلام أثناء الوجود في هذه الأراضي المقدسة. وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية: «إن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، وبالتالي فإن اتخاذ هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، حرام شرعا».

ودعا الشيخ عاشور، حجاج بيت الله الحرام التأدب بآداب الحج. مؤكدا أن الحج عبادة محضة، ولا يمكن أن يعتبر مناسبة سياسية أبدا، أو أن يستغل لإثارة الفتن. وتابع قائلا: «إنكم أيها الحجاج ذهبتم إلى الحج لكي تتطهروا من الذنوب ومن بلايا السياسة، وخطاياها، وفتنها، وبالتالي عليكم أن تستثمروا هذه المناسبة في ما ينفع الأمة ويجمع كلمتها على الخير ويوحد صفوفها، ولستم ذاهبين إلى الحج لتدعوا إلى تفريق الأمة». أما الدكتور محمد عبد المنعم البري، الأمين العام السابق لجبهة علماء الأزهر، الأستاذ بجامعة الأزهر، فقد أكد أنه لا يصح مطلقا رفع أي شعارات سياسية أو طائفية أثناء وجود الحجاج في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج. وأكد البري أن من يسعى إلى ذلك فإنه يسعى إلى إحداث فتنة في المجتمع الإسلامي. وقال البري: «إنه من حق سلطات الأمن السعودية التصدي لأي محاولات من شأنها أن تعكر صفو الحج، والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين».

وأكد البري أن أي إساءة تقع في أرض الحرمين هي إساءة للإسلام وللمسلمين كافة، وأن استغلال موسم الحج لتحقيق أي مآرب سياسية فتنة كبرى تمزق شمل الأمة.

فيما أكد الدكتور أحمد السايح، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، على ضرورة فهم مقاصد العبادات في الإسلام وبخاصة الحج. لأن المسلم يتحمل فيه المشاق، وبالتالي لا يحتاج أداء هذه الفريضة سوى ترديد الكلمات التي يقولها لأداء المناسك فقط. أما الشعارات السياسية تصير كلام الحاج دعاية طائفية وتخرجه عن المنهج الإسلامي، وهو ما يجعله مرفوضا شرعا.

وقال السايح: «إن استغلال تجمع الحجيج في الأراضي المقدسة للدعاية السياسية أمر لا صلة له بالإسلام. وعلى المسلم أن يلتزم بأداء الفريضة بأدب، حتى يكون نسكه مقبولا عند الله».

وأضاف أن علماء الفقه الإسلامي أكدوا أنه لا ينبغي للمسلم أن يحدث ضوضاء أو يتلفظ بشعارات تتنافى مع مبادئ الإسلام وأداء هذه الفريضة، وخصوصا أنها دالة على قوة المسلمين، ووحدتهم، وسواء كلمتهم.