رئيس اتحاد كتاب المغرب يطعن في شرعية إقالته.. والأشعري اعتبر أن ما حدث لا يليق بتاريخ الاتحاد

في أول إقالة من نوعها في تاريخ المنظمة الثقافية

TT

اعتبر عبد الحميد عقار، رئيس اتحاد كتاب المغرب، أن قرار الإقالة الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد في حقه غير شرعي، ولا سند له في نص القانون الأساسي للاتحاد، وأنه خلافا لما قيل، لم تصدر هذه الإقالة عن المكتب التنفيذي، بل عن بعض أعضاء المكتب فقط.

وكان خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، وهم عبد الرحيم العلام، وحسن بحراوي، وهشام العلوي، ومصطفى النحال، وسعيد عاهد، قد أصدروا بيانا يعلنون فيه إقالة رئيس الاتحاد، خلال اجتماع عقد نهاية الأسبوع الماضي.

وأكد عقار في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ويحمل توقيعه وتوقيع عبد الفتاح الحجمري، الكاتب العام للاتحاد، ومحمد بودويك، مستشار مكلف الإعلام، أن «الإقالة تنكر واضح لتاريخ المسؤولية في الاتحاد»، مشيرا إلى أن أزمة اتحاد كتاب المغرب بدأت صغيرة في مستوى الظاهر، لكن سرعان ما كبرت لتصبح «نزوعا نحو فرض الوصاية على الاتحاد، ومحاولة للانعطاف به عن تاريخه الموصول بالشرعية الديمقراطية».

وأضاف عقار أن المستهدف بهذه الإقالة هو «وحدة اتحاد كتاب المغرب واستقلاليته ومصداقيته»، وأنها تهدف إلى إضعاف موقعه في المشهد الثقافي، بتشتيت الكتاب وتزهيدهم في منظمتهم، ودفعهم إما إلى الانسحاب أو الصمت، وإما إلى الدخول في حرب البيانات والبيانات المضادة، وفي سجالات عقيمة حول الاتحاد ومسؤوليه»، موضحا أن الأعضاء الخمسة الذين اتخذوا قرار الإقالة «يستعدون للاستحواذ بالقوة على الاتحاد، ضدا على قرارات المؤتمر السابع عشر للاتحاد، وضدا على إرادة الكتاب المعبر عنها بحرية وديمقراطية».

واعتبر عقار أن الإقالة هي تتويج لمسلسل التأزيم الذي مارسه هؤلاء الأعضاء داخل المكتب التنفيذي بدءا من ما أسماه البيان «اللهجة الحادة والعنيفة والعدائية التي جعلت من النقاش عقيما ومعرقلا للسير العادي لاجتماعات المكتب التنفيذي، وحائلا دون التمكن من صياغة البرنامج الثقافي، ودعوة المجلس الإداري للانعقاد، وتجديد مكاتب الفروع، إضافة إلى إقحام غير مبرر ولا مشروع للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بعض التفاصيل التنظيمية الداخلية لاتحاد كتاب المغرب الحريص على استقلاله التنظيمي والتدبيري والمالي والثقافي». وقال عقار إن فشل وساطة ومساعي بعض «الحكماء» ورؤساء سابقين لاتحاد كتاب المغرب في احتواء الأزمة، راجع إلى أن هذه الوساطة كانت تركز في كل مرة على إجبار الرئيس على «الاختيار بين الاستقالة أو الإقالة»، محملا المكتب التنفيذي رئيسا وأعضاء مسؤولية الجمود والانتظارية التي يعاني منها اتحاد كتاب المغرب منذ مؤتمره الـ 17. وختم عقار بيانه بدعوة الكاتبات والكتاب، إلى تحمل المسؤولية تجاه ما سماه «النزوع للاستحواذ على الاتحاد باسم أغلبية مصلحية، التي يمكن أن يتغير أعضاؤها بحسب الأمزجة والأحوال»، معلنا تشبثه بالإطار القانوني المشروع لتجاوز الأزمة الحالية، والدعوة لمؤتمر عام في أقرب الآجال والذي يمكّن من انتخاب مكتب تنفيذي ورئيس جديدين، ومن إدخال تعديلات قانونية لازمة. من جهته، قال عبد الرحيم علام، عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد كتاب المغرب، وأحد الموقعين على بيان إقالة عقار لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان من المفروض ألا ندخل في حرب البيانات بالنظر للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا داخل المنظمة، ومادام أيضا أن قرار إقالة رئيس اتحاد كتاب المغرب، اتخذ بصفة مشروعة وقانونية ورسمية، وفقا لما ينص عليه القانون الأساسي للاتحاد، مؤكدا أنه كان من المفروض أيضا جعل مصلحة الاتحاد ومستقبله فوق أية مصلحة وأي اعتبار، بدل اللجوء إلى مزيد من الافتراءات والتشويش على الرأي الثقافي العام». ووصف العلام البيان الصادر عن عقار بأنه غير رسمي، لأنه جاء خاليا من أي توقيع، وغير مختوم، وتضمن إلى جانب اسم عقار، اسمين لعضوين آخرين بدون توقيعهما أيضا، وهو ما يطرح، برأيه، أكثر من علامة استفهام وتحفظ، داعيا أن يتم التعامل مع البيان بالحيطة والحذر.وأشار العلام إلى أنه سيتم التداول بشأن البيان الصادر عن عقار، خلال اجتماع للمكتب التنفيذي، لاتخاذ القرار المناسب، بالرد عليه ام لا.

وتعليقا على قرار الإقالة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه، عبر محمد الأشعري، الرئيس الاسبق للاتحاد، ووزير الثقافة الأسبق، عن أسفه واستيائه مما سماه «التردي الذي أصاب اتحاد كتاب المغرب، الذي اعتبره منظمة عريقة كانت دائما فضاء لتعايش الأفكار والاتجاهات المختلفة».

وقال الأشعري لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يحترم صناع هذه الأزمة داخل الاتحاد». وأضاف أنه حتى في ظروف الصراع بين التيارات السياسية والفكرية داخل هذه المنظمة، فإن الاتحاد بقي ملتزما بالاحتكام إلى قواعد الديمقراطية، بل اعتبرها جزيرة للحوار والحرية حتى في أحلك الظروف التي مرت بها الحرية في المغرب، مؤكدا أن ما يحدث في الاتحاد حاليا لا يليق بتاريخه ولا مكانته الثقافية، متمنيا أن يعمل اتحاد كتاب المغرب على تجاوز الأزمة واحتوائها، والتوجه إلى مؤتمر حقيقي لبحث سبل تجاوز هذه المظاهر السلبية وانتخاب قيادة جديدة تليق بالاتحاد وتستجيب أيضا للمهام الثقافية للكتاب والمثقفين المغاربة.