مسلحون يستهدفون طائرة الرئيس الصومالي لدى عودته إلى مقديشو

القراصنة يختطفون زوجين بريطانيين.. والأمم المتحدة تطالب بدعم الحكومة الصومالية

مجموعة من الرجال يحملون مصابة في القتال بين قوات حفظ السلام والميليشيات الإسلامية في العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)
TT

سقط أكثر من 20 شخصا ما بين قتيل وجريح، في تبادل للقصف الصاروخي في العاصمة الصومالية مقديشو صباح أمس، بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي من جهة، والمسلحين الإسلاميين المعارضين للحكومة من جهة أخرى.. وبدأ القصف العنيف عندما استهدف مسلحون من حركة الشباب المجاهدين مطار العاصمة بقذائف الهاون أثناء هبوط طائرة الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الذي عاد إلى العاصمة بعد جولة خارجية شملت أربع دول، هي أوغندا وجيبوتي والكويت واليمن.

وسقط عدد من قذائف الهاون في محيط المطار، لكنها لم تؤد إلى خسائر، ونقل الرئيس إلى القصر الرئاسي داخل مدرعة عسكرية تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي تحت حراسة أمنية مشددة، وانتشرت القوات الأفريقية بدباباتها في الشوارع بين المطار والقصر الرئاسي، وأوقفت الحركة في هذه الشوارع لتأمين موكب الرئيس.

وهذا الهجوم الذي تعرض له مطار مقديشو صباح أمس هو الثاني من نوعه الذي يستهدف موكب الرئيس الصومالي خلال أسبوع، حيث استهدفه المقاتلون الإسلاميون أثناء مغادرته المطار الخميس الماضي متوجها إلى أوغندا. ويتكرر استهداف مطار العاصمة من قبل المقاتلين الإسلاميين المعارضين للحكومة الصومالية أثناء مغادرة أو وصول الرئيس والمسؤولين الحكوميين الكبار، حيث يطلق المسلحون القذائف الصاروخية باتجاه المطار والقصر الرئاسي، فيما اعتادت القوات الحكومية والأفريقية التي تحرس المقرات الحكومية القيام بالرد بقصف صاروخي بشكل عشوائي في مناطق مختلفة من العاصمة، ويستهدف قصف القوات الأفريقية والحكومية دائما سوق الـ«بكارو» كبرى الأسواق المفتوحة في العاصمة، حيث يعتقدون أنها معقل المسلحين المعارضين للحكومة.

وإلى جانب قصف المطار، هاجم المسلحون الإسلاميون صباح أمس أيضا قاعدة للقوات الأفريقية في مقر الأكاديمية العسكرية بجنوب غربي العاصمة، وأسفر القصف المدفعي المتبادل الذي استمر لعدة ساعات عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين معظمهم من المدنيين، وكان معظم القصف يأتي من مواقع قوات الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. ولا تعرف الخسائر التي لحقت بالمتقاتلين حيث يتكتم الطرفان عادة على الخسائر التي تلحق في صفوف مقاتليهم سواء القوات الأفريقية أو المقاتلون الإسلاميون الصوماليون.

على صعيد آخر، دعا نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «لين باسكوا» المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من المساعدات للحكومة الصومالية، وقال في تصريح صحافي أدلى به يوم أمس «من الصعب بالنسبة للحكومة الانتقالية في الصومال أن تواصل جهودها نحو استعادة الأمن وإصلاح المرافق العامة في البلاد من دون الحصول على دعم المجتمع الدولي. الحكومة تحقق تقدما بطيئا لاستعادة الأمن غير أن الوضع في البلاد لا يزال هشا. هناك الكثير من المشاكل تحاصر هذه الحكومة، وتحتاج إلى المزيد من الأموال والمعونات خلال الأشهر القادمة من أجل الأمن وأيضا من أجل الخدمات الاجتماعية التي يتعين على الحكومة تقديمها. أعتقد أننا سنطلب المزيد من الأموال والمزيد من المساعدات في الأشهر القادمة لمساعدة هذه الحكومة».

وذكر باسكوا أن الوضع في الصومال يختلف حاليا بالنسبة عما كان عليه الحال قبل بضعة أشهر، وقال «أي شخص ينظر إلى الصومال لن يصف الموقف سوى بأنه هش، ولكن خلافا لما كان عليه الحال منذ بضعة أشهر عندما كان الجميع يطرحون توقعات كئيبة، لا أعتقد أن الناس يطرحون تلك الافتراضات في الوقت الحالي». ودعا باسكوا أيضا إلى تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، قائلا «إنها ستصل في النهاية إلى ثمانية آلاف جندي كما رصدها الاتحاد الأفريقي»، وأضاف «لا أحد يريد أن يبدو متفائلا علنا بشأن الصومال في أي وقت، لكن الحقيقة هي أن الاستراتيجية قائمة وهي تمضي قدما، ويمكنك أن ترى الاتجاه الذي نسير فيه وهو أمر مشجع نوعا ما، ومن الأهمية بمكان أن تفلح جهودنا هناك».

من جهة أخرى، أعلن قراصنة صوماليون عن اختطاف زوجين بريطانيين ويخت كانا يستقلانه في مياه المحيط الهندي بالقرب من جزر سيشل، وكان الزوجان (وهما بول وراشيل تشاندلر) غادرا يوم الجمعة الماضي جزر سيشل متوجهين إلى تنزانيا في رحلة بحرية حول العالم، وفقدت أخبارهما بعد يومين، وقال أحد القراصنة الذين اختطوا البريطانيين «إن المختطفَين بصحة جيدة»، وإنهم سيعلنون عن الفدية التي يطالبون بها مقابل الإفراج عنهما في وقت لاحق. ويعتقد أن القراصنة الصوماليين اقتادوا الزوجين البريطانيين إلى سواحل مدينة «حراطيري» بوسط الصومال حيث معاقل القراصنة.

ويعد حادث خطف يخت الزوجين البريطانيين الخامس خلال هذا الشهر وحده، ووقعت معظم الحوادث الأخيرة في المياه القريبة من جزر سيشل. وقد بدأ القراصنة الصوماليون في الفترة الأخيرة بتوسيع مناطق هجماتهم جنوبا حتى المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشل، وهذه المنطقة خالية نسبيا من أعمال المراقبة التي تقوم بها القوات البحرية المتعددة الجنسيات التي تتركز في خليج عدن والمياه الصومالية. وخلال هذا العام فقط شن القراصنة 178 هجوما وتمكنوا من خطف قرابة 50 منها، وهناك مخاوف من ارتفاع هذا الرقم بسبب هدوء الرياح الموسمية، الأمر الذي يتيح للقراصنة اصطياد السفن في مناطق بعيدة عن السواحل الصومالية.