رؤساء 12 حزبا معارضا يتحالفون ضد الحركات المناهضة للحزب الحاكم

حذروا من نشاط الجماعات غير الشرعية

TT

أعلن رؤساء 12 حزبا معارضا في مصر تحالفهم في «اتحاد» حزبي، ضد الحركات المناهضة للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر السنوي السادس للحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس المصري حسني مبارك، ويشغل فيه نجله، جمال مبارك، موقع الأمين العام المساعد لشؤون السياسات. وقال رؤساء الأحزاب المعارضة الـ12، عقب اجتماع عقدوه في مقر حزب الخضر المعارض، في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، الليلة قبل الماضية، إنهم سينسقون لخوض انتخابات البرلمان المقرر لها عام 2010، فيما أبدى عدد منهم استعداده لمنافسة جمال مبارك في حال ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2011.

وشن تحالف «اتحاد» في أول لقاء له، هجوما شديد اللهجة على محاولات «بعض الجماعات والأفراد النيل من الشرعية الدستورية ومؤسسات الدولة»، في إشارة إلى حركات ظهرت في الشارع السياسي المصري ترفع شعار «ضد توريث الحكم من الرئيس مبارك لنجله جمال»، شارك في تأسيسها جماعة الإخوان المسلمين، ومعارضون آخرون من بينهم الدكتور أيمن نور، الذي جاء تاليا للرئيس مبارك بفارق كبير، في انتخابات الرئاسة عام 2005. وقال تحالف «اتحاد» في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن مثل هذه الحركات ستؤدي إلى أن «تفقد البلاد ميزة الاستقرار السياسي والاجتماعي، وإلى تناحر فئات المجتمع وانقسامه إلى جماعات تتطاحن في ما بينها، وكذلك إلى خلق فوضى هدامة وليست بخلاقة». وأعرب التحالف عن استنكاره ورفضه لـ«كل محاولات من شأنها القفز على تلك الشرعية والالتفاف حولها، تحت دعاوى عديدة وبأسباب مختلفة». وأكد «حرية الترشح لانتخابات الرئاسة وفق ما أشار إليه الدستور في تعديله الأخير للمادة 76». وقال عبد المنعم الأعصر، رئيس حزب الخضر المعارض، لـ«الشرق الأوسط» إن تيارات كثيرة في المجال السياسي أصبحت تهاجم الشرعية الدستورية، «ونخشى أن تتسبب هذه التيارات في إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي المصري». وأضاف الأعصر، الذي يشغل عضوية مجلس الشورى: «نحن، أحزاب المعارضة، جزء من النظام السياسي، ونحن حراس الشرعية الدستورية.. وبالنسبة لما يثار حول التوريث فنحن نرفض المبدأ، لأن نظام مصر جمهوري ومن حق كل مواطن أن يرشح نفسه بالضوابط الموجودة في الدستور.. ومن حق أعضاء الهيئات العليا للأحزاب الشرعية التقدم لمنصب رئيس الجمهورية.. نحن نريد أن تكون الرؤية أمامنا واضحة: هل مبارك هو من سيترشح في انتخابات 2011، أم جمال مبارك. وحين تتضح الرؤية سيكون لنا موقف». وقال حسن ترك، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض: «الحركات الموجودة في الشارع المصري، ومنها حركة جماعة (الإخوان)، كلها غير مرخصة، وتعمل بشكل غير شرعي.. وما يرددونه عن توريث الحكم لجمال مبارك، فإنني أقول إنه لا يوجد شيء في مصر اسمه توريث. البعض يريد إحداث بلبلة في البلاد بترديد كلمة توريث». وأضاف: «نحن كأحزاب معارضة سنخوض الانتخابات الرئاسية القادمة مهما كان المرشح الذي أمامنا حتى لو كان جمال مبارك، في حال اختيار الهيئة العليا للحزب الحاكم له. سنرشح نوابا لنا للبرلمان في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) القادمين، حتى تتحقق لنا النسبة المطلوبة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بمرشح للرئاسة». والأحزاب المشاركة في تحالف «اتحاد» هي: الخضر المصري، والجيل الديمقراطي، والمحافظين، ومصر العربي الاشتراكي، والاتحاد الديمقراطي، والأحرار، والشعب الديمقراطي، والسلام الديمقراطي، والأمة، والوفاق القومي، وشباب مصر، والجمهوري الحر. ويبلغ عدد الأحزاب المصرية نحو 26 حزبا. وتوجد تكتلات حزبية أخرى تدعو لإلغاء حالة الطوارئ ووضع ضمانات لنزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ومن المقرر أن يعقد الحزب الحاكم مؤتمره السنوي السادس تحت شعار «من أجلك أنت» غدا بحضور نحو 6 آلاف من قياداته بالمحافظات المصرية. وقال متحدث باسم الحزب إن هذا المؤتمر غير مختص بتسمية مرشحه للرئاسة وإن تسمية مرشح بعينه للانتخابات التي ستجرى بعد عامين من الآن أمر سابق لأوانه.