مصادمات طائفية في المنيا بصعيد مصر

بسبب إشاعة عن توسيع كنيسة

TT

اندلعت مصادمات بين المسلمين والمسيحيين، أمس، في مركز دير مواس بمحافظة المنيا (300 كيلومتر جنوب القاهرة) على خلفية ترميم كنيسة مارجرجس النزلة». فقد تجمع عدد من المسلمين من سكان المركز وهدموا سقالة كانت تستخدم في ترميم الكنيسة لاعتقادهم بأن الكنيسة توسع مبانيها أو تشيد مباني إضافية.

وقال القس صرابون، راعي الكنيسة لـ«الشرق الأوسط»: «أخذنا تصريحا من كل الجهات المعنية بدءا من الأمن والمحافظة لترميم وإعادة بناء منارة الكنيسة، ومنذ بداية العمل ونحن نتعرض كل يوم لمضايقات، كان آخرها تجمع عدد من المسلمين بسبب إشاعة عن توسيع للكنيسة». وقال شهود عيان إن المصادمات بدأت بالهجوم على منازل ومحال لأقباط، وتحطيم سيارتين، بالإضافة إلى عدد من المحال التجارية وإصابة سيدة قبطية. وقامت الشرطة باعتقال عدد من الجانبين. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال باللواء أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، أكثر من مرة، إلا أنه لم يجب على هاتفه الجوال، بينما رفض متحدث أمني التعليق على الواقعة قائلا: «لا معلومات لدينا حول الأمر».

وكان التقرير السنوي لحالة الحريات الدينية في العالم، الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية، أشار إلى تراجع سجل الحكومة المصرية في احترامها لحرية الأديان والعقائد خلال العام الماضي، بينما أشاد التقرير من ناحية أخرى بما تقوم به الحكومة المصرية من جهود للمصالحة والتهدئة عقب وقوع مصادمات طائفية بين المسلمين والمسيحيين، منتقدا، في الوقت ذاته، «عدم الحسم» في معالجة هذه المصادمات قانونيا وجنائيا بما يسمح بوجود مناخ يؤدي إلى تكرار المزيد من هذه الهجمات ضد غير المسلمين، على حد قول التقرير.

وشهدت محافظة المنيا في صعيد مصر عدة حوادث طائفية منذ مايو (أيار) 2008، كان أشهرها حادث دير أبو فانا، الذي راح ضحيته شاب مسلم بسبب النزاع بين الدير ومجموعة من البدو على السيطرة على أراض مملوكة للدولة. يأتي ذلك، في ما تبذل السلطات في محافظة أسيوط (400 كيلومتر جنوب القاهرة) جهودا مكثفة لاحتواء أزمة طائفية عنيفة في مدينة ديروط، استمرت على مدى خمسة أيام بعد مقتل قبطي على يد مسلمين، بسبب علاقة غير شرعية جمعت ابن القتيل القبطي، بفتاة مسلمة، قام بتصويرها في أوضاع مخلة ووزع الصور على أسطوانات مدمجة، مما أثار أقارب الفتاة فتربصوا بوالد الشاب وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص أرداه قتيلا.

وأعقب مقتل والد الشاب القبطي مصادمات طائفية شملت إحراق عدد من واجهات الكنائس وإلقاء الطوب والحجارة على منازل ومتاجر المسيحيين في المدينة، وهو ما دفع الشرطة إلى تعزيز وجودها في المدينة، واعتقال 19 شخصا من الطرفين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.