الأمم المتحدة: مقتل 6 وإصابة 9 موظفين بهجوم في كابل

انفجارات تهز فندق سيرينا قرب قصر الرئاسة * طالبان: الهجمات تهدف إلى عرقلة الانتخابات

TT

قتل ستة أجانب من موظفي الأمم المتحدة عندما هاجم متشددو حركة طالبان استراحة للمنظمة الدولية في كابل أمس في حين أطلقت صواريخ على فندق مملوك لأجانب في العاصمة الأفغانية مما دفع مائة نزيل إلى دخول ملجأ تحت الأرض. وكانت حركة طالبان توعدت بشن هجمات قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية المقررة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) وسيثير هجوما الأمس المنسقان على الأرجح تساؤلات بشأن الإجراءات الأمنية قبل الانتخابات. ووصف الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي يخوض جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أمام وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله الهجومين بأنهما وحشيين. ووقع الهجومان في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما ما إذا كان سيرسل قوات إضافية إلى أفغانستان. وقال أدريان ادواردز المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن الهجوم على استراحة المنظمة الدولية، العدد الآن هو ستة قتلى وكلهم من موظفي الأمم المتحدة, مضيفا أن تسعة على الأقل أصيبوا في الهجوم. ولم تتضح جنسيات القتلى بعد. وذكر قصر الرئاسة الأفغاني في بيان أن عددا من المدنيين الأفغان ورجال الشرطة قتلوا أيضا في الهجوم. وأفادت الشرطة بأن مدنيا أفغانيا واحدا على الأقل وثلاثة من قوات الأمن قتلوا. وذكرت الشرطة أن قوات أفغانية تبادلت إطلاق النيران لساعات مع المتشددين المتحصنين بالداخل.

وتشير تقارير إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون زي رجال شرطة لتأمين دخولهم الاستراحة. وفي وقت لاحق كان بالإمكان رؤية جثث داخل المجمع لثلاثة ممن يشتبه أنهم مهاجمون انتحاريون وقد تمزقت على ما يبدو عندما فجروا المتفجرات التي كانت بحوزتهم. وأبلغ شرطي في الموقع «رويترز» نعتقد بأنهم متشددون باكستانيون. وشاهد مراسل «رويترز» عند الاستراحة جثة متفحمة وهي تنقل خارج المبنى بعد توقف إطلاق النيران. وقال مسؤولون إن إحدى الضيوف بالاستراحة ما زالت مفقودة وعملية بحث جارية داخل المبنى الذي تغطيه آثار أعيرة نارية والذي لحقت به أضرار بالغة، كما تهشمت نوافذه. وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية بأن انفجارات هزت أيضا فندق سيرينا المملوك لأجانب قرب قصر الرئاسة. وأبلغ أجنبي مقيم في الفندق «رويترز» بأن أكثر من مائة شخص هرعوا إلى مخبأ تحت الأرض بعد الانفجارات ولكنه لم يشاهد قتلى أو جرحى كما لم يكن هناك تصاعد دخان من المبنى الذي هوجم أيضا في يناير (كانون الثاني) عام 2008 عندما سقط ستة قتلى. وأغلقت قوات الأمن المنطقة بأكملها عند فندق سيرينا. وأغلقت كل الشوارع المؤدية إلى مبان حكومية رئيسية ودوت أصوات صافرات الإنذار في شتى أنحاء وسط العاصمة.

من جهة أخرى أعلنت الشرطة الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية أنها تواجه صباح أمس «مجموعة من الإرهابيين» الذين لجأوا إلى شقة في وسط العاصمة كابل. وقال شرطي قريب من مكان المواجهة «إنها مجموعة من الإرهابيين. وقد فجر أحدهم نفسه». وأضاف أن الإرهابيين الآخرين قد لجأوا إلى شقة وقاوموا الشرطة. وأوضح الشرطي «لا نعرف عددهم». وذكر أن المواجهة تدور قرب مبنى لوزارة المرأة الأفغانية. وتعقدت جهود إرساء الاستقرار في أفغانستان جراء أسابيع من التوتر السياسي بسبب انتخابات الرئاسة التي جرت في أغسطس (آب) وشابها تلاعب لصالح الرئيس الأفغاني كرزاي، مما أدى إلى إعلان إجراء جولة إعادة. وتصاعدت أعمال العنف في أفغانستان قبل جولة الإعادة. وقالت قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي إن ثمانية جنود أميركيين قتلوا في جنوب أفغانستان أول من أمس في أدمى شهر بالنسبة للقوات الأميركية منذ بدء الحرب قبل ثماني سنوات. ويمثل الجنود الأميركيون الآن ثلثي قوات التحالف وقوامها مائة ألف جندي ويدرس أوباما مقترحات بإرسال 40 ألف جندي إضافي أو عدد أقل من ذلك بكثير. إلى ذلك قال كاي ايدي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان للصحافيين في كابل أمس إن الهجوم الذي استهدف استراحة للمنظمة الدولية في العاصمة الأفغانية لن «يردعها» وتعهد بأن تظل المنظمة على التزامها بمساعدة الشعب الأفغاني. وأسفر الهجوم الذي استهدف استراحة خاصة تستخدمها الأمم المتحدة وسط كابل أمس عن مقتل 12 شخصا، بينهم ستة من موظفي المنظمة الدولية، أحدهم أميركي. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الانفجار الذي أسفر أيضا عن إصابة عدد لم يحدد بعد. وقال إيدي «لن يردع هذا الهجوم الأمم المتحدة عن مواصلة كافة أنشطتها لإعادة إعمار الدولة التي مزقتها الحروب، وبناء مستقبل أفضل للأفغان». وأضاف «سنظل على التزامنا تجاه الشعب الأفغاني.. نعيد النظر بالطبع في إجراءاتنا الأمنية بشكل منتظم على ضوء الوضع الأمني». وكانت طالبان هددت مطلع الأسبوع الجاري بأنها ستستهدف الأفغان والأجانب المشاركين والعاملين في الإعداد لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من نوفمبر المقبل. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الجماعة، إن هجوم اليوم يمثل بداية لتنفيذ تلك الخطة. كما حذر مسلحو طالبان الناخبين الأفغان من الاقتراب من مراكز الاقتراع في جولة الإعادة وإلا تعرضوا لأعمال عنف. وقتل العشرات، وبينهم مدنيون، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس الماضي. إلى ذلك ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أمس أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان تقضي بإرسال قوات إضافية إلى المناطق المأهولة، معتبرة أن هذا يعني اعترافا ضمنيا بأنه لا يمكن القضاء على التمرد في جميع أنحاء البلاد. ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى لم تحدده قوله «لم نعد نفكر بمجرد تدمير العدو بطريقة تقليدية»، موضحا أن لب اقتراح الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الحليفة في أفغانستان سيعتمد. وتقضي هذه الاستراتيجية الجديدة بان تتركز القوات الأميركية في حوالي عشر مناطق أو «أقطاب» تتسم باكتظاظ سكاني، بينما تقوم طائرات من دون طيار ومخبرون محليون بتوجيه الهجمات الأميركية على متمردي طالبان. وأكد هذا الضابط أن الجنرال ماكريستال يريد تعريفا واسعا قدر الإمكان «للأقطاب السكانية» ليتمكن من إدراج السهول الخصبة ومناطق النشاط الاقتصادي ومحاور الطرق الكبرى فيها. وقال الضابط نفسه إن الجنرال ماكريستال سيرسل أول لواءين قتاليين إلى الجنوب واحد منهما إلى قندهار، بينما سيتوجه لواء ثالث شرقا وسيقوم لواء رابع بالتجول في البلاد. ويضم اللواء فـــي الجيش الأميركي حوالي 4500 رجل.