البيت الأبيض يكشف قائمة زائريه خلال الستة أشهر الأولى لرئاسة أوباما

تضمنت أسماء نجوم في هوليوود.. وأخرى تحمل الكثير من الالتباس

TT

التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما داخل البيت الأبيض على نحو متكرر خلال الشهور الستة الأولى له في الرئاسة، قيادات عمالية وأعضاء بمجلس الشيوخ وأعضاء جماعات ضغط ومسؤولين تنفيذيين بشركات تجارية ونشطاء ليبراليين، وذلك في إطار مساعيه لإنعاش الاقتصاد المتداعي، بحسب معلومات تم الكشف عنها أول أمس.

وفي منتصف فبراير (شباط)، عندما وقع أوباما على مشروع القانون الخاص بإجراءات التحفيز الاقتصادي، التقى عدة مرات مع آندي ستيرن، أحد الزعامات العمالية. وخلال الفترة ذاتها تقريبا، التقى الرئيس مرتين بجامي ديمون، رئيس مصرف «جي بي مورغان تشيس». في 26 مايو (أيار)، كانت كيم غاندي، رئيسة «المنظمة الوطنية للنساء»، بين الحضور لدى إعلان أوباما ترشيح سونيا سوتومايور لعضوية المحكمة الأميركية العليا. الملاحظ أن البعض، مثل ستيرن وغاندي والسيناتور السابق توماس إيه. داشل، زاروا البيت الأبيض ما يصل إلى 12 مرة أو يزيد. في المقابل، هناك آخرون، مثل الممول الليبرالي وأحد المتبرعين البارزين لصالح الحزب الديمقراطي، جورج سوروس، لم تتجاوز زياراته للبيت الأبيض طيلة الشهور الستة المرتين. واللافت أيضا أن قائمة زائري البيت الأبيض ضمت عددا من نجوم هوليوود. وجاءت هذه المعلومات حول زائري البيت الأبيض في عهد إدارة أوباما عبر بيانات من سجل زائري البيت الأبيض نشرتها الإدارة على موقعها على شبكة الانترنت. يذكر أن أوباما يعد أول رئيس أميركي يصرح بالكشف عن محتويات سجل الزائرين، الذي عادة ما كان يحاط بسرية وتكتم شديدين. ويمثل الكشف عن جزء من بيانات السجل، المحاولة الأولى من نوعها من جانب مسؤولي الإدارة لتنفيذ التوجيه الصادر من أوباما بهذا الشأن. وينبغي الإشارة إلى أن القائمة المعلنة التي تغطي الشهور الستة الأولى من رئاسة أوباما بعيدة تماما عن كونها سجلا شاملا لمن التقى بالرئيس وكبار أعضاء إدارته. فقد أشار مسؤولون بالإدارة إلى أن السجلات التي كشف النقاب عنها تخص الزائرين الذين جرى التقدم بطلب يتعلق بهم على وجه الخصوص عبر موقع البيت الأبيض الرسمي على شبكة الانترنت منذ الشهر الماضي. والمثير أن نتائج الكشف عن المعلومات حملت في بعض جوانبها طابعا فكاهيا، حيث أجبرت الأسماء التي جاءت متشابهة مع شخصيات أخرى شهيرة أو مقيتة مسؤولي الإدارة على المسارعة إلى تصحيح معلومات المراسلين الصحافيين في هذا الصدد. من بين التساؤلات التي طرحها المراسلون: هل زار كل من الراديكالي الشهير خلال عقد الستينات، ويليام أيرز، والمبجل جيرمياه رايت والمخرج مايكل مور البيت الأبيض في عهد أوباما؟ وسارع مسؤولو الإدارة بالتأكيد على أن الأسماء الواردة بالسجلات التي تم الكشف عنها لا تخص أيا من ويليام أيرز أو جيرمياه رايت أو مايكل مور المعروفين الذين وردوا إلى الأذهان فور قراءة الأسماء. إلا أنهم لم يكشفوا مزيدا من المعلومات عن هوية الزائرين الحقيقيين. من جهة أخرى، أكد المسؤولون أن أوبرا الوارد اسمها بسجلات الزيارة هي نفسها اوبرا وينفري الشهيرة، وسيرينا الوارد اسمها أيضا هي سيرينا ويليامز لاعبة التنس المعروفة. وقال نورم إيزن، المستشار الخاص للرئيس لشؤون الأخلاق والإصلاح الحكومي، في تعليق نشره على مدونة البيت البيض: «شهد اليوم حدثا تاريخيا على صعيد الشفافية الحكومية». في المقابل، أعربت آن ويزمان، المستشارة لدى «مركز المسؤولية والأخلاق» في واشنطن، عن اعتقادها بأن المعلومات التي كشف عنها «غير ذات قيمة»، لكنها شكرت إدارة أوباما لاستجابتها للطلبات المقدمة إليها في هذا الشأن، الأمر الذي تحقق بعد التعرض لضغوط من جانب منظمات صحافية ومجموعات معنية بمراقبة أداء الحكومة. ويأتي على رأس القائمة، من حيث عدد الزيارات، ستيرن، رئيس «الاتحاد الدولة لخدمة الموظفين»، الذي انتقل من ضاحية «دوبونت سيركل» 19 مرة على الأقل، بينها خمس مرات للمشاركة في لقاءات مع الرئيس. وتكشف السجلات أن ستيرن وصل الساعة 11.34 مساء في 18 فبراير (شباط) لحضور اجتماع مع أوباما في «الغرفة الزرقاء». وفي اليوم التالي، عاود الحضور إلى البيت الأبيض للقاء رئيس فريق العاملين في البيت الأبيض، رام إيمانويل. وبعد أربعة أيام، عاد مجددا إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع آخر مع الرئيس في «الغرفة الشرقية»، طبقا لما توضحه السجلات. في 13 يونيو (حزيران)، فاز ستيرن بتصريح للقيام بجولة داخل البيت الأبيض. وقالت ميشيل رينغيت، المتحدثة الرسمية باسم ستيرن: «نخرج الآن من حقبة استمرت لثماني سنوات كانت آراء العمال لا تجد من يعبأ بها». وأضافت أن الزيارات المتكررة «تشير إلى أن البيت الأبيض مهتم بصدق بالإنصات إلى العمال». بيد أنه حتى الآن، لم تتضح معالم نتائج زيارات ستيرن المتكررة إلى البيت الأبيض. يذكر أن عضوية الاتحاد الذي يترأسه تعززت نتيجة قرار ضم خطة التأمين الخاضع للإدارة الحكومية إلى تشريع إصلاح نظام الرعاية الصحية. إلا أن الاتحاد أصيب بخيبة الأمل جراء عدم إبداء البيت الأبيض حماسا إزاء الضغط لتمرير مشروع قانون ييسر على العمال تكوين نقابات. في الواقع، ربما تكمن الإثارة الكبرى فيما يخص قائمة زائري البيت الأبيض ما لا تذكره من معلومات، ذلك أن المراسلين الصحافيين والمواطنين العاديين لم يطرح أي منهم أسئلة حول زيارات القيادات السياسية أو الشخصيات البارزة الأخرى للبيت الأبيض. إلا أن المعلومات المتوافرة حاليا تسلط الضوء على مزيج المناسبات العامة واللقاءات الخاصة التي تقوم عليها نشاطات البيت الأبيض اليومية. يذكر أن ريتشارد تروكما، رئيس «الاتحاد الأميركي للعمال ـ مؤتمر المنظمات الصناعية» (AFL-CIO)، زار البيت الأبيض ست مرات على الأقل، وعقد لقاء مع أوباما في «غرفة روزفلت» في 6 فبراير (شباط)، في الوقت الذي كان الكونغرس يتناقش حول مشروع قانون التحفيز الاقتصادي. أما سوروس، فزار البيت الأبيض مرتين على الأقل، منهما زيارة في 25 فبراير (شباط) التقى خلالها ديفيد ليبتون، وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية. إضافة إلى ذلك، التقى كل من توني وهيزر بودستا، الزوجين البارزين بمجال جهود الضغط والمعروف عنهما صلتها الوثيقة بأسرة أوباما، مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض عدة مرات. زار توني بودستا البيت الأبيض أربع مرات على الأقل، بينما بلغ عدد زيارات زوجته، هيزر، ثلاثة. ومن بين الزائرين أيضا الممثلان دينزل واشنطن وجورج كلوني، وكذلك المبجل آل شاربتون. وزار آل غور، نائب الرئيس السابق، البيت الأبيض أربع مرات. كذلك زار جون بودستا، الذي ترأس فريق العمل الانتقالي المعاون لأوباما ويترأس حاليا «مركز التقدم الأميركي» (سنتر فور أمريكان بروغريس)، وهو منظمة فكرية ليبرالية، البيت الأبيض 12 مرة على الأقل بين فبراير (شباط) ويوليو (تموز). وقد التقى أوباما داخل المكتب البيضاوي في 2 فبراير (شباط)، أي بعد قرابة أسبوعين من تنصيبه رئيسا، وحضر اجتماعات أخرى مع عدد من كبار مساعدي الرئيس.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»