في جنازة عسكرية مهيبة، شُيع أمس جثمان أمين هويدي وزير الحربية (الدفاع حاليا)، رئيس المخابرات المصرية الأسبق، من مسجد آل رشدان للقوات المسلحة بمدينة نصر (شرق القاهرة)، بحضور المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة وعدد من كبار قادة القوات المسلحة.
توفي هويدي صباح أمس عن عمر ناهز 88 عاما، في مستشفى وادي النيل التابع للمخابرات العامة، حيث قضى بها نحو الشهرين للعلاج قبل وفاته.
وولد هويدي عام 1921 وتخرج في الكلية الحربية وانضم لتنظيم الضباط الأحرار وشارك في ثورة يوليو (تموز) 1952، وتدرج في المناصب العسكرية داخل الجيش المصري، وعمل أيضا مدرسا في الكلية الحربية وأستاذا في كلية الأركان، ورئيسا لقسم الخطط في العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة، ووضع خطة الدفاع عن القاهرة ومدينة بورسعيد، خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
واقترب هويدي من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حيث عمل لفترة مستشاره للشؤون السياسية، كما كلفه عبد الناصر بعدد من المهام الخاصة مثل اعتقال المشير عبد الحكيم عامر وزير دفاع مصر خلال نكسة يونيو (حزيران) 1967، والتحفظ عليه في منزله. وعمل هويدي لفترة في السلك الدبلوماسي سفيرا لمصر في المغرب والعراق، كما تولى عدة مناصب وزارية منها وزير الإرشاد القومي (الإعلام)، ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء، ثم وزيرا للحربية ورئيسا للمخابرات العامة، ليصبح أول وآخر شخص يجمع بين المنصبين في وقت واحد، واستقال من جميع مناصبه بعد وفاة عبد الناصر وتولي الرئيس الراحل أنور السادات الحكم. ولهويدي دور كبير في إعادة ترتيب وتنظيم المخابرات المصرية بعد نكسة يونيو (حزيران) 1967، ومن أهم العمليات المخابراتية التي تمت خلال رئاسته للجهاز ضرب الحفار الإسرائيلي في ساحل العاج وضرب وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، وضرب ميناء إيلات الحربي.
وبعد وفاة عبد الناصر، اعتقل هويدي في أحداث 15 مايو (أيار) 1971 في القضية التي عرفت باسم «مراكز القوى» في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحوكم بتهمة الخيانة العظمى، وقضى في المعتقل ثمانية أشهر قبل الإفراج عنه ليعمل بعد ذلك في تأليف الكتب العسكرية والكتابة الصحافية. ولهويدي 25 مؤلفا مهما باللغة العربية والإنجليزية منها «كيف يفكر زعماء الصهيونية»، و«الفرص الضائعة»، و«50 عاما من العواصف»، و«ما رأيته قلته»، و«حرب 1967: أسرار وخبايا»، كما كان يكتب مقالات أسبوعية في عدد من الصحف المصرية والعربية.