أفغانستان: إعلان فوز كرزاي بانتخابات الرئاسة

الأمم المتحدة: الانتخابات الأفغانية صعبة جدا

افغانيات يوزعن الحلوى احتفالا بإعلان فوز الرئيس حميد كرزاي بانتخابات الرئاسة أمس(أ.ب)
TT

أعلنت اللجنة الانتخابية بأفغانستان أمس فوز الرئيس حامد كرزاي بالانتخابات بعد إلغاء جولة إعادة مقررة عقب انسحاب منافسه عبد الله عبد الله. وقال رئيس اللجنة عزيز الله لودين في مؤتمر صحافي: « تعلن لجنة الانتخابات المستقلة حميد كرزاي رئيسا لأنه كان الفائز بالجولة الأولى والمرشح الوحيد في الجولة الثانية. ويأتي هذا القرار بعد نحو 24 ساعة على إعلان وزير الخارجية الأفغاني السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية في أفغانستان، عبد الله عبد الله، أنه لا ينوي المشاركة في انتخابات الإعادة، المقررة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بحجة «استحالة شفافيتها» حسب وصفه. وقال عبد الله، الذي بدا منافساً قوياً للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي شابتها عمليات تزوير واسعة، إنه طالب بإقالة كبار المسؤولين في لجنة الانتخابات. وأوضح عبد الله أن التوصل إلى انتخابات تتمتع بالنزاهة والشفافية يُعد أمرا مستحيلا، وبالتالي فإنه لن يشارك بانتخابات ضد الرئيس كرزاي، الذي تقدم عليه في الانتخابات السابقة، والتي ثبت وقوع حالات تزوير فيها. وكان عبد الله حصل على 30.59 في المائة من الأصوات خلال الجولة الأولى من الاقتراع في 20 أغسطس (آب) الماضي، بينما حصل كرزاي على أكثر من 50 في المائة من الأصوات حسب النتائج التي أعلنت في مرحلة سابقة، مما كان كفيلا بحصوله على منصب الرئاسة. لكن كرزاي وافق على إجراء جولة ثانية من الاقتراع بعد أن ألغت لجنة التحقيق في نتائج الانتخابات أكثر من مليون صوت بتهمة التزوير. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، صرحت في وقت سابق بأن عدم مشاركة عبد الله في الانتخابات لن يفقدها شرعيتها، بينما تفيد مواد بالدستور الأفغاني بأنه لا يجوز أن يتولى رئيس البلاد بالتزكية، أي أنه لا بد من تحقيق الفوز على منافس حتى ينال الشرعية الدستورية. إلى ذلك قال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس إن انتخابات الرئاسة الأفغانية المتنازع عليها هي من أصعب الانتخابات التي دعمتها المنظمة الدولية. وقال بان للصحافيين في زيارة مفاجئة لكابل نحن مستمرون في الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني في سعيه للرخاء والسلام. وكانت زيارة بان كي مون تستهدف في الأصل إظهار التضامن مع موظفي المنظمة الدولية عقب هجوم الأسبوع الماضي الذي شنه مسلحو حركة طالبان وأودى بحياة خمسة من موظفي الأمم المتحدة وحارسين أفغانيين. وأعلن بان كي مون أمس أن الأمم المتحدة «ستحترم وتدعم» أي قرار تصدره اللجنة الانتخابية المستقلة بخصوص تنظيم الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية أو لا. وترافقت الزيارة المفاجئة لبان كي مون بدفع دبلوماسي يرمي إلى عدم إجراء دورة ثانية بمرشح واحد في 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، بالرغم من إصرار بعض المسؤولين على أن أوان وقف العملية فات. والتقى بان كي مون كرزاي وعبد الله ليبدي تضامنه مع موظفي الأمم المتحدة بعد هجوم انتحاري دام تبنته طالبان على منزل ضيافة للمنظمة، بحسب بيان. وقال البيان إن الأمين العام بان كي مون وصل إلى البلاد للتعبير عن تضامنه مع الرجال والنساء في الأمم المتحدة على اثر الأحداث المأساوية التي وقعت الأسبوع الفائت». وفيما لم تقدم تفاصيل حول فحوى محادثات بان والرجلين، أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه «من الصعب رؤية» كيف ستتمكن أفغانستان من تنظيم انتخابات في غضون خمسة أيام فحسب بمرشح واحد.

وكان كرزاي أعلن انه «مضطر لاحترام» أي قرار تصدره السلطات الانتخابية أو القضائية. ووافق كرزاي على خوض دورة ثانية بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة، حيث كان مصرا على المبالغة في تقييم عمليات التزوير في الدورة الأولى. وطلب عبد الله من كرزاي في أعقاب عمليات التزوير في استحقاق 20 أغسطس إقالة رئيس اللجنة الانتخابية عزيز الله لودين وتعليق مهام ثلاثة وزراء خاضوا حملة لصالحه. وتراجعت نسبة الأصوات التي حصل عليها كرزاي في الدورة الأولى إلى 67،49% بعد إلغاء ربع الأصوات اثر شكوك في تزويرها. أما عبد الله فنال حوالي 30%.