أبلغ زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش، المحكمة الدولية في لاهاي، انه سيكون حاضرا في الجلسة المقررة اليوم، لمواجهة اتهامات تتعلق بجرائم حرب وقعت اثناء الحرب التي عرفتها يوغسلافيا السابقة في فترة التسعينات، وقال ماركو سلادوفيتش احد مستشاري الزعيم السابق لصرب البوسنة ان الاخير بعث برسالة الى المحكمة حول هذا الصدد، واضاف في تصريحات لوكالة الانباء الهولندية أمس ان كراديتش اكد للمحكمة الدولية حضوره جلسة اليوم وانه سيطالب من جديد بمزيد من الوقت لاعداد دفاعه عن نفسه وقال كراديتش من خلال الرسالة «اتمنى ان تجد المحكمة حلا لهذا الامر بحيث يضمن ذلك ليس فقط محاكمة عامرة وطويلة بل ايضا محاكمة عادلة. وكان كراديتش قد تخلف عن الجلسات التي انطلقت الاسبوع الماضي وأكدت المحكمة الدولية في لاهاي لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، على ضرورة مثول الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش امام المحكمة. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قال المحامي والديميروف والينغ وهو خبير قضائي وكان ضمن فريق الدفاع عن الرئيس اليوغسلافي الاسبق ميلودان ميلسوفيتش «ان المحكمة عندما انعقدت الاسبوع الماضي كانت بغرض قراءة نص قانوني متعارف عليه من جانب رئيس الجلسة لاطلاع المشتبه به على حقوقه القانونية والية عمل المحكمة، دون الدخول في تفاصيل، ولكن كراديتش لم يحضر، بالرغم من انه اخبر المحكمة برغبته في الحضور والدفاع بنفسه عن نفسه، وعلينا الانتظار حتى جلسة اليوم لنرى ماذا ستقرر المحكمة وماذا سيقول كراديتش للمحكمة، وانا من وجهة نظري جلسات الاسبوع الماضي لم تكن على درجة كبيرة من الاهمية والاهم الجلسات التي ستبدأ في المرحلة القادمة ابتداء من الاسبوع الحالي.
وخلال الجلسات التي انعقدت الاسبوع الماضي وخارج مبنى المحكمة كان هناك ما يقرب من مائتي شخص من اقارب ضحايا الجرائم التي ارتكبت في منتصف التسعينات ابان الحرب في يوغسلافيا السابقة، وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قالت ادميرا تازليتش من اقارب الضحايا«لقد جئنا الى هنا في حافلات وقطعنا اكثر من الفي كيلومتر لكي نرى كراديتش يمثل امام العدالة الدولية، ولدينا شعور مختلط الاول الفرحة لمحاكمته والشعور الثاني هو الغضب لعدم حضوره الجلسات وهو الذي مارس اعمال قتل وتشريد ضد البوسنيين، ويبدو انه اراد امام الجميع ان يظهر انه ما زال لديه شيء من القوة. وظل كراديتش متواريا لمدة تزيد على 13 عاما بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الدولية الى ان تم القاء القبض عليه العام الماضي, واحضاره الى لاهاي للمثول امام المحكمة. وكانت المحكمة قد اجلت جلساتها اكثر من مرة بناء على طلب المتهم لكنها رفضت طلبه للمرة الثالثة بمنحه مهلة 10 اشهر لإعداد مرافعته وسبق ان جرى ابلاغ الزعيم الصربي السابق كراديتش رسميا، أنه فقد حصانته، خاصة انه منذ أن ألقي القبض عليه في يوليو(تموز) من العام الماضي، ظل يردد أمام محكمة لاهاي أنه يتمتع بالحصانة، بناء على اتفاق وقعه مع الموفد الأميركي السابق ريتشارد هولبروك، وهو ما نفاه هولبورك جملة وتفصيلا.