الخارجية الأميركية: إيران على حافة إضاعة الفرصة

واشنطن تشدد على أهمية قبول إيران العرض النووي وسط تساؤلات حول تصريحات مسؤوليها

TT

تلتزم الإدارة الأميركية بسياسة الحذر في التعامل مع آخر التطورات في الملف النووي الإيراني، مركزة على ضرورة خوض طريق الدبلوماسية ولكن مع التذكير المتواصل بأن عملية الحوار الحالية «ليست من دون نهاية» كما تردد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الحديث عن إيران. وبينما أعلنت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا موافقتها على عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنقل نحو 70 في المائة من اليورانيوم القليل التخصيب من إيران إلى الخارج بحلول العام الجاري لمعالجته خارج إيران، لم يكن الرد الإيراني الرسمي واضحا على العرض. ومع تصريحات المندوب الإيراني للوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية أمس، بأن إيران تريد حرية شراء الوقود النووي لمفاعلها النووي من أي مزود دولي، أثيرت مخاوف من تعثر العملية مجدداً.

وحذر مسؤول أميركي أمس من أن «إيران على حافة إضاعة الفرصة» للتوصل إلى حل مرض لجميع الأطراف، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وافقوا بإيجابية على مسودة مقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناء على الأسس التي وافقت عليها إيران في جنيف». ولكن هناك تساؤلات حول إذا كانت إيران حقاً قد وافقت على تلك المبادئ التي نوقشت في اجتماع الدول الست الكبرى مع إيران في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولفت الخبير في شؤون الشرق الأوسط من «مؤسسة أميركا الجديدة» فلينت ليفرت إلى أن «الإدارة الأميركية قد بالغت في الحديث عن الموافقة الإيرانية، إذ لم يكن هناك إجماع إيراني داخلي على هذا العرض». والتزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصمت أمس حيال التصريحات الإيرانية، خشية من تعقيد الموقف الحساس وتقدم الاتفاق مع الإيرانيين. وقال ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي: «لن نعلق على هذه القضية حالياً، نرى الكثير من التصريحات الإعلامية ولكن ليس لدينا تعليق عليها». وأضاف الناطق أن التركيز في الوقت الراهن هو على جهود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي لم يدل بتعليق مباشر على التصريحات الإيرانية. وشدد المسؤول من الخارجية الأميركية على أن «الاتفاق جيد ومتوازن ويعالج احتياجات جميع الأطراف وسنبقى مستعدين للمضي قدما مع التطبيق العاجل، جميع الأطراف ما عدا إيران وافقوا على مسودة الاتفاقية ومثل ما قال الدكتور البرادعي، حان الوقت لتفعل إيران ذلك أيضا». وأضاف المسؤول: «علينا أن نكون واضحين، مقترح الوكالة الدولية جاء رداً على طلب إيراني للوقود لمفاعل البحوث في طهران، وقود يلبي حاجة إنسانية طارئة في إيران، وفي الوقت نفسه إزالة قسم مهم من اليورانيوم القليل التخصيب الإيراني ستكون خطوة مهمة في بناء الثقة بإيران، خطوة إيرانية تبدأ بإظهار نيتها السلمية مما سيخلق فرصة للمزيد من التقدم الدبلوماسي»، معتبراً أن «هذه لحظة جوهرية وإيران على حافة إضاعة الفرصة».

واعتبر ليفرت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مسؤولين في الإدارة الأميركية مثل دينيس روس سيستغلون هذه التصريحات الإيرانية الأخيرة للقول إن إيران ليست جادة في التفاوض»، موضحاً: «بعض المسؤولين يستخدمون الدبلوماسية فقط للقول إنها لم تنجح والنظر إلى إمكانية الخيار العسكري». ولكن نبه ليفرت إلى أن «إيران لم تتخل عن الاتفاق، فهي أساسا لم توافق عليه بشكل كامل والآن تفاوض على الاتفاق». وأضاف: «إيران نفسها غير واثقة من أن الوقود التي تسمح به أن يخرج من بلادها سيعود إليها، وفي السابق فرنسا أخلت بوعدها لإيران مما يزيد من تعقيد الثقة الإيرانية بهذا العرض».

وكان الملف الإيراني على أجندة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وخاصة البرنامج النووي، في زيارتها للشرق الأوسط وجنوب آسيا. ولفتت صحيفة الـ«وول ستريت جورنال» إلى أن الحكومة الأميركية تنتظر ردا إيرانيا رسميا على اقتراح إرسال جزء من السائل النووي الإيراني إلى روسيا، مقابل إعادة جزء من السائل في صورة تناسب أبحاث إيران النووية الطبية. وقالت الجريدة: «تعتقد إدارة الرئيس أوباما أن هذه الصفقة يمكن أن تضمن أن إيران لن يكن عندها سائل نووي كاف لإنتاج قنبلة نووية في المستقبل القريب».