في ذكرى الاستيلاء على السفارة الأميركية بطهران: موسوي وكروبي يقودان مظاهرات جديدة

الحرس الثوري يهدد بقمعها.. طهران تحظر صحيفة إصلاحية.. وحديث عن إحباط محاولة لاغتيال مسؤول

TT

تستعد مجموعات من المعارضة الإيرانية للنزول غدا إلى الشارع مستغلة الذكرى الثلاثين للاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران، للضغط على النظام من أجل توسيع نطاق الحريات، وإنهاء سياسة قمع المعارضين وإطلاق السجناء السياسيين، بعد خمسة أشهر من إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. لكن قيادة الحرس الثوري حذرت بأنها سترد بقوة على أي استغلال للتجمعات المناهضة للولايات المتحدة في تنظيم مظاهرات جديدة.

وبدا مير حسين موسوي زعيم الإصلاحيين المعارض، كمن يحث مؤيديه على الخروج إلى الشوارع في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) حين تحل الذكرى الثلاثين لسيطرة طلبة على السفارة الأميركية في طهران.

ودعت العديد من المواقع الإصلاحية إلى تنظيم مظاهرات «سلمية» غدا، وأعلن بعضها أن العديد من زعماء المعارضة سيشاركون في هذا التحرك، وخصوصا المرشحين السابقين للرئاسة مير موسوي، ومهدي كروبي. ويعتبر يوم الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) رمزا للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة اللتين تخوضان حاليا مفاوضات دقيقة حول الملف النووي الإيراني. وتشكل هذه المظاهرة إحياء لذكرى استيلاء طلاب إسلاميين عام 1979 على السفارة الأميركية واحتجازهم دبلوماسيين أميركيين لمدة 444 يوما، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وحذر الحرس الثوري الإيراني الذي ساعد في إخماد الاحتجاجات التي تلت انتخابات يونيو (حزيران) الماضي المعارضة أمس من استغلال التجمعات المناهضة للولايات المتحدة في تنظيم مظاهرات جديدة. ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على مجمع السفارة في وسط طهران وتنظم فيها بانتظام معارض حول «الجرائم» الأميركية.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن الحرس الثوري ناشد الشعب الإيراني توخي الحذر إزاء «الفتن والمؤامرات المحتمل أن يقوم بها عملاء العدو وبعض العناصر المغيبة والضالة في الرابع من نوفمبر». ونقلت الوكالة عن بيان للحرس الثوري «لن تسمح الأمة الإيرانية لأي جماعة بأن تفرض نفسها، وأن تستخدم شعارات زائفة باعثة على الانقسامات يوم الأربعاء». ودعت مواقع لإصلاحيين على الإنترنت إلى التجمع أمام السفارة الروسية وليس الأميركية، احتجاجا فيما يبدو على اعتراف موسكو السريع بفوز أحمدي نجاد في الانتخابات. وذكر موقع «موجكامب» على الإنترنت أنه يجري توزيع علب حلوى في طهران ومدينة قم وعليها رسالة تقول «سنلتقي يوم 13 ابان» في إشارة إلى يوم الأربعاء.

وقال أحمد رضا رادان نائب قائد الشرطة «من يعتزمون عقد تجمعات غير مشروعة ومن يشجعون الناس.. على التجمهر سيتحملون عاقبة أفعالهم».

إلى ذلك حظرت هيئة إعلامية إيرانية أمس صحيفة «سرماية» الاقتصادية الرائدة التي تنتقد السياسات الاقتصادية لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن هيئة الرقابة على الصحف اتخذت القرار بسبب «تكرار انتهاكها لقانون الصحافة». وقالت الوكالة «استنادا إلى قرار مجلس هيئة الإشراف على الصحف تم إلغاء تصريح نشر مطبوعة سرماية اليومية». واعتقل سعيد ليلاظ رئيس تحرير سرماية والناقد البارز للحكومة، بعد فترة وجيزة من الانتخابات الإيرانية التي أثارت جدلا واسع النطاق في يونيو (حزيران) الماضي. من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية أمس نقلا عن بيان لوزارة الاستخبارات، أن إيران أفشلت محاولة لاغتيال مسؤول في الحكومة واعتقلت خمسة «إرهابيين»، مشيرة إلى ضلوع الولايات المتحدة فيها. وقال البيان إن «الإرهابيين كانوا يريدون بتعليمات من أجهزة الاستخبارات الأميركية.. اغتيال مسؤول في النظام للإيهام بأن البلاد غير مستقرة أمنيا». وأضاف البيان أن «الإرهابيين خططوا لاغتيال أحد أعضاء الحكومة» مرتين، وأن المحاولة الثانية تمت قبل أيام مع اقتراب ذكرى احتجاز رهائن في السفارة الأميركية. وقال المصدر نفسه إن «خمسة إرهابيين اعتقلوا وضبطت أسلحة». ولم يكشف البيان هوية الشخصية المستهدفة ولا هوية «الإرهابيين».

إلى ذلك قالت مصادر إيرانية إن السلطات الإيرانية اعتقلت ستة باكستانيين بزعم دخولهم مياهها الإقليمية بشكل غير مشروع. وقتل أكثر من 40 إيرانيا من بينهم قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني في تفجير انتحاري وقع في إقليم سستان وبلوشستان الحدودي في جنوب شرقي إيران المتاخم لباكستان في 18 أكتوبر (تشرين الأول).