إسرائيل تكشف عن دور أميركي في ضبط سفينة السلاح «فرانكوب» .. ومصر تنفي تلقي أي رسالة

الأميركيون يكتشفون أمرها وقوة بحرية مشتركة تتبعت خطاها.. وحزب الله : لا علاقة لنا بالاسلحة

TT

مع نشر إسرائيل لمزيد من المعلومات حول عملية استيلائها على السفينة «فرانكوب»، التي يتضح منها أن تعاونا وثيقا بين إسرائيل والولايات المتحدة، قاد إلى ضبط السفينة، وجهت إسرائيل رسالة إلى مصر وصفت بأنها «لاذعة»، تشير فيها إلى أن حمولة تلك السفينة من الأسلحة بقيت على رصيف ميناء دمياط لمدة لا تقل عن سبعة أيام، من دون أن تكتشف نوعية حمولتها.

في غضون ذللك, نفى مصدر دبلوماسي مصري، أن تكون القاهرة تلقت احتجاجا من إسرائيل على مرور سفينة أسلحة بميناء مصري هو ميناء دمياط، على البحر المتوسط (شمال البلد)، وقال المصدر المصري جازما في اتصال مع «الشرق الأوسط»: لم نتلق شيئا من إسرائيل في هذا الخصوص».

ونفى حزب الله، في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية أمس، بشكل قاطع «أي علاقة له بالأسلحة التي يدعي العدو الصهيوني أنه صادرها من على السفينة فرانكوب، في الوقت نفسه الذي يدين فيه القرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية».

واعتبر مصدر مطلع في وزارة الخارجية السورية اعتراض إسرائيل للسفينة «عملية قرصنة واضحة وانتهاكا مفضوحا جدا للقانون الدولي». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن إسرائيل تسير وفق مخطط بدأته بالحديث عن صواريخ تطال تل أبيب، ثم بتقرير مجلة (ديرشبيغل) الألمانية بما يضمه من تلفيقات، ثم جاءت الادعاءات المتعلقة بالسفينة». وربط المصدر بين هذه التلفيقات والنقاش الدائر في الأمم المتحدة حول تقرير غولدستون.

وتساءلت إسرائيل في هذه الرسالة عما سيكون عليه موقف مصر، في ما لو كانت السفينة قد انفجرت في قناة السويس أو على رصيف الميناء في دمياط. وقالت إن كمية هائلة من الأسلحة والذخيرة كانت بداخل حاوياتها، تقدر بثلاثة آلاف صاروخ وعشرات الأطنان من الذخيرة. وأضافت أن التحقيقات مع طاقم السفينة، وهم بحارة وحمالون من بولندا وأوكرانيا وبعض دول شرق آسيا، أفادت بأنهم لم يكونوا يعرفون شيئا عن الأسلحة داخل السفينة. وكان بالإمكان أن يقدم أي واحد منهم على عمل يؤدي إلى حريق أو خلل آخر يفجر تلك المواد.. ولو وقع مثل هذا الانفجار في قناة السويس، كان سيتم إغلاق هذا المعبر المائي الحيوي لعدة أسابيع مما يشوش الحياة التجارية لعشرات الدول.

وحسب مصادر إسرائيلية عليمة، فإن عملية الاستيلاء على هذه السفينة بدأت بنشاط أميركي وليس إسرائيليا. فقد اكتشف الأميركيون سفينة إيرانية يشتبه بأمر حمولتها تدخل إلى خليج عمان وترسو في ميناء جبل علي في دبي في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتدعى هذه السفينة «فيزيا» وهي تابعة للشركة الإيرانية الوطنية للملاحة «إيراسيل»، فأبلغت إسرائيل بذلك، خصوصا أن الجيشين الإسرائيلي والأميركي كانا في أوج عملية التحضير للتدريبات المسلحة المشتركة، التي انتهت هذا الأسبوع واستمرت أسبوعين كاملين.

واقترحت إسرائيل أن تفجر السفينة في البحر الأحمر، كما كانت قد فعلت في السابق مع سفينتين إيرانيتين واحدة في بورت سودان والثانية في عرض البحر في مطلع السنة الجارية، لكن الولايات المتحدة رفضت الفكرة. فاقترحت إسرائيل الاستيلاء عليها، ورفضت الولايات المتحدة ذلك أيضا. وقالت إنها لا تريد أي تشويش على التدريبات العسكرية. ولا تريد أن يبدو أمر السيطرة على السفينة كما لو أنه ناجم عن تعاون مباشر بين البلدين. وتركت السفينة تعبر قناة السويس وترسو قرب مصب نهر النيل في ميناء دمياط. وهناك بقيت سبعة أيام كاملة حسب الرواية الإسرائيلية، إلى حين وصلت سفينة «فرانكوب» الألمانية، التي تؤجرها شركة «يو إف إس» القبرصية، فحملت البضاعة وأبحرت شمالا باتجاه لبنان أو سورية. وهنا بدأت متابعة السفينة خطوة خطوة وبشكل علني. وقامت بهذه المهمة ثلاث سفن حربية تابعة لسلاح البحرية الأميركي «تاسك فورس 115» وست سفن بحرية إسرائيلية يرافقها سلاح الجو. وبانتهاء التدريبات الإسرائيلية الأميركية المشتركة، سمح لإسرائيل بأن تسيطر على السفينة.

وحسب قائد طاقم القيادة في سلاح البحرية الإسرائيلي، العميد راني بن يهودا، فإن قواته أمضت عدة ساعات في تفتيش الحمولة حتى اكتشفت السلاح فيها. وعندها قررت جرها إلى ميناء أسدود جنوب غربي إسرائيل. وهناك عملت قوات التسلح في الجيش الإسرائيلي على إفراغ الحمولة بدقة، حتى ساعات الفجر من يوم أمس.