غالبية الفلسطينيين يفتقدون عرفات في ذكرى رحيله .. وفتح والمنظمة تتمسكان بعباس مرشحا للرئاسة

حزب السلطة يتهم حماس بمنع إحياء ذكراه.. والأخيرة تريد طلبا رسميا

ابو مازن واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يقرأون الفاتحة في مستهل اجتماع اللجنة في مقر الرئاسة برام الله، امس (ا.ب)
TT

أظهر أحدث استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن غالبية الفلسطينيين يفتقدون الرئيس الراحل ياسر عرفات. وتعكس النتيجة (81.9%) إلى أي حد يعتقد الفلسطينيون أنه بغياب عرفات تدهورت العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية إلى حالة غير مسبوقة أفضت إلى هذا الانقسام السياسي.

ويجاهر فلسطينيون كثر بأنه لو كان عرفات حيا لما انتهت علاقة السلطة مع حركة حماس إلى ما هي عليه. ويعود ذلك للقناعة بأن أبو عمار يملك شرعية لا يمكن لأحد أن يشكك بها، ورمزية لا يحظى بها مسؤول فلسطيني آخر، واحتراما كبيرا وقدرة على التعاطي مع ظروف أكثر تعقيدا.

وقال 56.4% من الجمهور الفلسطيني إنهم يفتقدون الآن ياسر عرفات بشدة، وقال 25.5% إنهم يفتقدونه إلى حد ما، و6.4% لا يفتقدونه إلى حد ما، و6.1% لا يفتقدونه بشدة، وتردد 5.5% في الإجابة.

ويحيي الفلسطينيون الأسبوع القادم الذكرى الخامسة لرحيل عرفات، وما زالت لجان التحقيق التي شكلتها السلطة حول أسباب وفاته الغامضة لم تتوصل إلى أي نتيجة.

وفي هذا السياق اتهمت حركة فتح حكومة حماس المقالة في قطاع غزة بمنعها من إحياء ذكرى رحيل عرفات في غزة، وردّت وزارة الداخلية هناك بنفي هذا الاتهام، وقال إيهاب الغصين الناطق باسم الداخلية المقالة: «لم نمنع أحدا ولم تتقدم فتح بطلب لتنظيم أي فعالية بذكرى استشهاد عرفات».

وقال عضو المجلس الثوري لفتح فيصل أبو شهلا إن حركته لم ولن تتقدم بطلب لوزارة الداخلية المقالة. وأوضح أبو شهلا لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ممنوعون من أي نشاط في غزة.. حماس تمنع أي فعاليات لفتح، وحتى فتح بيت عزاء للقائد الوطني صخر حبش منعوه، وعلى ذلك قِس».

وستتقدم فتح بطلب لإحياء ذكرى عرفات عبر الفصائل الفلسطينية الأخرى، وقال أبو شهلا: «إذا وافقوا سنقيم مهرجانا كبيرا، وإذا لم يوافقوا فإننا سنحتفل بالذكرى أيضا بطريقتنا الخاصة». وتنوي فتح بهذه المناسبة توزيع ملصقات وتنظيم تجمعات جماهيرية ومسيرات.

وظل الفلسطينيون يرددون أن عرفات مات مسموما بفعل إسرائيل التي كانت تعتبره عقبة كبيرة في طريق السلام.

ويواجه خليفة عرفات الآن محمود عباس (أبو مازن) عدة مصاعب بالغة التعقيد، وأهمها استمرار الانقسام، وفشل الإدارة الأميركية في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات.

ولم يتخذ عباس قرارا بعدم ترشيح نفسه، وإنما يتساءل أحيانا عن جدوى ذلك، وقال الناطق باسمه نبيل أبو ردينة إنه يفكر في ذلك لأن خياراته باتت محدودة. وقالت حركة فتح إن عباس هو مرشحها الوحيد، وإنه تم انتخابه بالإجماع في مؤتمر فتح السادس، ولا بديل آخر للرجل.

ومن المفترض أن عباس ألقى خطابا أمس، بعد عقد اجتماع مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تحدث فيه عن تعقيدات الموقف سواء على صعيد استئناف المفاوضات أو العلاقة مع حماس، وقد يتطرق إلى مسألة ترشيح نفسه. وقال محمود إسماعيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»: «هو (عباس) قال إنه يريد من أي شخص ينوي الترشح أن يفعل ذلك، ولا يريد أن يحتكر المسألة، وتحدث عن صعوبات استئناف المفاوضات، وعن صعوبات المصالحة التي تعرقلها حماس، والاتهامات التي تكال له شخصيا، لكن اللجنة التنفيذية تمسكت به مرشح منظمة التحرير كما تمسكت به مركزية فتح، وقلنا له أنت لست ملك نفسك. وسيترشح».