صنعاء تنفي قصف الطيران لقرى يمنية وتعلن مقتل 40 حوثيا في معارك

اعتقال 217 متهما بالمشاركة في القتال.. وهجمات للجيش اليمني برا وجوا على المتمردين

رجال من الدفاع المدني يسجلون أسماء نازحين تمهيدا لإيوائهم في المخيمات
TT

نفى اليمن قصف الطيران السعودي لقرى يمنية أمس. وقال مصدر عسكري مسؤول إنه لا صحة لما تردده عناصر الإرهاب والتخريب الحوثية من مزاعم حول قصف الطيران السعودي لقرى يمنية. وقال المصدر إن تلك الأنباء مختلقة وكاذبة وعارية عن الصحة، وإن العناصر الإرهابية دأبت على نشر الأخبار والإشاعات في محاولة مكشوفة لزج السعودية في أتون المواجهات مع الحوثيين نتيجة للفتنة التي أشعلوها في صعدة. وأكد المصدر العسكري أن تلك العناصر تحاول من خلال تلك المغامرات الطائشة لفت الأنظار إلى حالة الانهيار التي باتت تعيشها بعد سلسلة من الضربات التي تلقتها على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن.

وكان المتحدث باسم التمرد الحوثي في اليمن محمد عبد السلام قال في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «الطيران السعودي شن الأربعاء نحو عشرين غارة جوية على الأراضي اليمنية، وتابع عمليات القصف صباح أمس». وذكر عبد السلام أن الغارات استهدفت جبل الدخان الذي يقع جزء منه في الأراضي اليمنية والجزء الآخر في الأراضي السعودية، وكذلك جبل الممدود ومنطقة الحصامة والمجدعة.

وفي وقت لاحق، أصدر المكتب الإعلامي لقائد التمرد عبد الملك الحوثي بيانا أكد فيه أن «الطيران السعودي شن غارات جوية مكثفة أمس على مديرية الملاحيظ وقرى أسفل مران وسوق الحصامة والقرى المجاورة للحدود» مع المملكة العربية السعودية. وبحسب البيان الذي وزع بعد ظهر أمس «ما زال القصف متواصلا حتى الآن».

ويأتي هذا التطور غداة إعلان الرياض مقتل أحد الجنود السعوديين وإصابة 11 آخرين الثلاثاء في جبل الدخان بعد تسلل مسلحين إلى الأراضي السعودية عبر الحدود مع شمال اليمن.

إلى ذلك، اعتقل الأمن اليمني عددا من المشتبهين بالقتال مع الحوثيين في الحرب السادسة الدائرة في محافظة صعدة وسفيان من محافظة عمران. وقالت وزارة الداخلية اليمنية أمس إن الأجهزة الأمنية اعتقلت 217 شخصا متهمين بالاشتراك إلى جانب الحوثيين في هذه الحرب التي أوشكت على الدخول في شهرها الرابع وتسببت في تكبد اليمن لخسائر فادحة في الأرواح والمنشآت والمقومات الاقتصادية والخدمية.

وأشارت عبر المركز الإعلامي الأمني إلى أن المعتقلين ينتمون إلى محافظات حجة والجوف ومأرب وذمار وأمانة العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن اعتقلت هذا العدد من الحوثيين في عمليات نفذها الأمن اليمني في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، وضبطت في هذه العمليات 29 سيارة كانت محملة بالمؤن التموينية والأسلحة والذخائر من المعتقلين لتزويد الحوثيين في جبهات ومحاور الحرب. وكشفت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن مشاركة 90% من المشتبهين في حرب صعدة وسفيان، وأكدت المصادر أن هذه القائمة من المعتقلين ضمت عناصر خطيرة قاتلوا في صفوف الحوثيين ثم لاذوا بالفرار عندما بدأ الحوثيون في التقهقر من أمام القوات المسلحة على المواقع التي كان المخربون من جماعة الحوثي يسيطرون عليها في حرف سفيان وفي محافظة صعدة.

وقالت مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية إن 40 من الحوثيين قتلوا في قصف مدفعي وجوي على مواقع الحوثيين في مناطق الخوبة والدودة والحصامة إلى الغرب من جبل حرم وجبل الخزان، واستهدف القصف الجوي والمدفعي تجمعات الحوثيين في الطريق المؤدية إلى المعراسة وظهر الحمار. وقتل عدد من المتمردين في مفرق ذويب. وقالت المصادر إن وحدات الجيش شرعت أمس في عمليات هجومية في وادي عبلة والمواقع التي تقع بالقرب من معسكر الجبل الأسود القريب من مفرق الجوف وحققت هذه العمليات مقاصدها في حرف سفيان وسيطر الجيش على كل التباب والقرى الواقعة في نطاق وادي عبلة وتم إخلاؤها من الحوثيين. وذكرت المصادر ذاتها أن تلك العمليات أسفرت عن سقوط الكثير من أتباع الحوثي، وهاجم الجيش في محور صعدة مواقع وتجمعات للمسلحين الحوثيين في مناطق آل عمار والمهاذر وآل عقاب ومحضة ويرسم والصمع وصمع غراز.

وأفادت المصادر ذاتها بأن مدينة صعدة شهدت مواجهات بين القوات المسلحة والحوثيين المتواجدين في الأحياء القديمة من صعدة، وكثفت قوات الجيش من هجماتها باستخدام كل الأسلحة ومشاركة الطيران الحربي اليمني في هذه المعارك. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش استطاعت أن تحصر المجاميع الحوثية في أماكن ومنازل محددة، ومن الصعب على المستهدفين من قبل القوات الحكومية أن يفروا من الأماكن التي يتحصنون فيها في مدينة صعدة القديمة. كما دحر الجيش مجاميع الحوثيين من جبل الطير، ومنعهم من عمليات للتسلل إلى مواقع عسكرية في مدينة صعدة باتجاه محضة وجبل الصمع على طريق صعدة عين والمزارع التي تقع بأطراف منطقة القماش، وأفشل الجيش عملية للتسلل إلى المواقع العسكرية في جبل يطل على شعب ظبين.