مظاهرات في رام الله تتمسك بأبو مازن.. وحماس والجهاد تصفانه «بالفاشل والمفلس»

مصادر في فتح: أبو مازن أراد القول للأميركيين إن بديله التطرف الإسلامي

TT

تلقى الرئيس الفلسطيني عباس (أبو مازن) دعما قويا من حركة فتح وفصائل منظمة التحرير وكذلك على صعيد الشارع، في محاولة لثنيه عن إعلانه عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة الليلة قبل الماضية.

لكن في الوقت نفسه، اعتبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إعلانه، اعترافا بفشل نهج السلام وبالنتيجة الحتمية عملية السلام برمتها.. ووصفتا بـ«الفاشل والمفلس».

وخرج مئات الفلسطينيين في رام الله ومدن الضفة الغربية، في مسيرات تطالب أبو مازن بالترشح. وحمل المتظاهرون صورا له وأعلاما فلسطينية وهتفوا له، وعبروا عن اعتقادهم بأنه الوحيد القادر على إدارة شؤونهم في هذه المرحلة.

وقالت اللجنة المركزية لفتح، إنها تتمسك بأبو مازن كمرشح وحيد لها في انتخابات الرئاسة المقبلة، وقالت في بيان لها «هو القادر على العبور بشعبنا في هذه المرحلة بثوابتنا الوطنية لاستكمال مشروعنا الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وقال مفوض العلاقات الخارجية في اللجنة نبيل شعث، إن فتح لن تبحث عن بديل لأبو مازن.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، قد قال قبل خطاب أبو ماز الليلة قبل الماضية، إن فصائل المنظمة أكدت عدم رضاها عن توجه الرئيس الفلسطيني لعدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. وشدد عبد ربه على أن المنظمة تجدد ثقتها في أبو مازن وتتمسك به مرشحا للرئاسة. وناشد أسرى فتح في السجون الإسرائيلية أبو مازن «بالعدول عن قراره». وقال ممثل أسرى حركة فتح في سجن النقب الصحراوي ماهر عزرائيل «إن أسرى الحركة في كافة سجون الاحتلال يناشدون السيد الرئيس أبو مازن العدول عن هذا القرار، لأنه هو خيار الشعب والحركة».

وفي المقابل، هاجمت حركتا حماس والجهاد الرئيس الفلسطيني، ووجدتا في خطابه «انهزامية واعترافا بالفشل». وقالت حماس في بيان لها، إن خطاب أبو مازن، «بمثابة إعلان صريح وواضح لفشل برنامج ونهج التسوية ووصوله إلى طريق مسدود». وأكدت الحركة، أن «المطلوب الآن هو تغيير النهج السياسي الفاشل الذي قاده وما زال محمود عباس وفريق التسوية، وعدم الإصرار على هذا النهج المدمر لشعبنا ولقضيتنا الوطنية، ومصارحة الشعب الفلسطيني بأن خيار التسوية تمخض عن سراب ووهم كبيرين».

ووصف الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، خطاب أبو مازن بأنه «خطاب المفلس المقر بفشل مشروعه العبثي للتسوية». وأضاف «أن خطابه كان هابطا في تهجمه على حماس».

وقالت الحركة إن عدم ترشح ابو مازن للانتخابات لن يغير مواقفها من الانتخابات، «لأن مواقف الحركة لا تتغير بتغير مرشحي حركة فتح أو وجوهها».

واعتبر طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة المقالة «أن تلويح محمود عباس خلال خطابه بعدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة إنما هو رسالة موجهة لأميركا وللكيان الصهيوني، مفادها أنه إذا أردتم بقائي في منصبي فعليكم تقديم شيء لي كي أنجح في الانتخابات القادم». أما حركة الجهاد الإسلامي فرأت في خطاب أبو مازن، «استجداء عاجزء». وقال داوود شهاب، الناطق باسم الحركة، إن أبو مازن «لم يطرح أي بدائل قوية وحقيقية بعد فشل مشروع التسوية، وما طرحه هو أنه استبدل التفاوض العبثي بآخر عقيم، كمن يستجير بالرمضاء من النار». وأضاف شهاب: «للأسف الشديد إن أبو مازن، ورغم اللطمات التي يتلقاها من الأميركان، ما زال مراهنا عليهم»، متسائلا: «إلى أين سيصل به هذا الرهان الخاسر؟». واعتبر شهاب أن الحديث عن عدم ترشيح أبو مازن لنفسه مرة أخرى «لن يحقق له شيئا، وهو أمر طبيعي، لأن خياراته وبرامجه باءت بالفشل».. وقالت مصادر في فتح لـ«الشرق الأوسط»، «إن أبو مازن أراد القول للأميركيين، إن بديلي سيكون حماس، ولهذا ترك الباب مفتوحا في حال أحدثت الولايات المتحدة أي تغيير». إلا أن المصادر شككت في أن تتخذ الولايات المتحدة أي خطوات لمنع أبو مازن من تنفيذ ما هدد به، وقالت «يجب أن يكون معروفا أن للأميركيين بدائل أخرى».

وبحسب المصادر فإن الولايات المتحدة ترى في رئيس الوزراء الحالي سلام فياض، خيارا قويا، إلا أن العقبة الأهم، التي ستواجهه هي رفض فتح له، وهي لن تتنازل عن منصب كهذا ، وهي على خلاف شديد مع الرجل».