الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من الولادة.. ونائب كتائبي يصف عون بأنه طماع

تزايد وتيرة التفاؤل بقرب تأليفها

TT

الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من الولادة، بعد مضي 4 أشهر وعشرة أيام على التكليف الأول لرئيس كتلة «المستقبل» البرلمانية النائب سعد الحريري. وهذه المرة، يبدو أن موجة التفاؤل التي وصلت إلى ذروتها أمس، وطغت على السياسيين من الأطراف المختلفة، لن تبدد ولن تتحول غبارا في سماء الآمال المعقودة، لا سيما بعدما أعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عبر «الشرق الأوسط» ولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع.

وفي جولة أجرتها «الشرق الأوسط» على عدد من نواب الأكثرية للاطلاع على ردود فعلهم إزاء تصريحات عون، أكد عضو كتلة «لبنان أولا» النائب عقاب صقر لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة صارت بحكم الولادة اليوم. لا بل إننا على مسافة ساعات فاصلة من اللقاء المرتقب بين الجنرال عون والرئيس سعد الحريري لحسم الأزمة. أما التتويج فسيتم لدى الرئيس ميشال سليمان في القصر الجمهوري لتعلن الولادة رسميا». وقال صقر: «صرحت بداية الأسبوع أن الحكومة ستولد في نهاية الأسبوع. واتهمت بالتفاؤل. إنما الشروط الإقليمية وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لسورية أزالت كل العقبات. كما أن المشكلات الداخلية حلت بفضل تنازلات الأكثرية، والدعم الذي قدمه مسيحيو (14 آذار) مقابل استجابة الجنرال عون. كل ذلك شكل صورة إيجابية ومهد للوصول إلى حل وسط، أدى إلى تسوية تتضمن سلة مرضية للجميع، ذلك أنها أعطت كل فريق حقوقه بشكل نسبي وليس كاملا». وأضاف: «هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية، لم تلغ مفاعيل الانتخابات البرلمانية، (التي تمت في 7 يونيو (حزيران) الفائت) بل ألغت مفاعيل تسوية الدوحة التي كادت تكرس الثلث المعطل ومعادلة معينة في توزيع الحقائب. فالانتخابات غيرت مفاعيل الدوحة. والحكومة اليوم ترضي الجميع وتحقق الحد الأدنى من متطلبات كل طرف. فحكومة الوحدة الوطنية لا خاسر فيها أو مغبون ولا منتصر، المنتصر الوحيد هو روح التوافق. وبفضل هذه الحكومة سنبعد الأخطار الداخلية والأخطار الخارجية التي تمثلها إسرائيل بوقاحتها في الاعتداء المستمر على السيادة اللبنانية مقابل عدم اتخاذ الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، الهواجس اللبنانية في الاعتبار».

وبشأن الأداء داخل الحكومة، قال: «الجنرال عون وعد بتعاون جيد، والرئيس الحريري وعد بخطة إصلاح اقتصادية وسياسية ومالية. أعتقد أنها ستكون من أكثر الحكومات إنتاجية وعملا وواعدة اقتصاديا. ستدور فيها حوارات ساخنة إنما منتجة وفاعلة وليس مجرد صراع ديوك».

وفيما أمل عضو كتلة «المستقبل» النائب خضر حبيب في أن «تولد الحكومة قريبا»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا معطيات لدي حول كواليس المفاوضات».

وعقب لقائه رئيس البرلمان، نبيه بري، قال عضو «الكتائب اللبنانية» النائب فادي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك إشارات إيجابية لدى الجميع والحكومة ستولد قبل الاثنين المقبل بفضل إصرار الجميع. لا شك أن مشاورات التأليف كانت موضع تجاذب ونقاشات كثيرة حول نوعية الوزارات وطريقة توزيعها». وعن الوزارات التي ستخصص للكتائب، قال: «لا معلومات نهائية الآن إنما قد نحظى بوزارة خدماتية ووزارة دولة أو وزارة خدماتية واحدة. الواقع أن أهم من عدد الوزارات هو تسهيل التأليف، فعلاقتنا مع الرئيس المكلف استراتيجية». أما عن الأسماء المرشحة لتمثيل الكتائب في الحكومة، قال: «النائب الشيخ سامي الجميل، ونائب رئيس حزب الكتائب، سليم الصايغ. إنما هذا القرار يبقى رهن إرادة الشيخ أمين».

ولفت الهبر إلى أن «ما سهل التأليف هو اللقاء الذي جمع الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، لأنه أعطى دفعا باتجاه تأليف الحكومة، إلى جانب الدور الذي اضطلع به الداخل اللبناني، والتنازلات الكبيرة التي قدمتها الأكثرية. بل إن التنازلات أتت فوق اللزوم لتخدم الجنرال عون، الذي كان طماعا واستغل الظرف السياسي. إنه اكتسابي النزعة، ويستفيد من دعم حزب الله له». ورأى الهبر أن «الوزارة إذا ولدت بالشكل الذي يحكى عنه، أي نيل عون 4 حقائب هي الاتصالات والطاقة والصناعة والسياحة، إضافة إلى وزارة دولة، تكون بذلك قد ألغت نتائج الانتخابات لأنها تخدم مصلحة الأقلية».

وقال نائب «القوات اللبنانية»، طوني أبو خاطر لـ«الشرق الأوسط»، «أمنيتنا الإسراع في تأليف الحكومة، لأن هذا الأمر يصب في مصلحة البلاد ككل. نحن ضد المماطلة ونتمنى أن يبت في الأمور لأن القصة صارت أشبه بفيلم أميركي طويل. فتارة ترتفع حظوظ التأليف وطورا تنخفض. نتمنى تصديق ما قرأناه في الصحف». وأضاف: «نحن لم نتمسك يوما بحقيبة معينة لأننا ضد التعطيل فالوزارة لخدمة الناس وليست ملك أحد معين».

وكان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل وليامز، زار الحريري ونقل إليه «القلق الكبير للأمم المتحدة» إزاء التأخير في تأليف الحكومة. ورأى أن التأخير «أدى إلى تجميد الكثير من المسائل المهمة، خصوصا المواضيع الاقتصادية والاجتماعية الطارئة». وأفاد أنه بحث مع الحريري في «تطبيق القرار 1701 والوضع في جنوب لبنان». وقال: «عبرت له عن ارتياحنا إزاء الهدوء السائد عموما على طول الخط الأزرق وفي جنوب لبنان، رغم قلقنا حيال تكرار الحوادث التي حصلت في الآونة الأخيرة. وهناك خروقات ما زالت تحصل من كلا الجانبين، والأمين العام للأمم المتحدة حث في تقريره الأخير على ضرورة التركيز على إحراز تطور في اتجاه وقف دائم لإطلاق النار، والتطبيق الكامل للقرار 1701، الأمر الذي من شأنه أن يضمن استقرارا طويل الأمد، ويوفر الأمن للبنان والمنطقة».

وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب زياد أسود: «عندما تصل الأمور إلى خواتيمها نسمع من حين إلى آخر تصريحات من بعض المتضررين من خارج التاريخ والزمان وخارج سياق الموضوع. من هنا نأمل في أن يعطى مجال للحوار وعدم إيجاد أجواء متشنجة وشاذة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء». من جهته، قال نائب «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا: «كل اللبنانيين في انتظار صعود الدخان الأبيض بشأن تأليف الحكومة. نأمل مع الأجواء الصباحية التي بشرتنا بأن يتكرر مشهد اتفاق الدوحة،ويتكرر تدخل الجهات نفسها لحل ما يشبه تلك العقد التي حلت في آخر ليلة في الدوحة». وآمل في «أن تكون هذه الأجواء حقيقية لنشهد ولادة سريعة لحكومة طال انتظارها لأن البلد لم يعد في استطاعته الاستمرار من دون حكومة».