براون: بريطانيا لن تنسحب من المهمة الأفغانية

حذر كابل بضرورة التصدي للفساد

صبي افغاني قبل تفتيشه عند تقاطع طرق يسيطر عليه الجيش الافغاني في مقطعة سوروبي (أ.ب)
TT

حذر رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون أمس، من أن بريطانيا لا تستطيع أن تتحمل «الانسحاب» من مهمتها العسكرية في أفغانستان إذا كانت ترغب بمنع هجمات تنظيم القاعدة المستقبلية على شوارع المملكة المتحدة. وجدد رئيس الوزراء البريطاني في خطاب أمس تأكيد التزام حكومة بلاده في حملتها في أفغانستان، وذلك في أعقاب الخسائر التي تعرضت لها أخيراً هناك، حيث لقي خمسة جنود بريطانيين مصرعهم على يد رجل شرطة أفغاني كانوا يساعدونه في التدريب. وقال براون في كلمة ألقاها أمس بلندن، إن تحقيق النجاح في أفغانستان يعتبر أمرا حيويا بالنسبة للأمن القومي البريطاني، إلا أنه حذر من أن الحكومة الأفغانية ستخسر دعم العالم لها ما لم تحسن سلوكها. وقال مصدر حكومي إن براون يريد أن يساعد كرزاي في الوفاء بهدف تجنيد 134 ألف جندي أفغاني بنهاية 2010 لقيادة معركة مكافحة الفساد ودمج العناصر المعتدلة في الحياة السياسية.

وقال رئيس الحكومة:«لست مستعدا لتعريض حياة العسكريين البريطانيين للخطر من أجل حكومة تمتنع عن مواجهة الفساد». وكان براون يتحدث بعد أسبوع شهد مقتل سبعة جنود بريطانيين في أفغانستان، بمن فيهم الجنود الخمسة الذين قتلوا على يد شرطي أفغاني كانوا يتولون تدريبه. وشدد براون على الحاجة إلى ضرورة الاستمرار في سياسة توجيه قوات الأمن الأفغانية بحجة أن ذلك هو ما يميز الوجود العسكري الدولي مما يسمى بـ«جيش احتلال». وأكد براون في خطابه أن الحملة العسكرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي لبريطانيا، وذلك مع استمرار الإرهابيين للتخطيط لشن هجمات من المنطقة، مشددا على أن ذلك «لن يردعنا أو يثنينا أو يحولنا عن اتخاذ أي تدابير ضرورية لحماية أمننا». وقال «عندما ينبع التهديد الإرهابي الرئيسي الذي يواجه بريطانيا من أفغانستان وباكستان وبما أن الضغط المتواصل في باكستان إلى جانب العمل العسكري في أفغانستان أضفى تأثيرا قمعيا على تنظيم القاعدة، لكن مع ذلك نحن نعلم أنهم لا يزالون يتدربون ويتآمرون بتخطيط هجمات على بريطانيا من المنطقة، وبالتالي فإننا لا نستطيع ولا يجب ولن ننسحب». ودافع براون عن استراتيجية بريطانيا في افغانستان بعد مقتل خمسة جنود بريطانيين على يد شرطي افغاني هذا الاسبوع، الأمر الذي فجر نداءات في الداخل بسحب القوات البريطانية وقوامها تسعة آلاف جندي. وتراجع التأييد العام للحرب في بريطانيا مع ارتفاع الخسائر العسكرية اذ بلغ عدد قتلى الجنود البريطانيين 229 حتى الآن منذ 2001 وبسبب الجدل حول اعادة انتخاب كرزاي في انتخابات شابها تزوير. ويمكن أن يلحق استمرار خسائر أرواح الجنود البريطانيين الضرر بحزب العمال البريطاني الذي يتزعمه براون خلال الانتخابات التي يتعين أن يدعو اليها بحلول يونيو (حزيران) المقبل والمرجح أن يفوز بها حزب المحافظين المعارض. وحاول براون طمأنة منتقديه بأنه سيطالب كرزاي بإحراز تقدم في عدد من القضايا الرئيسية. ووفقا لمقتطفات من كلمته قال براون :«ان كرزاي يحتاج الى ابرام عقد مع الشعب الافغاني.. عقد يمكن بموجبه للأفغان وللمجتمع الدولي الحكم على نجاحه». واضاف :«الدعم الدولي يتوقف على نطاق طموحه ومستوى انجازاته في خمس مجالات رئيسية هي الامن والحوكمة والمصالحة والتنمية الاقتصادية والانخراط مع جيران افغانستان. وقال مصدر حكومي ان براون يريد أن يساعد كرزاي في الوفاء بهدف تجنيد 134 ألف جندي افغاني بنهاية 2010 لقيادة معركة مكافحة الفساد ودمج العناصر المعتدلة في الحياة السياسية. واكد براون عدم تغيير الاستراتيجية التي يعتقد أنه يجب على بريطانيا وحلفائها اتباعها في افغانستان والمتمثلة في التوسع في تدريب قوات الامن الافغانية بحيث يمكنها في نهاية المطاف تسلم المسؤوليات الامنية من القوات الاجنبية. واوضح بروان :«عندما ينبع التهديد الارهابي الرئيسي لبريطانيا من افغانستان وباكستان.. لا يمكننا ولا يجب ان ننسحب ولن نفعلها». الى ذلك دعا قائد ألماني في قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أفغانستان، الجنرال ايجون رامس، قوات الحلف للعمل لاستعادة ثقة الشعب الأفغاني بالحلف في أسرع وقت ممكن بعد أن تراجعت هذه الثقة كثيرا جراء وقوع الكثير من الضحايا المدنيين على أيدي هذه القوات خلال الأعوام الماضية. وقال الجنرال رامس في تصريح للصحافيين امس بمدينة لينيش في ولاية شمال الراين فيستفاليا:«الوقت يداهمنا». ويتولى رامس قيادة العمليات في المقر الرئيسي للناتو بمدينة برونسوم الهولندية. وحذر رامس من بعث «رسائل غير واقعية» فيما يتعلق بسحب قوات «إيساف» الدولية للمساعدة في حفظ السلام في أفغانستان والبالغ قوامها في الوقت الحالي 71 ألف جندي. «علينا دائما أن نأخذ في الاعتبار كيفية تعامل الأفغان مع هذا النقاش الذي يتم داخل بلادنا لأسباب تتعلق بالسياسة المحلية، حيث يمكن أن يولد هذا النقاش انطباعا لدى الأفغان الذين يعملون في جهات تتعاون مع الناتو بأن أمنهم مهدد على المدى البعيد».