أوغلو: سورية وإسرائيل كانتا على وشك الاتفاق قبل حرب غزة.. والهوة بينهما كانت حول «عدة كلمات»

ظهر واثقا من أن المفاوضات ستستأنف معلنا استعداد أنقرة للعب دور الوسيط

TT

كشف وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أن المفاوضات غير المباشرة التي تمت العام الماضي بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية كادت تفضي في جولتها الخامسة إلى اتفاق، إذ إن مسافة الهوة بين الجانبين ضاقت كثيرا وتراجعت إلى «عدة كلمات». وبدا الوزير التركي واثقا من أن هذه المفاوضات ستستأنف معلنا استعداد أنقرة للعودة إلى لعب دور الوسيط.

وجاءت تصريحات أوغلو عقب لقائه أمس نظيره الفرنسي برنار كوشنير، وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقا في مقر الصحافة الأجنبية، حيث لم يتردد في الرد بقوة على الاتهامات الموجهة لبلاده بمعاداة السامية، مشددا على أن انتقاد السياسة الخارجية الإسرائيلية ليس معاداة للسامية، وأن أنقرة تميز بين اليهود في العالم والمواطنين الإسرائيليين من جهة، وبين الحكومة الإسرائيلية وسياستها الخارجية من جهة أخرى.

وكان لقاء أوغلو ـ كوشنير الذي يأتي عقب زيارة رسمية قام بها الرئيس التركي عبد الله غول إلى باريس قبل أيام فرصة لبحث الملفات الساخنة في الشرق الأوسط والمتوسط، وتقويم ما آلت إليه المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حيث شدد أوغلو على تمسك بلاده بالانضمام إلى الاتحاد، علما بأن الرئيس ساركوزي يعارض ذلك بشدة.

ودعا الوزير التركي إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين «من النقطة التي توقفت عندها» بوساطة تركية أو «في أي إطار يقبله الطرفان»، مجددا استعداد بلاده «للتضحية من أجل السلام». وبحسب ما قاله، فإن المهم ليس هوية الوسيط وبالتالي فإنه «إذا أراد طرف آخر القيام بهذا الدور (في إشارة ضمنية إلى فرنسا التي أعربت في الماضي عن استعدادها للعب هذا الدور) فإن أنقرة لا مشكلة لديها» بهذا الخصوص. وخلص الوزير التركي إلى التنويه بـ«نزاهة» الدور الذي لعبته بلاده التي تسعى فقط إلى «الأمن والاستقرار» في المنطقة. وفهم الوزير كوشنير الإشارة فرد عليها مباشرة بالتأكيد أن فرنسا «لا تريد أن تنافس تركيا، وتريد أن تلعب دورها وفق إمكانياتها». وأكد كوشنير أنه سيزور المنطقة في الأيام القليلة القادمة.