مساعد وزير الدفاع السعودي مخاطبا القوات المسلحة: تفوقتم في تعاملكم مع المعتدين بأساليب قتالية حديثة لم يتوقعها المغامرون

وقف ميدانيا على مركز القيادة والسيطرة في «الخوبة» وأكد السيطرة على جبل الدخان

الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية خلال تفقده القوات في منطقة العمليات أمس (واس)
TT

أكد الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية أن السعودية قادرة على حماية أراضيها وتأمين حدودها «وردع المعتدين الضالين»، وأنه كان لزاما على رجال قواتها المسلحة التصدي «لهذا الطيش، والتصرفات اللامسؤولة».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام ضباط وأفراد وحدات المظليين والأمن الخاصة حيث زار أمس ميدانيا مركز القيادة والسيطرة بالخوبة في منطقة جازان حيث تدور اشتباكات بين القوات السعودية وفلول الحوثيين المتمردين، وفيما يلي نص كلمة الأمير خالد:

«إخواني المقاتلين على خط النار؛ أيها الإخوة والزملاء منسوبي القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية: أحييكم بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم ورحمة والله وبركاته.

في كل يوم بل وفي كل ساعة ودقيقة يسجل رجالنا البواسل صفحة جديدة من صفحات الفخر في تاريخ القوات المسلحة السعودية، فهؤلاء صقور الجو وأسود الأرض يسيطرون كليا على سماء وأرض المعركة لبسط السيطرة ودك مخابئ وأوكار وعتاد المعتدين في جبل دخان بمنطقة جازان، حيث أصبح لزاما علينا أن يتصدى رجالنا لهذا الطيش، والتصرفات اللامسؤولة، أن نضع حدا للمأساة، فتحية لرجالنا الأبطال هنا وهناك وفي كل مكان الذين يدافعون عن ثغور بلادنا.

أيها الزملاء: أعيد وأقول بأن المملكة قادرة على إدارة المعركة مهما كانت وفق التوجيهات والمتابعة المستمرة من سيدي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، كما أنها قادرة بحول الله على حماية أراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين الضالين.

إن بلادنا الغالية ومنذ تأسيسها تقوم على مبادئ واضحة المعالم ألا وهي تحكيم الشريعة وإقامة العدل، وتنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، كما أنها وفي الوقت نفسه لا تسمح لكائن من كان بالتدخل في شؤونها وترفض دوما الانجرار إلى أية صراعات لا طائل منها، وتنأى بنفسها عن ذلك.

أيها الإخوة والزملاء: إنني وإذ أحييكم لأحيي فيكم البسالة والبطولة الحقة وأنتم تقدمون خلاصة جهدكم لردع المتهورين والمعتدين ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأية أعمال من شأنها المساس بسيادة بلادنا الغالية، والتي سيكون مصيرها الفشل الذريع بحول الله، حيث قامت قيادتنا الرشيدة بخطوات وأصدرت التوجيهات اللازمة للحفاظ على الأمن، وأمان المواطن في مختلف أرجاء الوطن، وصدرت الأوامر للدفاع عن أراضي بلادنا الغالية بكل ما أوتينا من قوة، وتذكروا بأن الشهادة مطلب والنصر غاية والوطن غال.

إخواني وزملائي، لقد كان لردة الفعل المشرفة لكافة قواتنا المسلحة ممثلة في قيادة المنطقة الجنوبية وقيادة حرس الحدود في منطقة جازان دليل أكيد على الحرص المتناهي في عدم تدنيس أراضي بلادنا الغالية من أي معتدٍ آثم، حيث لقن أبناء القوات المسلحة، المعتدين الأشرار درسا لن ينسوه، فقد قاتلتموهم قتال الأبطال، وهبّيتم تدافعون عن أرض الوطن بكل كفاءة واقتدار، وتفوقتم في تعاملكم مع المعتدين بأساليب قتالية حديثة لم يتوقعها المغامرون.

وإنني بهذا ليشرفني أن أقدم لكم جميعا تحيات وتقدير وإعجاب قائدنا الأعلى لكافة القوات العسكرية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على هذه الروح القتالية العالية، وهذه التضحيات الغالية، بأرواحكم ودمائكم ليبقى الوطن غاليا عزيزا مهيب الجانب.

كما لا يفوتني أن أعبر لذوي جميع شهدائنا الأبرار عن خالص التعازي في مصابنا جميعا، سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه وأن يسبغ على كافة الجرحى ثوب الصحة والعافية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وأكد الأمير خالد بن سلطان في تصريحات للصحافيين عقب جولته الميدانية أن الأمور بالكامل تحت السيطرة تماما، والوضع مطمئن والاستعداد قوي والمعنويات مرتفعة، وقال «نحن نتعامل مع متسللين، مع عصابات، والحمد لله الوضع مطمئن وكل ما استولوا عليه من قبل وخاصة «جبل دخان» تم السيطرة عليه تماماً، وإن كان هناك بعض التسللات في بعض المواقع، لكن نؤكد للجميع أن الوضع مطمئن والاستعداد قوي ».

وأضاف «لقد تم تطهير سفوح الجبال الموجودة داخل حدود المملكة، وتعليمات خادم الحرمين الشريفين هي ضبط كل من هو داخل حدودنا ولم نتدخل ولن نتدخل في حدود اليمن»، وتابع الأمير خالد «كل المواقع التي احتلت ـ وهي سفوح جبال ـ تم قصفها وتدميرها بالكامل، والقوات بصفة عامة تبلي بلاء حسنا».

ورأى أن العملية هي عملية تطهير لعصابات أي حرب عصابات، وليست حربا نظامية، وقال «لا اعتبرها حربا بل هي عملية ردع لهؤلاء المتسللين الذي تسللوا إلى حدود المملكة لسبب تخريبي أو تهريبي أو شيء آخر، وطلب منا المساهمة مع حرس الحدود لأخذ المنطقة كمسرح عمليات لإنهاء هذا التسلل».

وأشار إلى أن تلك العمليات أسفرت عن استشهاد ثلاثة من رجال الأمن، وجرح 15 آخرين أغلبهم غادروا المستشفى ولم يتبق منهم سوى ثلاثة يتلقون العلاج.

وحول ما نشر عن وجود أسرى من القوات السعودية، قال «هناك خمسة مفقودين عاد منهم واحد، وهؤلاء مفقودون وليسوا أسرى». وكشف أن حرس الحدود قبض على عدد من المتسللين، وقال «تم ضبط هؤلاء المتسللين من قبل حرس الحدود، وهناك تنسيق كامل بين القوات المسلحة وحرس الحدود». وأكد متانة العلاقات السعودية اليمنية حكومة وشعبا، وقال «هؤلاء المتسللون الحاقدون عملوا كل ماهو ضد بلدهم قبل أن يعملوه للمملكة العربية السعودية، ولكن الحقيقة علاقة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والجمهورية اليمنية بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح هي علاقات قوية، ودائما يهمنا الأمن والاستقرار في المملكة واليمن على حد سواء».

وبشأن التنسيق بين المملكة واليمن في ظل الأحداث الراهنة، قال «إن تبادل المعلومات لكسر هذه الزمرة وعدم دخولها للمملكة مستمر، وأما التعامل معهم داخل الحدود اليمنية فهذه قضية يمنية تحكمها قوانين وأنظمة اليمن الشقيق، وكل أملنا دائما الأمن والأمان والنمو الاقتصادي لليمن الشقيق».