ذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية أمس أن الشرطة الإيرانية ألقت القبض على أكثر من 100 شخص بتهمة «إزعاج الأمن العام» خلال مسيرة الأسبوع الماضي لإحياء الذكرى الثلاثين لحصار السفارة الأميركية في طهران بعد أشهر قليلة من الثورة عام 1979. واشتبكت قوات الأمن مع مؤيدي زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي في طهران يوم الأربعاء عندما تحول التجمع السنوي إلى مظاهرات معارضة للنظام ولإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ونقلت الوكالة عن عزيز الله رجب زاده رئيس شرطة طهران قوله: «الشرطة ألقت القبض على 109 أشخاص تسببوا في فوضى وأزعجوا الأمن العام على هامش تجمع يوم الأربعاء. أودع نحو 62 من المحتجزين السجن وتم الإفراج عن الباقين». وكان الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الباسيج حذرا المعارضة وطالباها بعدم محاولة استغلال التجمع لإحياء الاحتجاجات ضد المؤسسة الحاكمة بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت في يونيو (حزيران) والمتنازع على نتيجتها. وحث مرشحا الرئاسة المهزومان موسوي ومهدي كروبي أنصارهما على الخروج إلى الشوارع يوم الأربعاء للاحتجاج على الحكومة على الرغم من تحذيرات قوات الأمن بشأن «التجمعات غير القانونية». وقالت السلطة القضائية إن ثلاثة أجانب ألقي القبض عليهم يوم الأربعاء أيضا قد أفرج عنهم. ونقلت وكالة «إرنا» عن المدعي العام لطهران عباس جعفري دولت أبادي قوله: «أخلي سبيل كندي وألمانيين كانوا قد اعتقلوا يوم الأربعاء». وأكد دولت أبادي نبأ اعتقال طالب دنماركي ومراسل إيراني يعمل لحساب وكالة الصحافة الفرنسية يوم الأربعاء فيما يتصل بالتجمع. ومنعت وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية احتجاجات الشوارع منذ المظاهرات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي تقول المعارضة إنه جرى التلاعب بها لتأمين فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية.
وقال دولت أبادي: «طلبنا من السلطات المختصة إمدادنا بالوثائق التي تشرح أغراض وجود الطالب الدنماركي ومهمته في إيران». إلى ذلك، أعلنت الحكومة الدنماركية أمس أنها تسعى للاتصال بطالب إعلام دنماركي أوقف قبل ثلاثة أيام في طهران. وقالت مسؤولة في وزارة الخارجية الدنماركية إن السلطات الإيرانية أكدت أن نيلز كروغسغارد (31 عاما) رهن التوقيف، لكنها لم تحدد مكانه. وكانت جمعية الصحافيين الدنماركية أعلنت الجمعة أن كروغسغارد كان يعمل بصفة مستقلة لإنجاز مشروع يتعلق بدراسته وتم توقيفه الأربعاء فيما كان يقوم بتغطية مظاهرة مناهضة الحكومة. وقالت تشارلوت سلينتي المسؤولة في وزارة الخارجية الدنماركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السلطات الإيرانية أكدت أن طالب الإعلام الدنماركي نيلز كروغسغارد موجود في سجن في طهران». وأضافت: «لم نتلق بعد المزيد من المعلومات المفصلة حول مكان اعتقاله، لكننا على اتصال وثيق بالسلطات الإيرانية».
وأوضحت: «عندما نعلم مكانه ستكون الخطوة التالية الطلب من السلطات الإيرانية السماح بزيارته وتوفير محام له والسماح له بالاتصال بأسرته».