أفغانستان ترفض انتقاد الأمم المتحدة ودول أجنبية لكرزاي

«الناتو» يواصل البحث عن جندييه المفقودين والشرطة تؤكد أنهما قضيا غرقا > مقتل 7 من عناصر الأمن الأفغاني في غارة للأطلسي بطريق الخطأ

جنود يفتشون شابا افغانيا عند نقطة تفتش بتقاطع احد الطرق في العاصمة كابل أمس «اب»
TT

رفضت أفغانستان أمس انتقادات وجهها قادة أجانب ومسؤولون كبار في الأمم المتحدة للرئيس حميد كرزاي واتهمتم بعدم احترام سيادتها. وكان كاي ايدي، موفد الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان، من بين الذين حذروا كرزاي هذا الأسبوع من فقدان دعم الأسرة الدولية ما لم تقم حكومته الجديدة باستئصال الفساد المستشري في الدولة. وأصدرت وزارة الخارجية الأفغانية أمس بيانا رفضت فيه تلك الانتقادات قائلة، إنها تتخطى «الأعراف الدولية» و«تنتهك الاحترام لسيادة أفغانستان الوطنية». وصنفت منظمة الشفافية الدولية أفغانستان في المرتبة الخامسة للدول الأكثر فسادا، وينظر إلى حكومة كرزاي على نطاق واسع بأن الفساد ينخرها ويبقي البلاد في الفقر. وحث قادة الدول الغربية التي تنشر نحو مائة ألف جندي يقاتلون المتمردين في أفغانستان، كرزاي على التخلي عن زعماء الحرب وتجار المخدرات في حكومته والقضاء على الفساد إذا ما أراد دعمها المستمر. وبعد ان أعلنت لجنة الانتخابات فوزه بعد انسحاب منافسه من الجولة الثانية، وعد كرزاي بإطلاق حملة للقضاء على الفساد. وأظهرت حالات التزوير الكبيرة التي انكشفت بعد انتخابات العشرين من أغسطس (آب)، حجم الفساد المستشري في حكومة أفغانستان وأدت إلى ضغوط دولية هائلة على كرزاي. وأول من أمس قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان حكومة كرزاي أصبحت «كلمة مرادفة للفساد». وقال براون «لا ينبغي ان يكون لأمراء الحرب وأتباعهم مكان في مستقبل أفغانستان ديمقراطية».

وفي مؤتمر صحافي أول من أمس دعا ايدي الى «حرب نشطة ضد الفساد وبذل الجهود لتحسين النظام القضائي ومحو ثقافة الإفلات من العقوبة». وفي بيانها قالت وزارة الخارجية إن تصريحات ايدي «تتجاوز مع الأسف الأعراف الدولية وسلطته بصفته سلطة دولية غير منحازة». وأضاف البيان ان «محاربة الفساد وتعزيز حكم القانون هما شرطان لقيام أفغانستان تنعم بالسلام والاستقرار». وتابع البيان «في الأيام القليلة الماضية قامت دوائر دبلوماسية ووكالات دعاية تابعة لدول أجنبية بالتدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان بتوجيهها تعليمات متعلقة بتركيبة مكونات الحكومة الأفغانية وسياستها». إلى ذلك أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) ان اثنين من جنودها الأميركيين فقدا في شمال غرب هذا البلد حيث جرح 25 جنديا في اشتباك مع مقاتلي طالبان خلال عملية بحث عنهما. وقالت الشرطة المحلية ان وحدة تبحث عن الجنديين اشتبكت مع مقاتلين من طالبان واستدعي طيران قوات التحالف لتقديم الدعم.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أمس مقتل سبعة جنود ورجال شرطة أفغان في غارة للحلف الأطلسي في منطقة نائية في غرب البلاد. وقالت الوزارة «إن سبعة عناصر من القوى الأمنية الأفغانية قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح في غارة جوية لقوة الحلف الأطلسي في السادس من نوفمبر تشرين الثاني في ولاية بغديس». وأضافت «ان القوات الدولية تكبدت خسائر هي الأخرى. وفتحت القوات الأفغانية والحلف الأطلسي تحقيقا وستعلن نتائجه قريبا». لكن البيان لا يوضح ظروف الحادث. وكان عبد الجبار صالح مساعد قائد شرطة بغديس أشار من جهته إلى «عملية قصف عن طريق الخطأ لخطوط دفاع الحلف الأطلسي والقوات الأفغانية» التي كانت تشارك في عمليات البحث عن جنديين أميركيين اعتبرا في عداد المفقودين. وكان صالح أشار إلى مقتل جنديين اثنين وثلاثة شرطيين أفغان، وسقوط سبعة جنود من الحلف الأطلسي بين قتيل وجريح. وأفادت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي أن خمسة جنود أميركيين أصيبوا بجروح الجمعة، بينما كانوا يفتشون عن الجنديين الأميركيين الاثنين المفقودين.